رئيس الجالية المصرية بإقليم البيمونتي الإيطالي لـ«الشروق»: مبادرات التواصل مع المصريين فى الخارج ناجحة - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رئيس الجالية المصرية بإقليم البيمونتي الإيطالي لـ«الشروق»: مبادرات التواصل مع المصريين فى الخارج ناجحة

الدكتور إبراهيم يونس
الدكتور إبراهيم يونس
حوار- أسماء سرور
نشر في: الثلاثاء 13 ديسمبر 2022 - 5:57 م | آخر تحديث: الثلاثاء 13 ديسمبر 2022 - 6:19 م

الجهود المصرية تصدت للهجرة غير الشرعية.. والمبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» خلقت فرص عمل بديلة
مؤتمر المناخ الدولى في مصر كان بمثابة بوابة الأمل لعبور المبادرات وعقد الإتفاقيات التكاملية والإنتاجية والتجارية
قال الدكتور إبراهيم يونس رئيس الجالية المصرية فى إقيم البيمونتي بشمال إيطاليا، إن عدد المصريين المقيمين في إيطاليا بشكل رسمي نحو 630 ألف مصري، حيث تحظى إيطاليا بأكبر عدد من الجالية المصرية في أوروبا، مؤكدا أن العلاقات المصرية الإيطالية وطيدة وعميقة على مر العصور.

وأثنى يونس، على جهد وزارة الهجرة في الفترة الحالية لتقديم الكثير من التيسيرات للمصريين في الخارج، مشيدا بما تقوم به الدولة من مبادرات تحظى برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على الهجرة غير الشرعية، وهو ما نتج عنه عدم خروج مركب هجرة غير شرعية من السواحل المصرية منذ عام 2016.

وفيما يلي نص الحوار:

• بداية.. حدثنا عن عمق العلاقات التاريخية التي تجمع مصر وإيطاليا

- العلاقات المصرية الإيطالية وطيدة وعميقة على مر العصور، فالجالية المصرية في إيطاليا جالية كبيرة والجالية الإيطالية في مصر جالية عريقة ولها جذور ممتدة، وأهم ما يلاحظ في عصر مصر القديمة، زواج آخر ملكاتها كليوباترا من مارك أنطونيو، وبعدها أصبحث مصر جزء من الإمبراطورية الرومانية لـ7 قرون على التوالي.

ومثلت مصر أهمية كبيرة لإيطاليا من حيث التبادل التجاري والحرفي والعسكري وغيره، واستفادت إيطاليا من العلاقات مع مصر، إلا أنه خلال الحرب العالمية الثانية، توترت العلاقات بين البدلين بعض الشيء بسبب محاولة إيطاليا التي فشلت لغزو مصر، ولكن العلاقات من بعد الحرب أصبحت جيدة نوعاً ما بالتدريج، وأصبح كل من مصر وإيطاليا أعضاء في الإتحاد من أجل المتوسط.

وعلى مستوى علاقات العمل، فكانت ولازالت قوية، فكان محمد علي في عصره حريصاً على الاستعانه بالعمالة الإيطالية في مجال التنقيب، كما استورد ماكينات الطباعة من إيطاليا، واشتهرت مصر في عهده بكتابة وطباعة الكتب والمجلات، كما تمت الاستعانة في عهده أيضاً بالخبراء الإيطاليين للمعاونة في بناء دولة حديثة، كما صمم الإيطاليون مبنى الأوبرا الملكية، بناء على طلب الخديو إسماعيل، واليوم لدينا عمالة مصرية كبيرة مدربة تعمل في إيطاليا بمختلف القطاعات.

وعلى المستوى الوزاري، تتواصل وزارة الهجرة المصرية مع نظيرتها في إيطاليا، وهناك تنسيق مستمر من أجل حصول إيطاليا على عمالة مدربة من مصر، وحتى الآن يربط الشعبين كل المودة والتفاهم، لتقارب الثقافة وسهولة الوصول واللغة، بالإضافة إلى توفير المعلومات والنشرات المتوالية بصفة دورية للجالية المصرية بشأن العمالة والاستثمار.

وإذا نظرنا اليوم إلى العلاقات المشتركة، نجد أن إيطاليا هي البوابة الرئيسية للتجارة والسياحة، ووجود العديد من الشركات الإيطالية العاملة في مصر يؤكد الرواج الاقتصادي الكبير بين البلدين.

• كم عدد المصريين فى إيطاليا؟.. وما هي مناطق تمركزهم؟

- يُقدر عدد المصريين في أوروبا بنحو مليون و400 ألف مواطن وفقا لإحصائيات 2021، وفي إيطاليا على وجه الخصوص 630 ألف مصري، حيث تحظى إيطاليا بأكبر عدد في أوروبا، يليها فرنسا بنحو 400 ألف مصري، ثم إنجلترا بنحو 64 ألف مصري.

وأكبر تعداد للمصريين في ميلانو بشمال أيطاليا، يليها روما وسط ايطاليا، ثم تورينو في أقاليم الشمال.

• كيف ترى أوضاع الجالية المصرية في إيطاليا؟

- العلاقات بين الشعبين راقية وجيدة، تعتمد على الاحترام المتبادل، والجالية المصرية متعايشة مع المجتمع الإيطالي وتربطهما علاقات إنسانية وزواج مختلط بين الإيطاليات والمصريين والعكس، ويعمل المصريون في إيطاليا في قطاعات مختلفة، منها مجالات المطاعم والفنادق والبناء والتشييد، والاستيراد والتصدير، وهناك فئة من رجال الأعمال وأصحاب الشركات في مجال تجارة السيارات وقطع الغيار والملابس والخضروات والفواكه.

• تعمل وزارة الهجرة في الفترة الحالية على عدد من الملفات لتوفير تيسيرات للمصريين في الخارج.. فما أبرز مطالب الجالية المصرية في إيطاليا؟

- هناك مبادرات تستهدف التواصل مع المصريين فى الخارج، وهى مبادرات ناجحة، تؤكد أن مصر بلد أمان واستقرار، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزارة الهجرة تلبي نداءات المصريين في الخارج مثل إعفاء السيارات من الرسوم والجمارك، وتخفيضات خطوط الطيران، واتفاقيات خاصة بالتسهيلات في مجالات الاستثمار والتجارة.

ونتمنى المزيد من التيسيرات التي تتعلق بالاستثمار في مصر وتوظيف تحويلاتهم وتشغيلها لتصبح استثمارات بدلا من ان تكون مدخرات فقط، ومنح المصريين في الخارج امتيازات في مجالات مختلفة مثل السكن والسياحة والمشاركة في برامج الدولة الترفيهية والثقافية أثناء فترة تواجدهم في مصر.

• هل مازات الأسر المصرية في إيطاليا تواجه مشكلة في حالة وجود خلاف أسري وقرار إيداع الأطفال في مؤسسات حماية؟

- في إيطاليا وأوروبا عموما، قانون حماية الأسرة والدستور يشددان على احترام الطفل القاصر وضمان التعامل الجيد معه، وأحيانا يوجد بعض السلبيات في أجواء الاسرة، وإذا نشب خلافات كبيرة أو أذى وكان هناك شكوى من أحد أفراد الأسرة أو الجيران أو من أحد الأصدقاء، فتتدخل الشرطة ومكاتب الشئون الاجتماعية ويتم تحويل الأسرة للمحاكمة، وإيداع الأطفال في دور رعاية، ونظرا لتكرار تلك المشاكل يوما بعد يوم، فقد قلت الظاهرة نسبيا، خاصة مع وجود مراكز لتثقيف الأسر والجاليات وتقديم العون لهم بأساليب وأشكال مختلفة.

• ما هي أبرز الكيانات الناجحة التى تم انشاؤها من قبل أبناء الجالية المصرية؟

- أبرز الكيانات الناجحة مجموعة تحالف من أجل مصر وجمعية لوتس بميلانو ومركز كليوباترا المصري الإيطالي بتورينو، وجمعية النيل الثقافية وكذلك مؤسسة أحمد زويل التعليمية والمنتدى المصري بميلانو ومدرسة نجيب محفوظ، ومدرسة التربية والتعليم، والبيت المصري بميلانو، بجانب العديد من الكيانات الأخرى التى تخدم كل أطياف المجتمع.

• كيف تري دور المدرسة المصرية في ميلانو وتورينو في خدمة أبناء الجالية المصرية؟

- لها دور عظيم، فهي بمثابة حلقة وصل بين الاسرة والدولة المصرية، تدرس المنهج المصري للطالب وهو خارج وطنه، كما أن بها مدرسين أكفاء يدرسوا المناهج المصرية لأبنائنا في الخارج حتى يستكمل دراسته بشكل طبيعي فور عودته الى مصر، ويؤدي الامتحانات تحت إشراف وزارة التربية والتعليم المصرية.

فمثلًا مدرسة النيل المصرية تعلم المنهج المصري منذ 1997 حتى الآن، للراغبين من طلاب الجاليات العربية في مدينة تورينو الإيطالية، كما تقوم مدرسة نجيب محفوظ بتعليم المنهجين، ومدارس مختلفة تقوم بتعليم المنهج المصري لطلاب المراحل التعليمية المختلفة مثل مدرسة التربية والتعليم في ميلانو، وللمدرسة دور خدمي لأبناء الجالية المصرية ومخاطبة الجهات والسلطات في حالة وجود مشكلات أو معوقات.

• من المعروف أن أغلب حالات الهجرة غير الشرعية تتجه إلى إيطاليا.. في رأيك لماذا يتجه الشباب إلى إيطاليا على مدار هذه السنوات؟

- إيطاليا هي البوابة الرئيسية لدخول الدول الأوروبية، والأقرب لدول إفريقيا والوطن العربي، ويسهل فيها إلى حد كبير إيجاد فرص عمل، كما أن المهاجرين كل عام على موعد مع قانون العمل الموسمي الذي يعطي الفرصة للحصول على الإقامة حتى ولو كانت مؤقتة.

• ما تعليقكم على بيان وزارة الداخلية الإيطالية "قطاع الحريات المدنية والهجرة" بأن عدد المهاجرين الذين قد وصلوا إيطاليا بشكل غير قانوني من خارج الاتحاد الأوروبي منذ بداية يناير 2022 حتى أكتوبر الماضي قد بلغ 76 ألفا و716 مهاجرا من جنسيات مختلفة، وأكثر من 16 ألف منهم مصريين؟

- التواجد العربي على السواحل الإيطالية كبير، لكن أرى أن تعداد المصريين الوارد في البيان فيه قدر من المبالغة، خاصة أن الجهود المصرية تصدت للهجرة غير الشرعية وهو ما نتج عنه عدم خروج مركب هجرة غير شرعية من السواحل المصرية منذ عام 2016، ولا نجد عددا كبيرا من المهاجرين قادمين من مصر على المراكب غير الشرعية كما كان يحدث من قبل، وفي تقديري أن الرقم أقل من 5 آلاف مصري وليس 16 ألفا.

• هل عدد المصريين المقيمين شرعيًّا فى إيطاليا أكبر من عدد المصريين غير الشرعيين؟

- لا يمكن إعداد حصر بالعدد غير الشرعى، سواء للمصريين أو باقى الجنسيات، لأن إيطاليا بلد معبر إلى باقى الدول الأوروبية، ونحن من أولى الجاليات التى أقامت فى إيطاليا، لكن بشكل عام فإن المقيمين الشرعيين تعدادهم يفوق بشكل كبير غير الشرعيين، فكما ذكرت في بداية حديثي الرقم يصل إلى 630 الف مصري تقريباً.

• كيف ترى جهود مصر في وقف خروج أي مراكب هجرة غير شرعية من الشواطئ المصرية؟ وهل مازلنا نحتاج إلى المزيد؟

- مصر بذلت جهودا كبيرة وتعمل على التصدي لكل مايخالف القوانين الدولية، والهجرة وعبور حدود الدول، وعلى سبيل المثال استطاعت المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" خلق فرص عمل بديلة دون التفكير في الهجرة غير الشرعية، لكن ما نحتاجه اليوم هو دعم الشباب وإنشاء المزيد من مراكز التدريب لتصدير العمالة المدربة للخارج تحت إشراف الحكومة وبالتنسيق مع الدول الأخرى.

• كيف أثرت جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية على إيطاليا؟ والجالية المصرية هناك؟

- العالم كله مر بأزمات أثرت على الشعوب والحكومات، بداية من جائحة كورونا، حينما كانت إيطاليا من أوائل الدول التي أُصيبت بالوباء ولجات إلى الاتحاد الأوروبي لتلبية احتياجاتها الطبية مع نقص الأدوية واللقاحات والزيادة المطردة في حالات الوفيات، كما أثر ذلك اقتصاديًا حيث أغلقت المصانع أبوابها وتوقف الإنتاج، وظل الاقتصاد يعاني من ذلك بعض الشيء حتى الآن، ثم جاءت الحرب على أوكرانيا التي كانت مصدر هام للحبوب والقمح والغاز والوقود ومتطلبات الحياة، ليزيد معاناة إيطاليا من الغلاء والبطالة ونقص مستلزمات الحياة ومواد التدفئة في ظل شتاء قارس.

ولكن، أستطيع القول إن هناك بوادر أمل وتطلعات كبيرة للمضي قُدما نحو رفعة الشعوب وعبور الأزمات بسلام، وذلك بعد عقد مؤتمر المناخ الدولى في مصر، والذي كان بمثابة بوابة الأمل لعبور المبادرات وعقد الاتفاقيات التكاملية والإنتاجية والتجارية، حيث جاء مؤتمر المناخ في شرم السيخ بحزمة من القرارات التي تخدم الدول الفقيرة والنامية، وتدعم التطور والإنتاج، وتعطي دفعة قوية للدول الكبرى بالدعم الشامل على كل الأصعدة، حتى جاءت بنود التوصيات النهائية مبشرة ومحفزة للجميع نحو مستقبل أفضل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك