الفلسطينية صاحبة فيديو المصريين: الملائكة ساندتنا وإسرائيل مرعوبة من تفاعل العرب - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفلسطينية صاحبة فيديو المصريين: الملائكة ساندتنا وإسرائيل مرعوبة من تفاعل العرب

بسنت الشرقاوي
نشر في: الأحد 23 مايو 2021 - 10:03 ص | آخر تحديث: الأحد 23 مايو 2021 - 10:03 ص

بين تقييد وترهيب وعربدة، لا تزال إسرائيل تسلك طريقها ضد أهالي حي الشيخ جراح، في محاولة لتهجيرهم القسري لفرض الاستيطان الإسرائيلي، خرجت امرأة شجاعة أمام منزلها في الحي، لتطلق صرخة إلى العالم، أخبرت بها الجميع أن نساء الشيخ جراح واعيات يعرفن طريقهن للحفاظ على أرض الوطن ضد بطش الاحتلال.

"هؤلاء سارقون.. بكرة المصريين بيجوا 100 مليون لو عطسوا على إسرائيل بيطيروها، وحياة أمي ليجوا، اقتربت الساعة"، بهذه الكلمات العفوية استطاعت سهاد عبداللطيف، أن تحجز مكانها في ذاكرة المصريين، خلال الأحداث التي عصفت مؤخرا بالمسجد الأقصى، وتهجير بعض أهالي حي الشيخ جراح، وما تمخض عنه من قصف عنيف للاحتلال على قطاع غزة.

تحدثت سهاد بحماس بالغ يغلب عليه الصدق، شق طريقه لقلوب المصريين، حيث تداول المصريون الفيديو على نطاق واسع باحتفاء بالغ كبير، لتصبح أشهر سيدة يعرفها المصريون حاليا تتحدث عن القضية الفلسطينية، واضعة يدها على حلقة الوصل بين البلدين الشقيقين.

أجرت "الشروق" حوارا مع السيدة سهاد، 42 عاما، والتي تعمل خبيرة في قضايا التخطيط والتنمية، ومستشارة إعلامية وناشطة حقوقية للمرأة بشكل خاص، للحديث عما آلت إليه الأمور في حي الشيخ جراح، وتعليقا على انتشار الفيديو بنطاق واسع.

في البداية تقول: "لم أتوقع انتشار الفيديو بهذه الطريقة، فلم أخطط له، وعند بداية حديثي لم يكن هناك كل هذا التجمع لكاميرات وسائل الإعلام، الصرخة التي خرجت من داخلي كانت لأجل حماية الشبان في الشيخ جراح من اعتداءات الشرطة الإسرائيلية، بالضرب وإطلاق قنابل الغاز عليهم، بعدما ظهرت نية الاحتلال في إطلاق الرصاص الحي عليهم".

وأضافت: "أعتقد أن نجاح وصول الفيديو لمختلف دول العالم هو رد فعل طبيعي لكل الأحرار، لأنه مثل صورة واضحة لوحشية الاحتلال في حي الشيخ الجراح، فالجميع رأى مواطنين عزل ضد شرطة مدججة بالسلاح تعتدي عليهم؛ لتخويفهم والضغط عليهم لإخلاء منازلهم في الحي".

وتابعت: "ذكر الأردن ومصر على وجه الخصوص، لأن الأشقاء الأردنيين تجمعوا عند الحدود الفلسطينية يريدون اقتحامها، وأما مصر فقد ثبت على مر التاريخ أن جيشها خاض حروبا كتبت له فيها النصر، ومعروف أن مصر دولة عظيمة وواحدة من القوى الإقليمية التي نعتز بها، ونحن نعرف وضعها وإمكاناتها التي تمتلكها في كل المستويات، وهنا أود الإشادة بالموقف الرسمي المصري تجاهنا بكل تفاصيله، حيث كان له دور كبير في انتصارنا على الاحتلال في هذه المعركة".

• هل تعتقدين أن ما حدث يؤثر بقوة على الاحتلال؟

إسرائيل مرعوبة جدا وبشكل كبير من التفاعل العربي مع القضية الفلسطينية، وخاصة ما يحدث داخل القدس وحي الشيخ جراح، ورد الفعل على ما حدث في غزة، فكانوا يعتقدون لسنين طويلة أن القضية الفلسطينية تم استبعادها من قلب الوطن العربي، وأنهم تمنكوا منا لأنهم يواجهوننا وحدنا.

هذه الهبّة التي تحدث في فلسطين كبيرة جدا وغير مسبوقة، ولم يتوقعها الاحتلال، وقد شعرنا بوجود ملائكة الله في حربنا ضدهم، وعلى يقين بأنه يحارب معنا وسيكتب لنا النصر، فالإسرائيليون وقت القصف على تل أبيب، كانوا يصرخون خوفا، ويقولون اقتربت نهاية إسرائيل، ونبشرهم بالرحيل قريبا، وخير دليل على ذلك هبوط صواريخ مقاومة داخل تل أبيب مخترقة أمنهم الزائف.

• منذ متى تسكنين الشيخ جراح، وكيف يسير يومك؟

ولدت في الشيخ جراح وعشت حياتي كلها قبل الزواج فيه، جدي هو محمد عبدالقادر عبداللطيف، عاش هنا وامتلك منزله منذ 60 عاما، وفي هذا المنزل كبرت، وقضيت جميع ذكرياتي مع أخوتي وأولاد عمومتي وجيراني، وكبرت معي طموحاتي لتحرير أرضي من القهر والاستبداد.

نحن لسنا كأي حي آخر في العالم، نحن نبدأ مساءنا مبكرا في الحي، خوفا من اعتداءات المستوطنين على أطفالنا وشبابنا وشاباتنا، أرى الماضي يتجدد كل يوم، فلم أستمتع بحقي كطفلة باللعب في الحي مساء، أو خلال ساعات النهار المبكرة، وكذلك كبر أبنائي في نفس المناخ الصعب، بل أصبح الخطر أكبر بسبب زيادة أعداد المستوطنين.

أنا لا أستطيع ترك أبنائي وحدهم يلعبون في حديقة المنزل، بل عليّ التواجد معهم لحمايتهم من الجنود، وبالإضافة لذلك، نُمنع من الاحتفالات في كل المناسبات الوطنية والدينية.

الآن سقطت كل محاولات الاحتلال في ترهيبنا وتخويفنا في الحي، فهذه المرة التي حاولوا فيها إخراجنا، تفوقت أعداد الشباب المقدسي الذين جاءوا لحماية الحي، على أعداد المستوطنين ممن حضروا أنفسهم لاقتحام المنازل، بالإضافة لنصرة قضيتنا من المقاومة في غزة.

• هل تغيرت الأمور في الحي بعد وقف إطلاق النار؟

نشعر بالسعادة للجهود المصرية لوقف إطلاق النار حفاظا على الأرواح في القطاع، ولكن لم تكتمل فرحتنا، فنحن نتطلع للمزيد من الانتصارات بالتجاوب لمطالبنا المشروطة، التي تدعمها انتفاضة الشعب الفلسطيني في كل المناطق، فتلك المطالب عنوانها الشيخ جراح، وضمنها إعادة المنازل التي تم سلبها من أهالي الحي، وإنهاء الاحتلال للقدس والابتعاد عن المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين في كل أحياء القدس، وإنهاء الاحتلال وإزالة الحواجز العسكرية ووقف التطهير العرقي للفلسطينيين وأعمال العنف والضرب والقتل لهم.

وللأسف على الرغم من وقف إطلاق النار، إلا أنه حتى الآن لم يتغير الوضع المأساوي ضدنا في الشيخ جراح، بل ساءت الأمور على ما هي عليه، حيث قيد الاحتلال دخولنا وخروجنا، ومازالت الحواجز الأمنية موجودة، وتواجد مكثف للجنود الذين يمنعون الأهالي من الوصول لبيوتهم داخل الحي.

• كيف تنظرين للموقف العالمي تجاه القضية؟

أنهيت رسالة الماجستير في الدراسات الدولية، وكان يؤلمني جدا رؤية التطور الهائل الذي شهده القرن الماضي في قضايا حقوق الإنسان وأساسيات حقوق الشعوب، بينما ذلك لا ينطبق على فلسطين، وكنت أتساءل في الندوات والفعاليات التي أحضرها كناشطة حقوقية، متى سيتم كسر حاجز التعاطي العالمي بوجهين مع انتهاكات الاحتلال ضدنا في فلسطين.

اليوم، العالم تجاوز قضايا حقوق الإنسان والآن يتحدث عن التنمية، إلا في فلسطين، فنحن نعيش أبشع صور الاحتلال وانتهاك حقوق الإنسان، لكن الاحتلال سيزول لأن أحرار العالم أصبحوا يقولون الآن كفى للاحتلال، ولأن العرب رفعوا شعارا عاليا لتحرير القدس وكل فلسطين، حتى فلسطينيي الداخل من عرب أراضي 48 الذين هبوا لتحرير أراضيهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك