قضت محكمة جنايات دمنهور، برئاسة المستشار سامح عبد الله وعضوية كل من المستشارين أحمد خضر وأحمد خليل، بمعاقبة "عبد الله ف. ج"، 24 سنة، عاطل ومقيم بناحية كفر الدوار، غيابياً بالسجن 15 عاماً، وذلك لاتهامه بابتزاز فتاة مما دفعها إلى محاولة الانتحار من الطابق الثالث أعلى منزلها.
وأشارت المحكمة خلال الجلسة إلى أن طالبة الصف الثاني الثانوي، البالغة من العمر 17 عاماً، لم تتخيل أن حياتها ستتحول إلى جحيم بسبب مكالمة هاتفية أجرتها صديقة لها مع المتهم. فما كان من المتهم إلا تسجيل رقم المجني عليها وبدأ بمطاردتها عبر سلسلة مكالمات هاتفية، موهما إياها بالتقدم لخطبتها، وعندما اكتشفت سوء أخلاقه ابتعدت عنه.
وعقب ذلك، دخل المتهم على صفحتها على منصة فيسبوك، وأخذ صورا شخصية لها وهددها بتركيبها على صور فاضحة وإرسالها إلى والدها، ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي إن لم تعطه مبالغ مالية وترسل له صورا شخصية. وازدادت وتيرة تهديداته، حيث خاطبها قائلاً إنها "ليس لها إلا طريق واحد ينقذها من الفضيحة وهو الموت".
وتحت هذه الضغوط، شرعت المجني عليها بالفعل في التخلص من حياتها بإلقاء نفسها من الطابق الثالث، ما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة وكسر في العظام والكاحل استدعى التدخل الجراحي لتثبيت الكسور بمسامير وشرائح.
وأبلغ والد المجني عليها ضباط الإدارة العامة لمكافحة جرائم تقنية المعلومات، الذين تتبعوا الهاتف المرسل منه محتوى التهديد والابتزاز، وتوصلوا إلى المتهم الهارب. وبإحالة الأوراق إلى محكمة الجنايات، قضت المحكمة غيابياً بالحكم السابق.
وأوضحت المحكمة في أسباب حكمها أن مثل هذه الجرائم الفظيعة تهدد كيان الأسرة، وأن التقنية الحديثة جاءت وسيلة للرقي والتقدم، وليس للابتزاز والتهديد، ودعت المشرع إلى تشديد العقوبة على مثل هذه الجرائم، خصوصاً إذا دفع التهديد والابتزاز المجني عليها إلى الانتحار.