لا يبدو أن الصراع بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير في طريقه إلى زوال، فقد تجددت التوترات بين البلدين الأسبوع الماضي، بعد أن بادرت الهند بضرب موقع «لاكوت» الباكستاني في الإقليم، إضافة إلى إعلانها عن وقف تدفق مياه روافد نهر السند إلى أراضي باكستان، في خطة تصعيدية للأزمة التي نشأت بين البلدين منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي للسيطرة على إقليم كشمير.

*جذور الأزمة

يقع إقليم كشمير شمال غرب شبه القارة الهندية، على الحدود مع الهند وباكستان، ودخل في الصراع بين البلدين في عام 1947، أي منذ ما يقرب من 70 عاما؛ وذلك بسبب موادره المائية الغنية، باحتوائه على 3 أنهار رئيسية تعتمد عليها باكستان في الزارعة بشكل أساسي.

* سبب الأزمة مؤخرا

وتطورت الأزمة بين الجارتين بعد تنفيذ الهند ضربتها الأولى صباح الثلاثاء الماضي، في «لاكوت»، وهو الجزء الباكستاني في الإقليم، بما أسمته «ضربة وقائية» على معسكر تدريب جماعة جيش محمد، ما أدى إلى مقتل عدد كبير جدا من المتشددين الذين نفذوا هجوما انتحاريا وقع في 14 فبراير الجاري في الشطر الهندي من الإقليم؛ أودى بحياة أكثر من 40 شرطيًا هنديا.

بعدها أعلنت الهند عن قطع مسار تدفق مياه أنهار الإقليم إلى باكستان والتي تمثل موردا هاما لإتمام الزراعة في الأخيرة.

واشتعلت الأزمة بعد إعلان الجيش الباكستاني، الأربعاء، عن إسقاطه طائرتين هنديتين داخلتا المجال الجوي الباكستاني، ردا على الهجوم الهندي في «لاكوت» بحسب آصف غفور، المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية؛ ليبقى أحد الطيارين على قيد الحياة لكن في قبضة الجيش الباكستاني.

ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه صحيفة «هندوستان تايمز» الهندية، إن الجيش الهندي أوقع بطائرة ضمن مقاتلات باكستانية انتهكت المجال الجوي الهندي؛ ما أودى لمقتل طاقمها المكون من 3 أفراد.

* الهند وباكستان تغلقان المجال الجوي

فور إسقاط الطائرات الهندية أغلقت الهند 5 مطارات، بالإضافة إلى إلغائها العديد من الرحلات.

أيضا من جهتها أعلنت هيئة الطيران المدني في باكستان، إغلاق المجال الجوي وتوقيف رحلات القطار السريع بين البلدين حتى إشعار آخر، فور إعلانها عن إسقاط الطائرتين الهنديتين.

لكن هيئة الطيران المدني الباكستانية، أعلنت الخميس، عن فتح مجالها الجوي مؤقتا أمام الرحلات التجارية، ليستمر الإغلاق حتى ليل الخميس.

* الهند تعيد فتح مجالها الجوي

أعلنت هيئة الطيران المدني الهندية، عن إعادة فتح 9 مطارات أغلقت مؤقتا عقب تصاعد التوتر بين باكستان في كشمير.

* ردود الأفعال الدولية فور الأزمة

وتوالت ردود الأفعال الدولية يوم الأربعاء، إبان الحرب الجوية التي اندلعت بين الجارتين، فقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن لندن قلقة بشدة حول التوترات المتصاعدة بين البلدين وحثت على ضبط النفس، مشيرة إلى أنها تجري اتصالات بالجانبين للحث على الحوار.

من جهته عرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مكالمة هاتفية مع نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي، الوساطة بين الجارتين، كما دعت فرنسا والاتحاد الأوربي وأمريكا والصين الطريفين إلى التهدئة وضبط النفس منعا للتصعيد في الإقليم.

* باكستان مستعدة للنقاش

في خطوة استباقية، قال رئيس الوزارء الباكستاني عمران خان خلال اجتماعه في مجلس الوزراء، الخميس، إن باكستان مستعدة للنقاش مع الهند في كافة القضايا حتى الإرهاب، معبرا «الحوار هو السبيل الوحيد للاستقرار والسلام في المنطقة».

* رسالة من بن سالمان

أعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، أمس الخميس، عن أن نظيره السعودي إبراهيم العساف سيصل إلى باكستان، حاملا رسالة خاصة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب «روسيا اليوم».

وأضاف أن بلاده مستعدة لإعادة الطيار الهندي المعتقل، بعد إسقاط طائرته من قبل سلاح الجو الباكستاني يوم الجمعة؛ ما ساهم في تخفيف احتقان الأزمة.

إقرأ أيضا .. بعد إعلان قطع المياه عن باكستان.. تعرف على جذور النزاع بين البلدين