رصدت "الشروق" صباح أمس الأربعاء مستجدات مقبرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بقرافة سيدي عبدالله بمنطقة التونسي بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري.
حيث أضيفت كلمة "إزالة" بالخط الأحمر إلى علامات إكس حمراء على جانبي مقبرة طه حسين، وعلى المقابر التي تليها في نفس الصف.
كما بدأت بالفعل عملية إزالة بعض المقابر في نفس صف المقبرة، وتحديدا المقبرة التي تسبقها بواحدة من الناحية اليمنى، لكن مقبرة عميد الأدب العربي مازالت قائمة حتى الآن.
ووسط حالة من الجدل ثارت على وسائل التواصل الاجتماعي حول هدم مقبرة عميد الأدب العربي انتشرت أنباء عن احتمالية نقل رفات الدكتور طه حسين إلى أماكن أثرية أو متحف خاص بغرض تحويلها إلى مزار.
اقتراح باكتتاب لإنشاء ضريح جديد:
بينما اقترح الكاتب الصحفي الكبير عبدالعظيم حماد، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني ورئيس تحرير "الأهرام والشروق" سابقا، إطلاق حملة اكتتاب بين المثقفين المصريين للمساهمة في نقل رفات عميد الأدب العربي طه حسين إلى ضريح جديد يليق بمكانته، ويُلحق بجامعة القاهرة.
ودعا حماد عبر "الشروق" المثقفين للتضامن حول هذا المطلب.
ومن جهته، كتب الأديب والباحث الكبير يوسف زيدان عبر صفحته على "فيسبوك": إذا لم يكن هناك بدٌّ من هدم مقبرة رجل مصر العظيم "طه حسين" لا محالة .. فيجب علينا فورًا نقل رفاته إلى مشهد انيق الطراز، يُبنى في الحديقة المقابلة للباب الكبير لجامعة القاهرة . يجب علينا ذلك، فورًا، وإلا فإن الأمة التي لا تحترم رجالها الرواد المبدعين لن يحترمها أحدٌ في العالمين.
وعبر صفحته "القاهرة عنواني" كتب الإعلامي محمود التميمي داعيا إلى نقل الرفات إلى الجامعة قائلا: "إذا كان أمر نقل رفات عميد الأدب العربي طه حسين مسألة لا مناص منها بعد أن أثارت مشاعر مختلطة فلماذا لا يتم تجهيز ضريح لائق في المكان الذي خرجت منه جنازته و عاش فيه و له أغلب عمره و هو جامعة القاهرة .. و عندها يكون المكان مزاراً و يكون وضع اكليل من الورد على قبر طه حسين من ضمن بروتوكول الزيارات الرسمية لجامعة القاهرة من الشخصيات التي تزور الجامعة .. لماذا لا نفكر في الأمر فنبحث عن المنحة في المحنة ؟!"
وفي سياق قريب؛ طرح الكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن، رئيس تحرير موقع إعلام.كوم عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" مقترحا لنقل رفات طه حسين إلى متحفه الشخصي المقام بمنزله المعروف باسم "رامتان" بالهرم.
وفي مقترح ثالث.. دعا الكاتب الصحفي محمد بصل، مدير تحرير "الشروق" عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" إلى نقل الرفات إلى ميدان الجلاء بالدقي، حيث يقف تمثال طه حسين منذ نحو 20 عاما، بحيث يقام ضريح لعميد الأدب العربي بجوار تمثاله، ويعاد تخطيط الميدان بالكامل ليكرس لتكريم الرمز المصري العظيم.
وشغلت القضية اهتمام المثقفين العرب أيضا؛ حيث دعا الناشر العراقي الكبير فخري كريم، صاحب دار المدى، إلى إطلاق اكتتاب عام بين المثقفين المصريين والعرب لإنشاء ضريح يليق بأهمية طه حسين كرمز للأدب والثقافة في العالم العربي ونقل الرفات إليه، ليصبح مزارا يؤكد قيمة العميد ويجدد ذكراه على الدوام للأجيال القادمة.
أسرة العميد تتحدث لـ الشروق:
تواصلت "الشروق" مع الدكتورة مها عون، حفيدة عميد الأدب العربي، التي تحدثت عن تفاصيل الإزالة المرتقبة للمقبرة، التي ذكرت أن الأسرة ليس لديها أي معلومات عن هذا الشأن.
وعن موقف الأسرة في حال اتخاذ قرار بشأن نقل رفات عميد الأدب العربي إلي مكان أثري أو متحف خاص بهدف تحويله إلى مزار، قالت مها عون: "لا نرحب بهدم قبر عميد الأدب العربي وعدم احترام موتانا".
وكانت مها عون قد أكدت أن المعلومات المنتشرة حول رفات الدكتور طه حسين إلى أماكن أثرية أو متحف خاص بغرض تحويلها إلى مزار غير صحيحة، إذ أشارت إلى أنهم لا يعلمون أي شيء عن ذلك، ولم تخاطبهم أي جهة مسؤولة بشأن نقل الرفات إلى مكان أثري أو متحف خاص أو حتى تحويله إلى مزار على الإطلاق.
وفي حديثها "للشروق" أشارت مها عون إلى أنه تم إخبارهم بإزالة المقبرة تماما وليس حتى نقلها مؤكدة أنها لا تعلم إلى أين ستنقل رفات جدها حتى الآن.
وأكدت مها عون، وهي ابنة منى حسن الزيات حفيدة طه حسين من ابنته أمينة، للشروق، أنه لم يتم عرض أي تعويضات على أسرة عميدة الأدب العربي حتى الآن، موضحة أن المقبرة تم بناؤها منذ عام 1973 وقت وفاة عميد الأدب العربي وتضم أيضا رفات ابنته أمينة التي كانت من أوائل الفتيات اللائي حصلن على شهادة جامعية في مصر ورفات زوجها الراحل محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر إبان حرب أكتوبر عام 1973.
وتقع مقبرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بقرافة سيدي عبدالله بمنطقة التونسي بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري.
وخلال الأيام الماضية، انتشرت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرها باحثون ومهتمون بالتراث، أفادت بأن مقبرة طه حسين سوف تتعرض للإزالة.
وقال شهود عيان لـ الشروق إنهم شاهدوا منذ فترة مسؤولين تنفيذيين، عاينوا صف المقابر، ووضعوا علامات إكس حمراء دون الحديث مع أحد، ثم أضافوا كلمة "إزالة" منذ بضعة أيام.
وفي مايو الماضي؛ نفت محافظة القاهرة صحة ما تردد من أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال نائب محافظ القاهرة اللواء إبراهيم عوض في تصريحات لـ"الشروق" إن محافظة القاهرة لم يتم مخاطبتها بشكل رسمي بمكان المحور أو مساره أو عرضه حتى الآن، قائلًا: "مفيش حاجة وصلت للمحافظة تفيد تنفيذ محور ياسر رزق أو بيان رسمي بذلك ويجب تحري الدقة فى نشر المعلومات سواء على الحسابات الخاصة أو المواقع الإخبارية".
ومن المقرر أن يربط محور ياسر رزق الهضبة الوسطى من المقطم بطريق صلاح سالم وسيمر بموقف الاتوبيسات بنهاية شارع 9 في المقطم أيضا.