تعرضت محافظة الإسكندرية منذ مساء أمس، لهطول أمطار غزيرة صاحبها أصوات رعدية، وسقوط حبات ثلجية بكثافة بجميع أنحاء المدينة لاسيما طريق الكورنيش، وقد تسبب ذلك في قيام المحافظة برفع حالة الاستعداد القصوى؛ تحسباً لارتفاع منسوب مياه البحر والأمطار.

ورغم هطول الأمطار بغزارة لم تشهد الشوارع الرئيسية بطريق الكورنيش وشارع أبي قير أي وجود تراكمات كبيرة للمياه، وساعد في ذلك هطول الأمطار بشكل متقطع، فضلاً عن انتشار سيارات شفط المياه من قبل هيئة الصرف الصحي بأنحاء متفرقة بشرق وغرب المدينة.

وفي سياق متصل، قررت إدارة الحركة بميناء الإسكندرية غلق البوغاز نظراً لسوء الأحوال الجوية وحفاظاً على سلامة الأرواح، والسفن والأرصفة بعد قياس أجهزة الرصد الجومائية ارتفاع الأمواج، وسرعة الرياح بما لا يسمح بحركة السفن والقطع البحرية، حسبما أعلن رضا الغندور المتحدث الرسمي بإسم الهيئة.

من جانبه قرراللواء بحري مدحت عطية رئيس مجلس إدارة هيئة الميناء رفع درجة الاستعداد بتجهيز وحدات الإنقاذ ولنشات الإرشاد، والقاطرات البحرية لتلقي أي استغاثة وتم زيادة عدد النوبتجيات؛ تحسباً لأي ظروف نتيجة سقوط الأمطار، هذا بالإضافة إلى جاهزية مركز العمليات، وإدارة الأزمة الذي يعمل على مدار الساعة لتلقي البلاغات.

وفي السياق ذاته، قال اللواء رضا فرحات محافظ الإسكندرية في تصريح خاص لـ "الـشروق" إن المحافظة تعمل بأقصى جهدها لمواجهة أي أزمة خاصة لتصريف تراكمات مياه الأمطار بما يتوافق مع البنية التحتية للمحافظة، مؤكدًا أنه تم رفع حالة الاستعداد والطوارئ في جميع الأجهزة التنفيذية والمعنية بالمحافظة بعد تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية وهطول الأمطار.. مشيراً إلى أنه تم وضع تمركزات بها كافة المعدات وسيارات شفط المياه لجميع المناطق الحيوية.

وأشار فرحات إلى أن الاستعداد لموسم الشتاء بدأ منذ فترة طويلة من جميع الجهات، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتورة سعاد الخولي نائب المحافظ وتضم كل الجهات المعنية من المستشار العسكري، ورئيس شركة صرف الإسكندرية، ورؤساء الأحياء، ورؤساء شركة المياه والكهرباء والحماية المدنية والمرور والنجدة لبحث أي شكاوى بالإسكندرية خاصة بأزمة مواجهة اﻷمطار والعمل على حلها.

جدير بالذكر أن محافظ الإسكندرية كانت قد قامت خلال الفترة الماضية بتطبيق نموذج محاكاة لسيناريوهات مفاجآة لتجربة اختبار كيفية تعامل الأجهزة بالمحافظة مع موسم الأمطار، وتجربة جميع المعدات على الطبيعة، وتحديد الوقت الذي ستستغرقه كل جهة لحل المشكلة والتعامل معها، وذلك لتوليد نوع من الثبات الانفعالي لدى المسئولين لاتخاذ القرار دون الرجوع إلى المسئولين للتصرف كل فيما مجاله.

ورغم تلك الاختبارات ونماذج المحاكاة لم تشهد الإسكندرية أي هطول للأمطار كما كان متوقع على غير ما حدث في العام الماضي، ليأتي هطول الأمطار الآن ليكون بمثابة الاختبار الحقيقي لمدى استعداد المحافظة وقيامها بتصحيح الأوضاع الخاطئة التي شهدتها المحافظة العام الماضي.