أوصى السلطان «برقوق» ابنه الملك الناصر«فرج بن برقوق» بأن يدفن بجوار أولياء الله الصالحين، فتنفيذا لوصيته أنشأ فى مقابر المماليك بالقاهرة، مسجدا ملحقا به خانقاه وضريحان، وسبيلان يعلوهما كتّاب، ولقد استغرق بناؤه نحو اثنتى عشرة سنة .
فى 1398، بدأ تشييد المسجد الذى يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة وتعلو أسقف الأروقة قباب حجرية نصف كروية، ويميز المحراب أعلاه قبة بارزه عكس القباب الأخرى حيث أراد أن يظهر موقع المحراب من الخارج وهى بارزة ومحمولة بمقرنصات من الخارج، ويوجد فى رواق القبلة منبر حجرى، محفور فيه نقوش بديعة ليس لها نظير، وعلى جانبى المحراب بابان يؤديان إلى غرفتين كل منهما عبارة عن ضريحين، ويعلو كل ضريح قبة كبيرة، وكلا القبتين متماثلتان، يزينهما خطوط بارزة محفورة فى الحجر على شكل«7» و«8» مكررين.
أما مئذنتا المسجد، فتوجد بالجهة الشمالية الغربية، وهما متمائلتان، معبرتان عن العصر المملوكى، وكل مئذنة تتكون من قاعدة مربعة تفتح بها أربع شرفات، كل شرفة يقف فيها مؤذن لإعلان الصلاة.