كيف يستثمر الأبناء إجازتهم بعيدا عن ضجيج الشاشات؟ أنشطة صيفية تنمّي المهارات وتعزز الوعي - بوابة الشروق
الإثنين 4 أغسطس 2025 9:16 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

كيف يستثمر الأبناء إجازتهم بعيدا عن ضجيج الشاشات؟ أنشطة صيفية تنمّي المهارات وتعزز الوعي

سوزان سعيد
نشر في: الإثنين 4 أغسطس 2025 - 6:50 م | آخر تحديث: الإثنين 4 أغسطس 2025 - 6:50 م

أدى التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم خلال العقود الأخيرة، إلى تغير أنماط وسلوكيات البشر، بمن فيهم أبناؤنا، الذين نشأوا وترعرعوا أمام هذه الشاشات، والتي أصبحت تُشكّل جزءًا أساسيًا من وعيهم ووجدانهم. وفي حين أن جيلي "زد" و"ألفا" قادران على التعامل مع التكنولوجيا بكفاءة تفوق الأجيال السابقة مجتمعة، إلا أن الانخراط المبالغ فيه داخل مواقع التواصل الاجتماعي قد يُضيع الوقت دون استثمار حقيقي له، ويفقدهم العديد من فرص النمو والتطور.

يستعرض التقرير التالي بعض الأنشطة المُسلية للأبناء، والتي تساعدهم على استثمار إجازتهم بشكل نافع، في آنٍ معًا، وفقًا لمنصة "Megaminds Academy" لتعليم البرمجة للأطفال.

القراءة

في العصر الرقمي، لم تعد القراءة الوسيلة المفضلة للحصول على المعرفة، بل استُبدلت بمشاهدة الفيديوهات التعليمية. بل يوجد الآن الكثير من المؤثرين الذين يقدمون ملخصات للكتب تحت شعار "لماذا تقرأ وهناك ملخص لأي كتاب؟". ولكن، هل يمكن استبدال الكتاب بالفيديو التعليمي؟ وهل فائدة الكتاب تقتصر فقط على كونه مصدرًا للمعلومة؟

وفقًا لموقع "Medium"، كشفت دراسة أجرتها جامعة إيموري عام 2013، باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي على مجموعة من القراء أثناء قراءتهم لأحد الكتب، عن نشاط في المنطقة الدماغية المسؤولة عن الاستجابة للحركة والأحاسيس والألم، حتى بعد أيام من الانتهاء من القراءة.

أظهرت كذلك أبحاث من مستشفى بوسطن للأطفال أن القراءة تُعيد برمجة الدماغ، وتُنشئ شبكات عصبية جديدة، مما يُعزز التواصل بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، وبالتالي تُتيح كفاءة أكبر في معالجة المعلومات، ومن ثم التعلم بشكل أسرع.

أوضحت دراسة أُجريت عام 2011، أنه على الرغم من أن القراءة في مرحلة الطفولة هي الأفضل، إلا أنه يُمكن البدء في القراءة في أي عمر.

تعلم البرمجة

لفت الرئيس عبد الفتاح السيسي سابقًا إلى ضرورة تعلم الطلاب البرمجة، لكونه مجالًا مربحًا ويتمتع بالكثير من فرص العمل.

توجد العديد من مراكز تعليم البرمجة التي تبدأ مع الطفل من المراحل الأساسية وحتى الاحتراف. وسواء قرر الطفل احتراف البرمجة أم لا، فإن تعلمها يُكسبه العديد من المهارات مثل: طريقة التفكير، حل المشكلات، تطوير الإبداع، بالإضافة إلى اكتساب عقلية تحليلية تساعده في كل جوانب حياته.

الألعاب التعليمية

وفقًا لموقع "Cleveland Clinic"، أشارت دراسة أُجريت عام 2020 على ألعاب الفيديو التجارية إلى أن بعض أنواعها تُحسّن الوظائف الإدراكية المختلفة، وتعزز التفكير النقدي أثناء اللعب، وتُعزز التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة، بالإضافة إلى تسهيل التبديل بين المهام. ولكن، لم يُلاحظ انتقال هذه المهارات إلى العالم الواقعي.

لكن، وفقًا لموقع “Megaminds Academy"، يمكن استبدال ألعاب الفيديو بأخرى أكثر فائدة، مثل تطبيقات تعليم اللغات، والألعاب الذهنية، والتحديات المنطقية، لجعل الطفل يستمتع ويتعلم في الوقت نفسه، دون أن يشعر بأنه داخل فصل دراسي صيفي ممل.

الأعمال اليدوية

وفقًا لموقع "Figured Art"، تساعد الهوايات اليدوية على إبقاء نصفي الدماغ نشيطين، وتعزيز التركيز وتقليل التوتر، من خلال التركيز على هدف واحد، وتخصيص وقت للتفكير والتخيل والتصميم والتنفيذ، مما يساعد الشخص على التركيز في اللحظة الحالية، والابتعاد عن التفكير في مشاكله اليومية.

تُساعد أيضًا الأعمال اليدوية على تنمية الشعور بالثقة بالنفس والإنجاز الشخصي، من خلال خروج منتج صنعه الطفل إلى النور، كما تساعده في التعبير عن مشاعره وأفكاره. على سبيل المثال، إذا كان يمارس هواية الرسم، فإنه يمكن ملاحظة سعادته من خلال اختياره للألوان الزاهية في لوحاته.

يمكن إشراك الطفل خلال إجازة الصيف في أحد المراكز التدريبية أو المكتبات العامة، التي تعقد العديد من ورش العمل اليدوية، مثل: تعلم الرسم، التطريز، صناعة الحلي، الخياطة، والكروشيه.

إعادة التدوير

وفقًا لموقع توينكل التعليمي، يعني مصطلح "إعادة التدوير" إعادة تصنيع الأشياء بغرض استخدامها مجددًا، من خلال إرسالها إلى مصانع التدوير، للمحافظة على البيئة، وتوفير مساحة في مكب النفايات، والحفاظ على الطاقة وموارد الأرض، بدلًا من إهدارها في صناعة مواد جديدة.

أما هواية إعادة التدوير، فهي تحويل الأشياء القديمة إلى مشروع فني جديد، باستخدام علب الكرتون، والزجاجات البلاستيكية، والأقمشة القديمة، لصنع ديكورات جميلة أو ألعاب مبتكرة. يُعزز هذا النشاط التفكير الإبداعي للطفل، ويُحسن وعيه بأهمية إعادة التدوير وحماية البيئة.

المشاركة في الأنشطة المجتمعية

وفقًا لموقع "EduCo"، تنمي الفعاليات الاجتماعية الذكاء العاطفي، حيث تُساعد التفاعلات أو المحادثات التي تُثيرها هذه الفعاليات الطلاب على بناء العلاقات، وفهم وجهات النظر المختلفة، والتفاعل مع الثقافات الأخرى، مما يُتيح فرصة لتوسيع دائرة الفرد الاجتماعية.

تساعد هذه الفعاليات أيضًا على بناء علاقات من خلال الالتقاء بأشخاص يُشاركون الطفل اهتماماته، وأفراد يُمكنهم مساعدته في الدراسة أو على المستوى المهني مستقبلًا. وهي مهارة مهمة للغاية، لأن عالم العمل يتطلب مهارات في التفاوض والتواصل، وبناء العلاقات الاجتماعية.

الذكاء المالي

يُعد الذكاء المالي من أهم المهارات التي يجب اكتسابها في سن صغيرة، والتي تنعكس على مختلف جوانب الحياة، فإدارة الشخص لموارده المالية تُؤثر على قراراته التعليمية والمهنية، بل وعلاقاته بالأفراد أيضًا.

وفقًا لموقع "Bright Star"، يمكن البدء بمنح الطفل مصروفًا صغيرًا مقابل القيام بالأعمال المنزلية، بالإضافة إلى أهمية تعليمه كيفية استخدام المال بحرص، والادخار، واستخدام بطاقات الائتمان بشكل صحيح.

يجب على الوالدين كذلك تعليم الطفل فكرة "الشراء الذكي"، وكيفية مقاومة إغراء شراء كل ما يريده على الفور، من خلال التحكم في رغباته، خاصة أمام سيل الإعلانات على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، أو عند دخول المحلات.

يمكن اختبار الطفل في كل مرة يحصل فيها على مصروفه: هل ينفقه على الحلوى والألعاب؟ أم يدخر جزءًا منه لعمل شيء أكثر فائدة؟

بعد أن يثبت الطفل جدارته في إدارة موارده المالية الشخصية، يمكن الانتقال إلى مستوى أعلى، من خلال السماح له بتوجيه الموارد المالية للأسرة، واتخاذ القرارات المالية بعد الرجوع إلى الأب أو الأم في البداية، وإجراء مناقشات تساعده على فهم الطريقة الأمثل للإدارة المالية للمنزل، ثم إعطاؤه صلاحيات أكبر تدريجيًا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك