خبراء: بعض الجهاديين العنيفين مصابون باضطرابات عقلية - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبراء: بعض الجهاديين العنيفين مصابون باضطرابات عقلية

جهاديين - ارشيفية
جهاديين - ارشيفية

نشر في: الجمعة 4 سبتمبر 2015 - 3:27 م | آخر تحديث: الجمعة 4 سبتمبر 2015 - 3:27 م
ليس هناك مواصفات نمطية للجهاديين العنيفين، غير أن بعض الذين تجتذبهم الأفكار المتطرفة هم من المصابين باضطرابات عقلية بالغة، فيجدون فيها تبريرا لرغبتهم في تنفيذ نزواتهم ومغزى لحياتهم، بحسب ما يرى عدد من الخبراء.

وأوضح الخبراء، أن تقييما نفسيا معمقا للذين يشتبه باعتناقهم أفكار مجموعات متطرفة سواء كانوا عائدين من سوريا أم لا، قد يسمح بتقدير درجة خطورتهم المحتملة بشكل أدق.

وقال القاضي الفرنسي في قضايا الإرهاب مارك تريفيديك مؤخرا للصحفيين: "تعاقب في مكتبي أشخاص يرتكبون أعمال تعذيب ووحشية بنظر الحق العام، يضربون ما أن يزعجهم أحد ما. ومع وصول الإسلام، فهم يجدون تبريرا لهم. سيكون بوسعهم شرعا، أعني شرعا بين المزدوجين، شرعا في سوريا، ممارسة العنف".

وتابع: "صادفت ثلاثة أو أربعة قلت لنفسي أن هؤلاء الأشخاص سيقدمون على القتل في مطلق الأحوال. سواء باسم الإسلام أو في شجار أو لاحقا.. ثمة أشخاص تلتقونهم وتعلمون أنهم لكانوا مجرمين حتى بدون (تنظيم) الدولة الإسلامية".

واعتبر عدة خبراء في الطب النفسي، وقد درسوا شخصيات جهاديين عنيفين، أن بعضهم مصاب قبل أي شيء آخر باضطرابات عقلية.

وقال الخبير في الطب النفسي دانيال زاجوري إنه "عند التجنيد، على صعيد النفسية الفردية، الأمر يتراوح ما بين الشخصية البالغة التنظيم.. القادرة على الخداع والتكتم، إلى المصاب بذهان هذياني الذي سيركب التيار ويشبع ذهانه بالرؤية السياسية للإرهاب الدولي. وهو سيرتكب جريمة مدعيا الجهاد".

وأضاف أن "بعض الأفراد المصابين باضطرابات، سواء اقترنت بالذهان أم لا، حين يجدون تعليمات أطلقت على الإنترنت تطالب بذبح الكفار، سيغتنمونها وينتقلون إلى التنفيذ".

وقال "إن الذي نطلق عليه تعبير «الذئب المنفرد» هو أحيانا مريض عقلي سيتلقى هذا النداء. إن الأفراد الذين يعانون من خلل معين سيضعون هذا النداء في خدمة يأسهم".

وإن كانت خبيرة علم النفس السريري إميلي بوخبزة، تعتبر في سياق عملها الذي يجعلها تتعاطى مع العديد من الشبان الذين اعتنقوا التطرف في جنوب شرق فرنسا، أن طالبي الجهاد لا يعانون أكثر من سواهم من أمراض عقلية، إلا أنها "تذكر حالة شاب مصاب باضطراب نفسي بالغ، بذهان، ولم يكن يستمر إلا بفضل ذلك (التطرف). فهو وجد فيه وسيلة لوقف هذيانه وتوظيفه في قناة ما".

وعملية التجنيد في شبكة جهادية تشبه في بعض نواحيها الوسائل التي تعتمدها بعض الطوائف من عزل الشخص وممارسة ضغط نفسي شديد عليه، واستخدام أفلام وصور تعد خصيصا لإقناعه بأنه تم اختياره ليكون ضمن نخبة فاضلة صغيرة في مواجهة عالم خارجي معاد وملؤه الشر.

وأوضح دانيال زاجوري، أن بعض الأشخاص المصابين بخلل نفسي بالغ هم أهداف مثالية، وقال: "بالنسبة لبعض الأشخاص الضعفاء، فإن القتل باسم الله يتيح لهم قلب القيم، فهم الآن الذين يصنعون خيرا، يضفون مغزى إلى حياتهم، يحظون بتقدير المجموعة. كما أنهم سيذهبون إلى الجنة حيث الحوريات في انتظارهم..."

من جهته، قال الطبيب النفسي والخبير في علم الجريمة رولان كوتانسو رئيس الرابطة الفرنسية للصحة العقلية، إن هؤلاء الأشخاص "غالبا ما يبحثون عن هوية، مع نوع من إشكالية الأنا. وهذا يمنحهم مهمة تعلي من شانهم فيصبحون أبطالا سلبا، يحققون أنفسهم من خلال عمل بطولي".

وإزاء تدفق الجهاديين العائدين من مناطق سيطرة تنظيم داعش في سوريا والعراق، والذي يطرح تحديا لأجهزة الشرطة والاستخبارات مع تزايد أعداد المشتبه بهم الواجب مراقبتهم، يرى «كوتانسو» أن بوسع الأطباء النفسيين تقديم خبرتهم.

وقال: "يجدر محاولة إجراء تقييم نفسي للذين يبلغ عنهم على أنهم متطرفون، لوضع سلم خطورة لهم"، مضيفا: "لا يجدر وضعهم جميعا بالمستوى نفسه، بل محاولة التثبت من احتمال أن يشكلوا خطرا، مع العلم أن هذا في غاية الصعوبة، وأن احتمالات الخطأ كبيرة جدا".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك