خالد محمود يكتب: روسيا تحت العزل الفني.. انتفاضة سينمائية من أجل أوكرانيا - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 3:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خالد محمود يكتب: روسيا تحت العزل الفني.. انتفاضة سينمائية من أجل أوكرانيا

السينما الأوكرانية
السينما الأوكرانية

نشر في: السبت 5 مارس 2022 - 8:15 م | آخر تحديث: الإثنين 7 مارس 2022 - 5:18 م

«برلين» و«كان» و«سونى» و«ديزنى» و«وارنر» تعاقب موسكو بحظر عرض أعمالها
مخرجو أوكرانيا: ما نشهده حاليا ليس فيلما.. وشون بن يخبر العالم بحقيقة الوضع من كييف ويدعو لمشاهدة «الشتاء على النار»
انتفض المشهد السينمائى حول العالم ليبرز دور القوة الناعمة، كأحد دروع مواجهة الغزو الروسى لأوكرانيا، اجتمعت المهرجانات والمؤسسات السينمائية الكبرى وشركات الانتاج، ورموز للفن السابع بأوروبا وأمريكا على إدانة ما أقدمت عليه موسكو، والذى وصفته بأنه «فعل لا إنسانى»، وفرض المجتمع السينما العالمى عقوبات على صناعة السينما الروسية تلبية لنداء السينمائيين الأوكرانيين.
ودعت أكاديمية السينما الأوكرانية التى تضم مخرجين ومنتجين وممثلين ومصورين، إلى عزل ومقاطعة موسكو سينمائيا من خلال فرض عقوبات.
الشرارة انطلقت من مهرجان برلين السينمائى الدولى الذى أعلن موقفه فى بيان جاء فيه: «نحن العاملون فى المهرجان والفنانون والمخرجون نفكر باعتزاز فى أصدقائنا فى أوكرانيا ونحن بجانبهم فى دعوة للسلام والشعور بالتعايش مرة أخرى».
وأضاف البيان، منذ أسبوع، كان مهرجان برلين السينمائى الدولى يحتفل بنسخة معقدة ولكنها ناجحة، اجتمع صانعو الأفلام والفنانون من جميع أنحاء العالم فى برلين للاستمتاع بتجربة جماعية وممتعة. الشعور بأننا معا مرة أخرى.
وتابع: بينما تظل هذه الذكريات مبهجة، فقد اقتحمت صور أخرى حياتنا، ما أدى إلى منظور أكثر قتامة. العالم على وشك أزمة ضخمة. كعرض للعالم الحر، وضع مهرجان برلينالة دائما فكرة الحرية وإرادة الجسر بين الشرق والغرب.
وأشار البيان إلى أن المهرجان قدم عبر تاريخه أفلاما تتعلق بتاريخ أوكرانيا وثقافتها وشمل ذلك اختيار 2022، «كلوندايك» لمارينا إل جورباتش، التى تدور أحداثها فى منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، حيث يدور القتال على الحدود الروسية الأوكرانية القريبة فى عام 2014.
كما عرض المهرجان فيلم تيريكونى «Terykony» للمخرج تاراس تومينكو، و«أرقام» لأوليج سينتسوف فى عام 2020، وأفلام كيرا موراتوفا والأفلام القصيرة الأولى لميروسلاف سلابوشبيتسكى.
وخلص البيان إلى أن «الأفلام لا يمكن أن تغير المجتمع ومسار التاريخ، لكنها يمكن أن تساعد فى تغيير عقول الناس، حيث تخبرنا بأن العالم بالفعل فى وضع محفوف بالمخاطر للغاية لإضافة المزيد من المعاناة والدمار».
مهرجان «كان» السينمائى الدولى اتخذ هو الآخر موقفا صارما حول الوضع فى اوكرانيا بحظر مشاركة الوفود والأعمال الروسية الرسمية فى دورته الجديدة التى تقام مايو القادم، مالم تنته الحرب بطريقة مرضية للشعب الأوكرانى.
وفى بيان قال المهرجان إنه لن يرحب بأى وفود روسية أو أى شخص على صلة بالحكومة الروسية فى نسخته 2022 فى مايو ما لم ينته الغزو الروسى بشروط تقبلها أوكرانيا، ومع ذلك، فقد ألقى دعمه وراء الفنانين والعاملين فى مجال السينما الروس الذين «لم يتوقفوا أبدا عن القتال ضد نظام بوتين».
وأكد أنه ولاء لتاريخه الذى بدأ فى عام 1939 فى مقاومة الديكتاتورية الفاشية والنازية، سيخدم مهرجان كان دائما الفنانين والمتخصصين فى الصناعة الذين يرفعون أصواتهم للتنديد بالعنف والقمع والظلم، لغرض رئيسى هو الدفاع عن السلام والحرية.
وفى بيان مشترك، طالب صناع السينما الأوكرانية أعضاء الأكاديمية الأوكرانية و«وكالة السينما الأوكرانية الحكومية» (FIAU) بحرمان الاتحاد الروسى من عضوية صندوق الدعم الثقافى لمجلس أوروبا، والاتفاقية الأوروبية للإنتاج المشترك للأفلام.
كما دعوا إلى حرمان مهرجان موسكو السينمائى الدولى من اعتماد الاتحاد الدولى لجمعيات منتجى الأفلام، وإلى «عدم قبول مشاركة الأفلام الروسية فى مسابقات المهرجانات السينمائية الدولية».
وتضمن البيان المشترك لصناع السينما فى أوكرانيا المطالبة بعدم نقل حقوق الأفلام الأجنبية إلى الأراضى الروسية أيضا، مع حظر عرض الأفلام الروسية فى الخارج، وعدم الدخول فى إنتاج مشترك مع روسيا.
ونبهت الأكاديمية، فى البيان الذى أصدرته نيابة عن مجتمع المهنيين السينمائيين والشخصيات الثقافية الأوكرانية، إلى أنه فى الوقت الذى تفرض فيه القوى العالمية عقوبات اقتصادية وسياسية على الاتحاد الروسى، تواصل موسكو نشاطها فى المجال الثقافى.
وطلبت مديرة وكالة السينما الأوكرانية الحكومية مارينا كوديركوك، فى رسالة رسمية موجهة للمهرجانات السينمائية الدولية «وقف أى تعاون مع منتجى المواد السمعية والبصرية فى الاتحاد الروسى الذين يدعمون العدوان على أوكرانيا، ولا سيما توزيع الأعمال الصوتية والمرئية بمشاركة الجهات الفاعلة والأشخاص العموميين الذين يدعمون الأعمال الإجرامية فى الاتحاد الروسى».
ويقاطع مهرجان ستوكهولم وجلاسكو الأفلام الروسية المدعومة من الدولة.

«استجابة للنداء»
واستجابت كبرى شركات الإنتاج وصناعة السينما والتليفزيون العالمية مثل «ديزنى، وسونى، ووارنر برذرز، وباراماونت «لمقاطعة روسيا، وأوقفت الاصدارات المخطط لها، وأعلنت «ديزنى» الامريكية أنها ستوقف طرح أفلامها فى دور السينما بروسيا بسبب عملياتها العسكرية فى أوكرانيا، ليحذو بذلك عملاق الترفيه الأمريكى حذو العديد من الشركات التى اختارت الانسحاب من هذا البلد سواء مؤقتا أو دائما.
وقالت إنه بالنظر إلى العملية العسكرية غير المبررة بأوكرانيا، فإننا نعلق طرح أفلام فى صالات السينما فى روسيا، بما فى ذلك الفيلم المقبل لـ«بيسكار» ريد آليرت، لافتة إلى أنها تعمل فى الوقت الراهن مع منظمات غير حكومية لتقديم مساعدات طارئة وأشكال أخرى من المساعدات الإنسانية للاجئين.
كما أعلنت «سونى» اليابانية وقف إصداراتها السينمائية المخطط لها فى روسيا، بما فى ذلك فيلم «موربيوس» فيلمها الجديد فى عالم الأبطال الخارقين بسبب الهجمات على أوكرانيا.
وبالتزامن مع إطلاق روسيا عملية عسكرية فى الأراضى الأوكرانية، زار الممثل والمخرج الأمريكى، شون بن، العاصمة كييف من أجل تصوير فيلم وثائقى عن الهجوم الروسى للبلاد.
وأعلنت الحكومة الأوكرانية، أن الممثل الأمريكى، شون بن، موجود حاليا فى العاصمة كييف، ونشرت على صفحتها الرسمية فى موقع فيسبوك أن «المخرج شون بن جاء إلى كييف لتسجيل كل الأحداث الدائرة فى أوكرانيا، وبصفته مخرجا للوثائقيات لكى يكشف للعالم حقيقة غزو روسيا لبلدنا».
وأضافت الرسالة «شون بن اليوم هو من بين داعمى أوكرانيا ممتن له على بادرة الشجاعة والصدق هذه».
وقال مكتب الرئاسة الأوكرانية إن بن: «جاء إلى كييف ليخبر العالم بالحقيقة بشأن الغزو الروسى لبلدنا».
وذكرت مجلة Variety أنه: «سافر إلى البلاد لإكمال فيلم وثائقى عن الغزو الروسى».
ووصف شون بن الغزو الروسى بـ«الخطأ الوحشى» وأضاف: «أعتقد أن السيد بوتين سيكون قد ارتكب أفظع خطأ للبشرية جمعاء.. ارتقى الرئيس زيلينسكى والشعب الأوكرانى كرموز تاريخية للشجاعة والمبادئ».
ونصح لاحقا متابعيه على تويتر، بمشاهدة الفيلم الوثائقى «الشتاء على النار»، قائلا: «بالنسبة لأولئك الذين يهتمون بأوكرانيا، لكنهم لا يعرفون سوى القليل عن تاريخها».
وألقى الغزو الروسى لأوكرانيا بظلاله على حفل توزيع جوائز نقابة ممثلى الشاشة الأمريكية الأحد الماضى، ووصفه الممثل براين كوكس بـ«المروع» وعبر عن دعمه للرئيس الأوكرانى، وأعرب عن قلقه تجاه الممثلين والنقاد والكتاب الروس وذلك أثناء تسلم براين لجائزة أفضل أداء جماعى عن مسلسل الخلافة.

«شهادات المقاومة»
وتحت شعار «هذه حرب شاملة.. حان وقت القتال»، أصدر العديد من كبار صانعى الأفلام والمتخصصين فى صناعة السينما بأوكرانيا بيانا جماعيا جاء فيه «الآن، أكثر من أى وقت مضى، نحن بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولى وأى شخص يفهم أن حرب الغد قد تكون على بابكم. تحدثنا عن الحرب فى شرق أوكرانيا فى أفلامنا لمدة ثمانى سنوات. لقد شاهدتهم فى المهرجانات. لكن هذا ليس فيلما، بل هو واقعنا. واليوم انتشر هذا الواقع فى جميع أنحاء بلادنا دون استثناء. يناشدك المصورون السينمائيون الأوكرانيون ألا تصمت ولا تقف جانبا. إنهم يطلبون المساعدة وبعض الإجراءات التى يمكن أن تساعد أوكرانيا على استعادة السلام».
ومن بين هؤلاء السينمائيين المخرج أوليج سينتسوف، المخرج والناشط الذى أمضى سنوات فى السجن الروسى بتهم وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها «ملفقة»، ومارينا إير جورباتش، التى قدمت العرض الأول لفيلمها الرائع «كلونديك» بمهرجانى صندانس وبرلين 2022، وآنا ماتشوخ، المديرة التنفيذية لـ أكاديمية السينما الأوكرانية ومهرجان أوديسا السينمائى الدولى.
قال أوليج سينتسوف: «هذا تحدٍ للعالم الديمقراطى بأسره. نحن لا ندافع عن أرضنا فقط، بل نقاوم الاستبداد الوشيك. وقت القلق قد انتهى، حان الوقت للقتال من أجل الحرية والحقيقة».
فيما قال المخرج فالنتين فاسيانوفيتش: «أريد أن أكون جزءا من قوة ستؤدى إلى تدمير إمبراطورية الشر وتقديم قصص حقيقية».
وقالت المخرجة مارينا إر جورباتش: الزملاء المصورون السينمائيون، السياسيون، قادة الرأى، كل تأخير فى اتخاذ قرارات مؤثرة يقتل حياة الأوكرانيين الآنو فى المستقبل، كن شجاعا وحازما، وادعم مطالب السياسيين الأوكرانيين. افعلها من أجل مستقبل أطفالك!».
آنا ماتشوخ، المديرة التنفيذية لأكاديمية الأفلام الأوكرانية ومهرجان أوديسا السينمائى الدولى قالت: «لقد وصلت روسيا إلى نقطة اللا عودة.. هذه الأفعال لا تُغتفر ولن تُنسى أبدا. لم يحن الوقت الآن لتدفن رأسك فى الرمال، بدأت روسيا الحرب ضد أوكرانيا اليوم، وغدا قد تكون فى منزلك».
وقالت ناتاليا فوروجبيت، مخرجة «طرق وعرة» هذه ليست حربنا فقط، ذلك سوف يؤثر على كل أوروبى.. أدعو العالم إلى الاتحاد ضد روسيا بوتين والفوز معا».
وقالت المخرجة إيرينا تسيليك، التى قدمت فيلم «الأرض زرقاء اللون برتقالى»: نرى وجها حقيقيا للفاشية الروسية الآن، أوكرانيا سوف تقاوم. أعتقد أن هذه بداية نهاية بوتين والإمبراطورية الروسية.
عندما أتحدث عن الدعم، لا أعنى فقط العقوبات أو الإجراءات الأخرى لقادة حلفائنا. من المهم أن نفهم أن بوتين بنى مملكة من المرايا الزائفة حيث يسمى الأبيض بالأسود والعكس صحيح.
وحثت المخرجة ناريمان علييف المخرجين والممثلين والموسيقيين وغيرهم من الفنانين على رفض العدوان الروسى فى أوكرانيا.
كما تم التوقيع على خطاب مفتوح ضد الحرب فى أوكرانيا من قبل مصورين سينمائيين روس بارزين بقيادة فيدور لياس صاحب فيلم «هاردكور هنرى».
وشمل الموقعون: مديرى التصوير رومان فاسيانوف، ميخائيل كريشمان، بافيل كابينوس، فلاديسلاف أوبيليانتس،
ومنذ بدء هجوم روسيا على أوكرانيا فى 24 فبراير، احتشد صانعو الأفلام والرسامون الروس وتحدثوا بشجاعة، ضد تصرفات حكومتهم وطالبوا المجتمع الدولى بتقديم الدعم. وبذلك، عرض الموقعون أنفسهم للخطر على المستويين الشخصى والمهنى. وقالوا فى بيان الادانة «نحن السينمائيين الروس نطالب بوقف العدوان العسكرى على أوكرانيا ووقف إطلاق النار الفورى وانسحاب القوات الروسية من الأراضى الأوكرانية».
لا يوجد عذر جيوسياسى ولا هدف من أى نوع يبرر إزهاق الأرواح ــ لا تدع الدعاية تقنعك بخلاف ذلك. لا علاقة للأهداف المعلنة رسميا لهذه «العملية» بالواقع: فالحرب تدور فى جميع أنحاء أوكرانيا، ويُقتل الناس أو يُجبرون على الفرار من منازلهم وقضاء لياليهم فى الملاجئ. ما الذى يمكن أن يبرر ذلك؟
إن ما يسمى بـ «العملية العسكرية» ستعزل روسيا عن بقية العالم لعقود، وتطردها من المشهد الثقافى الدولى، وتؤدى إلى عواقب وخيمة على اقتصادها، وتلطيخنا نحن وأطفالنا بالخزى المستحق. لم نفعل ما يكفى لمنع هذه الحرب، لكننا لا نريدها ــ ولن ندعها تشن باسمنا. نطالب بوقف الحرب مع أوكرانيا. ومن بين السينمائيين الموقعين فيدور لياس، رومان فاسيانوف، مايكل هاسايا، بافل كابينوس، ليفان كالاندية، إدوارد موسكوفيتش، أليكسى بركوفيتش، ألكسندر هوفسكى بوريس ليتوفيشينكو، دينيس بانوف، ميخائيل موكاسى، ديمترى يوسوفسكوف سابوزنيكوف، أرتيم سادوفنيكوف، ليودميلا كوروباتكينوفا، نيكيتا بيتسا، ستانيسلاف أمبارتسوموف.

5 أفلام أوكرانية حديثة تستكشف الخسائر البشرية للعدوان الروسى
على مدى السنوات الأخيرة، كان بعض صانعى الأفلام الأكثر موهبة فى أوكرانيا يعالجون ويستكشفون الصدمة التى أعقبت الغزو الروسى لشبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس والخسائر البشرية للعدوان العسكرى الروسى.
على الرغم من عدم جدواها فى مواجهة القنابل المتساقطة، تقدم هذه السينما نظرة متغيرة إلى حياة ومخاوف الأوكرانيين المعاصرين الذين يتعاملون مع المصاعب المميتة لاستيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014 والحرب شبه المستمرة فى منطقة دونباس.
وبحسب «هوليوود ريبورتر» هناك خمسة أفلام توفر فرصة لمزيد من التعاطف وفهم الصراع، كما نراه من خلال عيون الفنانين الأوكرانيين البارعين، من بينها «انعكاس» أحدث فيلم أوكرانى لفالنتين فاسيانوفيتش، أحد الأفلام المفضلة فى مهرجان فينيسيا السينمائى العام الماضى، وبه سلسلة من اللقطات لإخبارنا قصة مؤلمة عن طبيب شاب عالمى (رومان لوتسكي) الذى تطوع لرعاية الجرحى بالقرب من منطقة المعركة فى دونباس بأوكرانيا، ويتم أسره من قبل الجنود الناطقين بالروسية الذين يتظاهرون بأنهم من السكان الأصليين لكنهم فى الحقيقة مرتزقة روس تم شحنهم للمساعدة فى الغزو. يتعرض الطبيب لسلسلة من الفظائع ــ السجن والتعذيب والإذلال والعنف قبل أن يفوز فجأة بإطلاق سراحه ويبدأ عملية تعافى مؤلمة مع ابنته الصغيرة فى كييف. ووصف الفيلم بأنه يقدم «رؤية بانورامية قوية للصراع».
والفيلم الوثائقى «الشتاء على النار.. الكفاح الأوكرانى من أجل الحرية» للمخرج إيفجينى أفينيفسكى، ويقدم مونتاجا مؤثرا على الأرض للاحتجاجات التى اندلعت بسبب قرار الحكومة الأوكرانية لعام 2014 بتعليق توقيع اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبى لصالح توثيق العلاقات مع روسيا بوتين ــ فصل رئيسى فى الفترة التى تسبق الغزو الروسى الجديد.
فى الفيلم يتابع أفينيفسكى المتظاهرين من الخطوط الأمامية عندما يبدأون فى التظاهر ضد نظام رئيس الوزراء السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذى كانت تربطه علاقات وثيقة ببوتين، وهم موجودون هناك عندما تضخمت الاحتجاجات إلى مئات الآلاف فى ساحة ميدان فى كييف، مما أدى إلى حملة قمع مميتة من قبل القوات الحكومية. الفيلم «ينتهى بلحظة مرضية من الانتصار باعتباره الحركة الشعبوية تطيح بنظام قمعى، مع فرار يانوكوفيتش من البلاد.. بالطبع، لم تكن هذه نهاية القصة تماما.
وفيلم «العودة إلى الوطن» (2019) للمخرجة الأوكرانية ناريمان علييف، وعرض لأول مرة فى مهرجان كان السينمائى، يبدأ الفيلم مع الأب مصطفى (أخطم سيتابلايف) شديد الغضب فى الخمسين من عمره، وابنه العليم (رمزى بيليالوف) 20 عاما، وهما يزوران مشرحة فى كييف لجمع جثة شقيق عليم الأكبر، ناظم، الذى قُتل فى المعركة بعد التطوع للقتال فى حرب الحدود الجارية مع روسيا. تعود جذور مصطفى إلى أقلية التتار العرقية المسلمة فى شبه جزيرة القرم التى تتعرض للقمع الشديد، ويشعر أنه يتعين عليه نقل جثة ناظم عبر البلاد لدفنه فى موطن أجداده. هكذا تبدأ رحلة برية عبر أوكرانيا أصبحت على نحو متزايد مشاكسة ومليئة بالحركة، حيث تتعامل مع شرطة المرور، وتوقف قسريا فى قرية نائمة، واشتباك مع حرس الحدود. عانى التتار الأوكرانيون من فظائع لا توصف خلال الحقبة السوفيتية، ومع عودة شبه جزيرة القرم تحت الاحتلال الروسى منذ عام 2014، يواجهون اليوم موجة جديدة من الاضطهاد (تم الاستيلاء على أراضيهم، وتم حظر منظماتهم السياسية).

والفيلم الوثائقى «الأرض زرقاء مثل برتقالة» (2020) إخراج إيرينا تسيليك وهو تأمل فى القوة التعويضية للسينما واستجواب لمحنة النساء والأطفال الذين يعيشون وسط حرب أوكرانيا التى استمرت لعدة سنوات فى دونباس. يتابع الفيلم قصة أم أوكرانية عازبة تُدعى حنا وأطفالها الأربعة وهم يحاولون الحفاظ على منزلهم ملاذا آمنا مليئا بالحياة والحيوية مع سقوط القنابل وتفشى الفوضى من حولهم. كل فرد من أفراد الأسرة لديه شغف بالسينما، وتصوره تسيليك وهم يصورون فيلمهم الخاص مستوحى من حياتهم الخاصة فى وقت الحرب ــ مما يحول الصدمة إلى فن كوسيلة للبقاء بشرا.
وفيلم «أتلانتس» للمخرج فالنتين فاسيانوفيتش والذى حصل على جائزة أفضل فيلم فى مهرجان فينيسيا السينمائى 2018 فى نفس اليوم الذى أطلقت فيه روسيا سراح المخرج الأوكرانى أوليج سينتسوف فى صفقة تبادل أسرى. لكن فيلم فاسيانوفيتش لا يدور حول النهايات السعيدة، حيث تدور الأحداث فى عام 2025 المتخيل بعد أن نجحت القوات الوطنية فى شرق أوكرانيا فى إنهاء الحرب الطويلة مع روسيا أخيرا. لكن ليس كل شىء على ما يرام فى هذه القصة المؤلمة التى تحولت إلى زمن، والتى تُروى من خلال عيون جندى يعانى من اضطراب ما بعد الصدمة الذى فقد عائلته ومنزله ومعنى الحياة فى الحرب. يشتمل الفيلم على الانتحار، ومعالجة المقابر الجماعية والدمار البيئى، وهو عبارة عن تأمل قوى فى الصدمة المستمرة للحرب حتى فى حالة الانتصار المتخيل، فضلا عن «قصة مظلمة ولكنها مضيئة بشريا».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك