حكايات القصور.. الحلقة 20: مبارك وشقيقه.. وخروج حسن أبوباشا من وزارة الداخلية! - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 6:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات القصور.. الحلقة 20: مبارك وشقيقه.. وخروج حسن أبوباشا من وزارة الداخلية!

الرئيس الأسبق - حسني مبارك
الرئيس الأسبق - حسني مبارك
كتب - حسام شورى:
نشر في: الثلاثاء 5 يونيو 2018 - 5:27 م | آخر تحديث: الثلاثاء 5 يونيو 2018 - 5:27 م

تواصل «بوابة الشروق» نشر حلقات مسلسلة تروي طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولا ترتبط «حكايات القصور» بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لا تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل يرتبط بعضها بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وإلى الحلقة العشرين:
---------------

عام 1984 كان الثالث من عمر رئاسة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لمصر، وحل معها موعد انتخابات مجلس الشعب، وهي الأولى التي يشهدها الرئيس مبارك بعد توليه رئاسة البلاد عقب اغتيال الرئيس السادات عام 1981، وكان الرأى الغالب فى مصر وخارجها أن اختبار قوة وثبات النظام الجديد هو إدارة معركة انتخابات برلمانية حل موعدها، وتصور كثيرون أنها ستكون تحديا سياسيا يواجهه الرئيس الجديد، وسوف تكشف الكثيرعن قدراته السياسية.

حاول مبارك تأسيس مدرسة مختلفة لإدارة هذه الانتخابات تسربت إلى السياسة المصرية، وهو المجلس الذي تم حله عام 1987، بعد ثلاث سنوات من انعقاده، بحكم من المحكمة الدستورية العليا بسبب عدم دستورية قوانين الانتخابات الذي انتخب على أساسها المجلس.

يقول اللواء حسن أبوباشا، وزير الداخلية آنذاك، والمسئول الأول عن الاشراف على المعركة الانتخابية الأولى فى عهد "مبارك"، إن مبارك عقد معه جلسة تمهيدية شرح له فيها ما يتصوره لانتخابات مجلس الشعب الجديد، وكان يرى أن تكون الانتخابات "مفتوحة" لكل من يريد أن يترشح بحريته، وأن يحدد هو نسبة مئوية "5%" لما يمكن أن تفوز به المعارضة من مقاعد مجلس الشعب لـ"ضرورات السلامة الوطنية"، لأن أحوال البلد فى هذه الظروف لا تتحمل "اللعب" أو "المغامرة".

وكان للرئيس قائمة أسماء لا يريد لأصحابها أن يدخلوا المجلس الجديد مهما كانت الدواعى، وهذه الشخصيات مختلفة ومتنوعة، فيها أعضاء من الحزب الوطنى، وفيها أفراد من أحزاب المعارضة، وأبرز اسماء هذه القائمة هو "سامي مبارك" شقيق الرئيس!

ورأى "أبو باشا" قواعد اللعبة-كما سماها مبارك- من الناحية العامة يمكن تبريرها، شريطة أن تتوافر فيها ما وصفه "أبو باشا" بـ«درجة من المعقولية توازن النتائج ولكن لا تزيفها»، وفى رأيه أن ذلك كان مرهونا بالنسب التى يسمح بها الرئيس للمعارضة، وبمحدودية قائمة غير المرغوب فيهم والمحظور نجاحهم ودخولهم مجلس الشعب الجديد.

• رفض مبارك دخول شقيقه مجلس الشعب

وكان تشدُّدْ الرئيس حيال ترشح شقيقه غير مفهوم، فقد وصل الأمر بمبارك إلى حد القول بأنه أمر بحذف اسم شقيقه من قائمة مرشحى الحزب الوطنى، ولكنه سمع أن شقيقه ذهب بعدها إلى حزب الوفد يطلب من فؤاد سراج الدين أن يرشحه عن حزب الوفد، وأن "سراج الدين" قَبِلَ هذا الاقتراح.

ولكن "مبارك" أوفد مستشاره السياسي أسامة الباز إلى فؤاد سراج الدين حتى لا يدرج شقيقه على قائمة الوفد، ولكن "الباز" لم ينجح في هذه المهمة، ثم طلب "مبارك" من وزير داخليته أن يتصل بنفسه مع "سراج الدين"، وأن يبلغه ــ وباسم الرئيس ــ أنه لا يريد أن يدخل شقيقه إلى الانتخابات على قائمة مرشحى الوفد، ووعده "أبو باشا" تنفيذ ذلك!

• تعنت مبارك

كان "أبو باشا" متصورا أن «الصيغة المباركية للانتخابات النيابية» قابلة للمناقشة، ومن ثم عرض تعديلات على "مبارك" لتجعل الانتخابات أكثر ملاءمة، أولها: أن يراجع الرئيس النسبة التى سمح بها للمعارضة، ويرفعها من 5% إلى 20%، أى حوالى مائة مقعد، ورأي "أبو باشا" في ذلك أن هذه النسبة لا تؤثر على أغلبية الثلثين فى المجلس، وهى النسبة التى تسمح بتعديل الدستور في حالة الرغبة في ذلك.

وثانى هذه التعديلات: أن يختصر الرئيس قائمة الممنوعين من دخول المجلس، وأولهم السيد «سامى مبارك» شقيقه، وفوجئ اللواء «أبوباشا» بالرئيس «مبارك» وقد علا صوته، واحتدت نبرة صوته، وهو يقول: "سامى موش هيدخل، يعنى موش هيدخل".

وقال «أبوباشا»: "ولكن -سيادة الرئيس- الداخلية قامت باستطلاع لموقف الأستاذ سامى، وتبين أنه قادر على النجاح «بالراحة» فى الدائرة التى رشح نفسه عنها"، ورد "مبارك" قائلا: "مستحيل"!

ثم قال الرئيس لوزير داخليته: "حسن.. أنت ضغطت على أعصابى بأكثر من اللازم، ولست الآن في "موود" يسمح لى بمواصلة الكلام معك"، ثم نهض واقفا ينهى المقابلة وخرج من الغرفة قائلا "موعدنا بعد الانتخابات يا حسن"، وترك وزير داخليته يبحث عن الباب للانصراف!

وعقب هذا اللقاء كتب "أبو باشا" إلى مساعد وزير الداخلية اللواء «محمد تعلب» قائلا: "تعرف يا تعلب، العلاج الوحيد للوضع ده أنى أموت"، و"لا أعرف السر فى إصراره (يقصد الرئيس) على عدم نجاح أخيه إلى هذا الحد، حتى بت أتصور أنه هو الذى يحقد على أخيه وليس العكس"!

ورغم كل هذه الجهود من الرئيس ومعاونيه لعدم نجاح شقيقه تبين أنه فى نهاية يوم الانتخابات حصول السيد «سامى مبارك» على نسبة تزيد عن 70% من الأصوات فى الدائرة التى رشَّح نفسه عنها!

وجاءت الأوامر من الرئيس شخصيا بأن كل شىء فى اللجنة العامة للفرز يجب أن يتوقف، حتى يصل إلى هناك مبعوث خاص للرئيس، وبالفعل وصل إلى مقر اللجنة الرئيسية مستشاره «أسامة الباز»، وطلب إعادة فرز الأصوات، والتصرف بـ"كياسة" لكى لا يغضب الرئيس، وكان المشهد مزعجا للجميع، وأعيد فرز الأوراق، بحضور أعضاء من اللجنة العامة، وظهرت النتائج ــ مرة أخرى ــ كاسحة لصالح «سامى»، وإلى درجة لا تنفع معها أية «كياسة»، لأن المشهد كان واضحا أمام كثيرين، والالتفاف حوله فضيحة يلزم تجنبها من أجل الرئيس نفسه!

وعاد «أسامة الباز» إلى الرئيس يهدئ خواطره، ويفهمه أن الامر أصبح واقعا، لكن "مبارك" قال إن "أبوباشا سوف يدفع ثمن غلطته".. وكذلك خرج «حسن أبوباشا» من وزارة الداخلية!

- المصدر: محمد حسنين هيكل، مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان، دار الشروق.

اقرأ أيضا:

حكايات القصور.. الحلقة 19: عندما عرض «مبارك» على «هيكل» الانضمام للحزب الوطني



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك