* بطل فيلم «Outbreak» يتهم الحكومة الأمريكية بالمسئولية عن إنتاج الفيروس القاتل
المهتمون ربطوا تطورات الفيروس بأحداث فيلم (المرض المعدى) وتوثيقه لانتشار الوباء المميت
* انتشار أفلام الوباء والكوارث فى سينما هوليوود بكثرة مؤخرا كنوع من التنظير السينمائى لفكرة الفناء
مدن مغلقة ممنوع الخروج أو الدخول إليها.. وقف رحلات الطائرات والقطارات.. بناء مستشفيات ومخيمات كحجر صحى سريع لاحتواء المصابين.. الإسراع بالبحث عن مصل مضاد للفيروسات لعلاج الضحايا قبل ان يتفشى الوباء.. هذا هو السيناريو الذى تشهده مدينة «ووهان» الصينية حاليا بعد تفشى فيروس «كورونا»، والذى جسدته هوليوود فى عدة أفلام عن الكوارث والاوبئة، ويكاد يجسد ما يجرى حاليا فى الصين.
ووصل وباء فيروس «كورونا» القاتل من الصين إلى قرابة 15 دولة حتى الآن، وانتشر إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا والخليج العربى فى أقل من شهر، مع تسجيل أكثر من 5 آلاف إصابة مؤكّدة بالالتهاب الرئوى الناجم عن السُلالة الجديدة من فيروس كورونا، بينها إصابات فى دول: «اليابان، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، أستراليا، ماليزيا، سنغافورة، فيتنام، كندا، فرنسا، ألمانيا، كمبوديا، تايلاند، تايوان، نيبال، سريلانكا، والإمارات»، و132 حالة وفاة فى الصين وحدها.
وانتشرت «أفلام الوباء» و«أفلام الكوارث» فى سينما هوليوود بكثرة مؤخرا كنوع من التنظير السينمائى لفكرة «نهاية العالم»
وحملت صور هذه الأفلام مشاهد كئيبة لجثث مصابين بالوباء وسماء سوداء ومبانى مدمرة ومدنا مهدمة، وغربان سوداء، وأراضى تغمرها البحار أو الثلوج الكثيفة فى الوقت الذى يبحث فيه ما تبقى من البشر عن ملجأ أو عاصم من هذه الكوارث القاتلة.
وفيما يلى نستعرض أشهر أفلام هوليوود، التى تناولت كوارث انتشار أوبئة مثل فيروس كورونا، وجاء سيناريو هذه الأفلام مطابقا للسيناريو الحالى التى تنفذه الصين لاحتواء الفيروس القاتل:
١ــ فيلم «Outbreak» أو «تفشى الوباء»
يعد فيلم «Outbreak» هو أشهر فيلم للكوارث الطبية التى تتشابه مع واقعة فيروس الصين، ولكن الفيلم يتحدث عن وباء ظهر فى أمريكا.
ويحكى الفيلم عن فيروس اسمه «موتابا» ظهر فى إفريقيا بمنطقة «زائير»، وانتقل الفيروس لأمريكا بعد جلب قرد لإجراء اختبارات على المرض، فانتشر الوباء فى إحدى القرى الأمريكية، ويصارع الجيش الأمريكى، بمعية مجموعة من العلماء، المرض من أجل محاصرته واحتوائه.
وفى الفيلم يعمل «سام دانيالز» أو «داستن هوفمان» فى معهد البحوث الطبية للأمراض المُعدية بالجيش الأمريكية، ويقوم بدراسة آثار هذا الفيروس المميت، ويقدم تقريرًا إلى رئيسه يطلب فيه اتخاذ التدابير بشأن هذا المرض الخطير، لكن الأخير يرفض ويصر على قصف المدينة المنكوبة وقتل سكانها المصابين.
ويصر بطل الفيلم داستن هوفمان على إيجاد علاج للفيروس ويخوض معارك مع رؤسائه للبحث عن قرد مصاب بالفيروس؛ ليحصل منه على المادة المضادة للفيروس وينجح فى انقاذ البلدة المنكوبة.
يظهر الرعب بين أبطال الفيلم أثناء محاولتهم انقاذ إحدى المدن الأمريكية من فتك فيروس شبيه بـ«الإيبولا» الذى انتشر قبل سنتين، حيث كان المرض بالفيلم مصدره بعض الدول الإفريقية أيضا ويسبب أضرارا بالجلد وبالجهاز التنفسى وينتقل بصورة سريعة جدا، وقضى على حياة البشرية ولم يترك ناجين إلا القليل.
وعلى غرار اتهام الباحث «دانى شوهام»، وهو ضابط استخبارات عسكرية إسرائيلى سابق درس الحرب البيولوجية الصينية، فى حوار مع صحيفة « The Washington Times الأمريكية»، بأنها ربما أنتجت فيروس كورونا القاتل فى مختبر بمدينة ووهان الصينية، ضمن برنامج الأسلحة البيولوجية السرى الخاص بالصين؛ اتهم بطل فيلم «Outbreak» الحكومة الأمريكية بالمسئولية عن إنتاج الفيروس القاتل الذى ادى لفرض حجر صحى وحظر تجول على إحدى المدن الموبوءة.
صدر فيلم «تفشى الوباء» عام 1995 بميزانية 50 مليون دولار، وهو من إخراج الألمانى وولفجان بيترسن ويستند إلى كتاب «ريتشارد بريستون» غير الخيالى «the Hot Sub»، كتبه لورانس دوريت. ويقوم ببطولته داستن هوفمان ورينيه روسو، ومورجان فريمان، كيفن سبيسى.
٢ــ فيلم « Contagion» تنبأ بظهور فيروس كورونا
الفيلم الثانى الذى يجسد قصة فيروس كورونا أيضا وتنبأ ضمنا بظهور هذ الفيروس هو فيلم « Contagion» أو «المرض المُعدى»، وهو فيلم أمريكى صدر عام 2011، ويرى كثير من النقاد ونشطاء مواقع التواصل أنه تجسيد حقيقى لما يحدث حاليا فى الصين بسبب فيروس «كورونا».
وتدور أحداث الفيلم حول فيروس مجهول وقاتل ينتقل فى الهواء وعبر اللّمس بسرعة جنونية، ويقتل المُصاب به فى عدة أيام، مما يصيب العالم بالرعب، ويحاول الأطباء السيطرة على الفزع والخراب الذى يعم الأرض.
وقد نشرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، تقريرا أكدت فيه إن المتابعين ربطوا أحداث فيروس كورونا بأحداث فيلم «Contagion» (المرض المعدى)، ويوثق انتشار مرض مُعد ومميت يهدد البشرية مثل فيروس كورونا.
ويؤدى دور البطولة فى الفيلم، كل من مات ديمون وجوينيث بالترو، جود لو، كيت وينسليت، وهو من إخراج ستيفين سوديربيرج.
وعلى غرار اتهام السلطات الصينية للخفافيش بأنها سبب المرض بسبب انتشار «شوربة الخفاش» فى سوق لبيع المأكولات البحرية بالجُملة؛ لينتشر سريعًا إلى 31 منطقة على مستوى المُقاطعات الصينية؛ يدور فيلم «Contagion»، الذى سلط الضوء على الخفافيش، معتبرا أنها أصل تفشى الفيروس، وهو الأمر نفسه الذى يحدث حاليا مع كورونا.
٣ــ «Train to Busan» وفيروس الزومبى
وفى فيلم «قطار إلى بوسان» 2016، يظهر «سيوك وو»، كمدير مالى كبير يعمل فى العاصمة الكورية الجنوبية، انفصل عن زوجته، ويعيش مع والدته وابنته «سو آن» ذات الثمانية أعوام.
ويتجاهل الاب ابنته بسبب أن عمله هو كل ما يفكر فيه ويشغل أغلب وقته وتفكيره؛ لذلك يفوت على نفسه لحظات كثيرة يقضيها مع ابنته كحضور أى مناسبة ترغب فيها.
وفى ليلة عيد ميلادها الثامن، تصر على الذهاب إلى والدتها فى «بوسان»، وتحت ضغط وإلحاح ابنته يستجيب أخيرًا ويذهب معها، ولكن قبل انطلاق القطار يتم اقتحامه من فتاة مصابة بجرح كبير فى قدمها، يتضح بعد هذا أنّها مصابة بفيروس اجتاح البلاد جعلها من الموتى الأحياء «زومبى».
وتبدأ الفتاة بنشر الفيروس عن طريق عض مضيفة القطار؛ لينتشر الوباء بعد هذا فى القطار كالنار فى الهشيم، وعلى الركاب الكفاح للنجاة بحياتهم لحين الوصول إلى بوسان، التى يتضح أنّها البقعة الوحيدة الآمنة، والتى لم يصل لها هذا الوباء بعد.
وهذا الفيلم من سلسلة افلام «الزومبى» الشهيرة؛ ففى أغلب المعالجات السينمائية اللاحقة تتم إصابة أول «زومبى» عن طريق فيروس مجهول، ثم ينتشر الوباء كالنار فى الهشيم، ويصبح من الصعب السيطرة على هذا الوباء المسعور إلا بالحرق فى أغلب هذه السلسلة.
ومن هذه السلسلة «Patient Zero» وهو فيلم رعب تم انتاجه فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وصدر سنة 2018 من بطولة ستانلى توتشى ومات سميث وناتالى دورمر.
وتدور القصة حول وباء عالمى ينتشر ويصيب الجنس البشرى فى كل مكان على الأرض، ويحولهم إلى اشخاص عنيفين يتصرفون كالزومبى، ويمتلك أحد الأشخاص موهبة القدرة على التخاطب مع الأشخاص المصابين بلغتهم، ويسعى هذا الشخص لتأمين حياة الناجين والهروب من المصابين فى مطاردة بهدف الوصول للعلاج من خلال مريض معين.
٤ــ «I Am Legend» الناجى الوحيد من الفيروس
وفى فيلم « I Am Legend» أو «أنا أسطورة»، أصبح أخصائى الفيروسات روبرت نيفيل، هو الوحيد غير المصاب بالفيروس الموجود فى مدينة نيويورك، وربما فى العالم كله بعد انتشار فيروس قاتل عام 2009.
صدر الفيلم فى 14 ديسمبر سنة 2007 بالولايات المتحدة الأمريكية بميزانية قدرها 150 دولار، لكنه حقق أضعاف هذا الرقم كأرباح بعد صدوره بسنة فقط، وهو من إخراج فرانسيس لورانس وبطولة ويل سميث، ومقتبس من رواية الكاتب الأمريكى ريتشارد ماثيسون.
وتروى قصته كيف أن خطأ وقع فى أحد المختبرات الطبية؛ أدى إلى تكوين فيروس معدٍ، تحول إلى وباء وحول سكان المدينة إلى مسوخ مريضة، لم ينجُ منه سوى عالم فيروسات، يحاول أن يبقى على قيد الحياة مع كلبته التى تؤنسه فى ظلامه الدامس، مصرًا على اكتشاف مصل مضاد لإنقاذ البشرية، والمثير فى هذا الفيلم أنه يصور قصة انتشار الفيروس فى زمن 2012، أى بعد خمس سنوات من صدوره، وهى السنة التى برز فيها بشكل واضح فيروس «إيبولا» الحقيقى.
ومع حلول عام 2012، اكتشف روبرت نيفيل من خلال برامج إخبارية ووثائقية قديمة؛ أن الفيروس القاتل تم إنتاجه من التعديل فى الخصائص الوراثية لفيروس الحصبة؛ من أجل استخدامه فى علاج السرطان؛ ولكنه أدى فى الواقع إلى نتائج كارثية، حيث توفى 90 % من سكان العالم فى نهاية العام نتيجة الإصابة بهذا الفيروس.
وأصيب 9 % من الباقين ولكنه لم يموتوا، ثم تدهورت حالتهم إلى أن أصبحوا لا يستطيعون التعرض لأشعة الشمس؛ مما أجبرهم على الاختباء فى الأماكن المظلمة أثناء النهار.
أما الـ 1 % الباقين، فهم من النادرين الذين يمتلكون مناعة ضد هذا الفيروس وقد تعرض معظمهم للصيد والقتل على يد المسوخ البشرية، وأقدم البعض على الانتحار؛ نتيجة العزلة التى عانوا منها، مما جعل روبرت نيفيل يظن أنه الوحيد الباقى على قيد الحياة.
ويقضى روبرت نيفيل يومه فى محاولات لإيجاد علاج للوباء ورحلات للصيد ولجلب الطعام والمؤن، وإرسال رسائل لاسلكية على مختلف الموجات؛ من أجل البحث عن ناجين آخرين.
٥ــ أنفلونزا 2013 القاتلة
ويدور فيلم «Flu» أو «الأنفلونزا القاتلة» حول سلسلة قاتلة من فيروس انفلونزا الطيور الذى ينتشر كالنار فى الهشيم عبر بوندانج ويهدد سكان سيول (كوريا الجنوبية).
ويدور حول رجل إطفاء وطبيبة يسابقون الوقت للعثور على علاج، من خلال البحث عن الدواء المعالج، مع السياسيين، والخبراء السريين الدوليين والعسكريين؛ فى محاولة لوضع استراتيجية لاحتواء الأزمة، بعد إدراكهم للعواقب الكارثية التى ستحدث خلال انتشار الفيروس خارج حدود كوريا.
٦ــ فيلم «الحجر الصحى»
يحكى فيلم «Quarantine» أو «الحجر الصحى» كفاح مجموعة من الأشخاص مشتبه فيهم، تم حجزهم فى بناية معزولة بعد ظهور وباء يحول المصابين به إلى متعطشى دماء يؤذون الآخرين.
ويتطرق الفيلم لمعاناة الذين يشتبه فيهم بإصابتهم بفيروس ما ومعهم المسعفين الصحيين، الذين يتكفلون بعنايتهم داخل الحجر الصحى، وهو ما وقع أيضًا مع وباء «إيبولا» الحالى، حيث إنه من حين لآخر تصلنا أخبار مشكلات الحجر الصحى، مثل هروب أحد المرضى منه وإصابة عدد من المسعفين الصحيين بالفيروس داخله.
صدر الفيلم فى أكتوبر عام 2008، بميزانية 12 مليون دولار، وهو من إخراج وكتابة الأمريكى جون إريك دوديل وبطولة الممثلة جينيفر كاربنتر، وهو مقتبس من فيلم رعب إسبانى صدر سنة 2007.