تصدرت الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع سورية خلال اليومين الماضيين عناوين الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الاثنين .
وذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أنه فى حين أن الصراع فى سوريا أدى بالفعل إلى مقتل 70 ألف شخص حتى الآن، فقد تمثل الغارات الإسرائيلية نقطة تحول مع تورط مفتوح لإسرائيل فى الصراع، في حين أن إيران، العدو اللدود لإسرائيل، أعلنت استعدادها تدريب الجيش السوري.
وأضافت "ليبراسيون": أن إسرائيل شنت غارتين ضد سوريا فى 48 ساعة، مدعية أنها ترغب فى منع نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبنانى إلا أن دمشق أكدت أن هذا العمل يفتح الباب أمام جميع الخيارات ويجعل الوضع فى المنطقة أكثر خطورة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى غربى في بيروت طلب عدم الكشف عن اسمه - قوله إن "الغارة التى شنتها إسرائيل ليلة السبت/الأحد استهدفت مركزا للبحوث العلمية سبق وأن تعرض فى شهر يناير الماضى لهجوم إسرائيلى".. مضيفا أن "الغارة استهدفت كذلك موقعين عسكريين سوريين، هما مستودع كبير للذخيرة ووحدة للدفاع المضاد للطائرات".
كما أبرزت الصحيفة الفرنسية رد الفعل السورى بحسب ما جاء على لسان وزير الخارجية السورى الذى أكد أن الضربات التى شنتها إسرائيل استهدفت ثلاثة مواقع عسكرية شمال غرب دمشق بصواريخ أطلقتها طائرات من إسرائيل عن طريق لبنان.
ومن ناحيتها، اعتبرت صحيفة (لوفيجارو) اليمينية الفرنسية أن الصراع فى سوريا يزداد تعقيدا بعد الضربات الإسرائيلية على عدد من المواقع بسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران، الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد، أدانت الهجوم الإسرائيلي ودعت حكومات المنطقة إلى مواجهة الهجوم وعرضت المساعدة على تدريب "الجيش السوري".
وذكرت "لوفيجارو" أن طهران تدعم وبشكل كبير نظام دمشق وتوفر له مساعدات عسكرية ضخمة، مضيفة أنه انطلاقا من توقع تعقيد النزاع السوري، فإن جامعة الدول العربية استنكرت أيضا الهجوم الإسرائيلي "رغم أن معظم أعضائها يعارضون القمع الذى يرتكبه النظام في دمشق ضد المتمردين".
وأضافت "يبدو أن الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية تهدف، أكثر من تقديم أى دعم للانتفاضة السورية خاصة وأن إسرائيل تعتبر عدوا، إلى منع نقل "الأسلحة الاستراتيجية" من الترسانة السورية إلى حزب الله اللبنانى.
وأشارت "لوفيجارو" إلى أن السلطات الإسرائيلية قد كررت تحذيراتها ضد عملية نقل الأسلحة الاستراتيجية السورية إلى حزب الله، وتصميمها (إسرائيل) على منع ذلك، موضحة أنه منذ بداية الأسبوع، كثف الطيران الإسرائيلي نشاطه فوق لبنان، كما اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع مع الفريق الأمني.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أنه إذا كان الغرب يعرب عن قلقه إزاء احتمال استخدام دمشق لترسانتها من الأسلحة الكيميائية ضد المتمردين، فإن تل أبيب تخشى من أن يقوم نظام
بشار الأسد بنقل منظومة الأسلحة المتطورة إلى حزب الله وهو ما قد "يؤدى إلى تغيير موازين القوى مع حزب الله اللبناني الذي يعد الجناح العسكري لطهران على الحدود الشمالية لإسرائيل".
وأوضحت أنه بالإضافة إلى الأسلحة الكيماوية، فإن تل أبيت تخشى أن يحصل "حزب الله" على صاروخ أرض-أرض من طراز "أم 600" والنظام المضاد للطائرات "أس ايه-17" والصواريخ أرض-بحر من طراز "ياخونت" روسية الصنع والتى تمتلكها سوريا.
الجامعة العربية
ومن جانبها، ركزت صحيفة "لوموند" على رد فعل الجامعة العربية إزاء الهجمات الإسرائيلية ودعوتها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات فورية" لوقف الغارات الإسرائيلية.
كما أبرزت "لوموند" إدانة الرئاسة المصرية للغارات الإسرائيلية على سوريا والتي اعتبرتها بمثابة "العدوان" وانتهاكا للقانون والمبادئ الدولية وتهديدا لأمن واستقرار المنطقة.