أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القضية الفلسطينية تظل بؤرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار المنشود دون التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية.
وقال زكي خلال مداخلة أجراها مع قناة سكاي نيوز عربية، إن المنطقة تشهد حالياً جهوداً مكثفة لبلورة خطة لوقف إطلاق النار تمثل في جوهرها خطة سلام، غير أن الخطة ـ بحسب تعبيره ـ "لا تزال تحتوي على بعض النقاط غير الواضحة التي تتطلب المزيد من العمل والنقاش"، موضحاً أن من أبرز هذه النقاط كيفية تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وجدولته الزمنية، فضلاً عن بعض القضايا الفنية التي تخضع للمباحثات الجارية حالياً في شرم الشيخ.
وأضاف الأمين العام المساعد أن دور مجلس السلام وعدد من الشخصيات الدولية مثل توني بلير ما زال بحاجة إلى توضيح، لافتاً إلى أن الخطة لم تحدد بوضوح طبيعة هذا الدور.
وشدد زكي على أهمية تمكين الفلسطينيين من حكم أنفسهم دون تدخل أو وصاية من أطراف خارجية، باعتبار أن الحق في الحكم الذاتي هو أساس أي تسوية سياسية عادلة.
وأوضح أن الجامعة العربية لم تتخذ بعد موقفاً رسمياً من الخطة المطروحة، مشيراً إلى احتمال عقد اجتماع يضم جميع الدول العربية الأعضاء لتحديد موقف واضح من هذه الخطة.
كما دعا زكي إلى ضرورة تقديم كافة الدعم و الإمكانيات للسلطة الفلسطينية وتمكينها من أداء مهامها عقب وقف الحرب وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن السلطة واجهت أزمات مالية وانتقاصاً في دورها خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتطلب ـ بحسب قوله ـ تنسيقاً مكثفاً للتخفيف عن الشعب الفلسطيني وعدم تحميله مزيداً من المعاناة.
وأشاد السفير حسام زكي بـالجهد العربي الخماسي الذي يضم مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، والذي أسفر عن نتائج إيجابية في مسار وقف إطلاق النار، مؤكداً أن هذه الدول كان لها دور مؤثر في إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة إنهاء الحرب، وهو ما انعكس في تضمين الخطة الحالية لهذا الأمر.
وأشار كذلك إلى الدور السعودي والفرنسي في دعم الإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، موضحاً أن أحد عشر بلداً جديداً انضم مؤخراً إلى قائمة الدول المعترفة بفلسطين، إلى جانب الزخم الذي أحدثه مؤتمر حل الدولتين، معتبراً أن هذه التطورات تشكل خطوات إيجابية نحو إنهاء الحرب.
واختتم بالتأكيد على أن نسبة نجاح المفاوضات الجارية في شرم الشيخ قد تتجاوز 50%، وهي نسبة وصفها بأنها "جيدة في ظل الظروف الراهنة"، لكنه حذر في الوقت ذاته من احتمال لجوء إسرائيل إلى مفاجآت قد تعرقل هذا المسار، مشدداً على أن يظل الإصرار الأمريكي يمثل عاملاً حاسماً في التأثير على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.