افتتح الفنان سمير فؤاد معرضه «مدينة الدواجن» فى جاليرى بيكاسو بالزمالك، والذى يتضمن 3 محاور وعناصر رئيسية وهى الدواجن المذبوحة، والديوك التى تتصارع من أجل «الدجاجات» والعنصر الثالث هى حالات الفزع الإنسانى.
وقال الفنان سمير فؤاد إن مفهوم المعرض بدأ من فكرة الدجاجة كسلعة تباع وتشترى وبعض البشر يتحكمون فى سعرها، كما أنها ذبيحة يأكلها الإنسان، فنحن ننسى أن البشر «حيوانات آكلى لحوم» لكننا نقوم بتغليف هذه اللحوم فى مواد براقة لكى نتناسى إننا نقوم بعملية الذبح للأكل وتناول الطعام.
ولوحاتى تتجاوز المعنى المباشر، وأحرص بشدة على ترك تأويلها لرأى المشاهد لكى يقوم بتفسيرها، لأنه المتلقى دائما يكمل الحلقة الفنية، لأن الفن هو عبارة عن فنان لديه فكرة يقوم بإخراجها فى عمل يفسره المشاهد أو المتلقى.
وعن سؤاله لماذا اخترت الدواجن بالأخص؟ فأجاب: «البداية كانت بصرية، ثم قمت بدراسة شكل الدجاج، ثم استحضر فى ذهنى وقت «أنفلونزا الطيور» عندما تم طلق الدواجن فى الشوارع. والدجاجة بالنسبة لى كفنان تشكيلى لها علاقة بالجسم البشرى سواء شكلها أو لونها ففيها إسقاط على البشر، وفى معظم اللوحات لا يستطيع المشاهد التفرقة بين جسم الدجاج والإنسان».
وعن التأثيرات التى ألهمته للوحات «مدينة الدواجن»، قال الفنان سمير فؤاد: «الجذور والروافد عند الفنان، كثيرة للغاية، بداية من ثقافته، ومشاهدته وتكوينى البصرى، وبالنسبة لى جزء كبير من تأثيرى فى الرسم يعود للسينما، فكادرات السينما أو اللغة السينمائية تعتبر لغة بصرية تقوم بإرشادى لسياق قصة وحدوتة، فالسينما لها تأثير على شخصيتى منذ الطفولة ومن العناصر المؤثرة القوية على روافدى، فكنت أذهب مرتين فى الأسبوع للسينما الصيفى القريبة من منزلى فى مصر الجديدة، لذلك تشعرى وأن لوحاتى عبارة عن «كادر» أو مشهد من فيلم، كما أن دراسة الفنان، وشخصيته، ومزاجه الانفعالى وجهة نظره فى الحياة يظهر من خلال أعمالى».
وعن اختيار اللون الأخضر خصيصا فى اللوحات، أوضح سمير: «اللون الأخضر منبثق من تراثنا، فنجده فى الأضرحة، كما أنه يمثل لمجتمعنا لون الخير حتى إننا نقول «سنتنا خضرة» وفى نفس الوقت يدل على موت لأننا نقوم بتلوين أضرحتنا به، فهو يعتبر لون شد وجذب، ولون ما بين العدم والحياة واستمرارها، ومن خلاله أستطيع التعبير به عما أريده، أما بصريا فهو لون يتواجد فى منتصف «قوس قزح»، كما أنه منذ الإنسان الأول الذى كان يسكن الغابات هو لون الطبيعة لديه والخير والزرع.
وبسؤاله: نرى فى اللوحات أن جميع الأشكال البشرية يخرج لسانهم من أفواههم ما دلالة ذلك؟، أجاب سمير فؤاد: اللسان يستخدم كلغة سواء للكيد، أو الفرح، الجوع، الهذل، حتى الاستفزاز فاللسان له لغة خاصة به ولكل لوحة لها تأويل مختلف بخروج اللسان.
جدير بالذكر أن معرض «مدينة الدواجن» استوحى فيه الفنان سمير فؤاد لوحاته من حكايات ألف ليلة وليلة، كانت الليلة الثلاثون بعد المائة قالت دنيازاد لأختها شهرزاد يا أختى قصى علينا مدينة أصبحت عبرة وموعظة للناس.
كانت هناك مدينة سميت مدينة الدواجن لأن الكثير من أهلها اتخذوا من تربية الدواجن مهنة لهم وقد حذقوا هذه المهنة وأصبح لهم باع كبير فيها فتكاثرت أعدادها وكبرت أحجامها وأصبح مذاقها اللذيذ مرغوبا للقاضى والدانى.
واتسعت تجارتهم وصاروا يبيعونها للمدن المجاورة وأثروا من وراء ذلك ثراء كبيرا ومع الثراء ازداد جشع الناس وراح كبراؤهم يشترون مزارع شعارهم ليتحكموا فى أسعارها، ثم أوعزوا إلى المدينة أنهم يريدون أنواعا جديدة يوسعون بها تجارتهم ويغزون بها أسواقا عديدة وعليه فيجب على هيئة الدواجن أن تركز جهودها فى استنباط سلالات جديدة ذات صفات عجيبة وأشكال غريبة لتكون متعة للعيون ولذة البطون.