كيف كان الخلط بين الفيدرالية والمركزية طوق نجاة لألمانيا من كورونا؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف كان الخلط بين الفيدرالية والمركزية طوق نجاة لألمانيا من كورونا؟

محمد حسين
نشر في: الخميس 9 أبريل 2020 - 4:34 ص | آخر تحديث: الخميس 9 أبريل 2020 - 4:34 ص


أصبحت أزمة تفشي «كورونا» في ألمانيا، تسير بوتيرة منخفضة خلال اليومين الماضيين، وفق ما أكدته بيانات معهد روبرت كوخ الحكومي، والتي على الرغم من كونها تمثل انخفاضا بسيطاً بشأن عدد الإصابات، إلا أنها قد تكون إشارة على استقرار الوضع كما أشار رئيس المعهد لوثار فيلر، والذي أرجع تلك النتائج إلى أنها بفضل الإجراءات التي شملت وقف تجمعات الناس في الأماكن العامة وفي العمل.

بنبرة من الأمل المشوب بالحذر، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "الزيادة في الحالات الجديدة المؤكدة تسير بشكل أبطأ قليلاً عما كانت عليه قبل بضعة أيام... لكن بالتأكيد من السابق لأوانه تحديد الاتجاه، وبالتالي من السابق لأوانه أيضاً تخفيف بعض القواعد الصارمة التي وضعناها لأنفسنا".

هذا التحسن اللافت بالنسبة للوضع الصحي في ألمانيا، يعود لأسباب مختلفة يتعلق بعضها للتغير والتحول من مذهب سياسي ظل طويلاً ملازماً للسياسية الألمانية، وهو تمسكها بالنظام الفيدرالي، وسياسة اللامركزية التي تتيح لكل ولاية ألمانيا أن تسير بحرية تامة، في تحديد السياسية الملائمة لها، وأن يكون القدر دافعاً لألمانيا في تغيير نظرتها للفيدرالية، ويكون هو المخرج المنطقي لها من أزمتها الراهنة هو خلط واضح بين المركزية واللامركزية، كما تشير صحيفة «الجارديان» البريطانية.

ولم يكن هذا التحول عن الفيدرالية فجائياً، بل أتى للتحسين من الواقع المتردي، الذي تزامن مع صرخات من الإحباط حول مدى الاختلاف الكبير في عمليات الإغلاق بين الولايات: ففي برلين، على سبيل المثال، كان شراء كتاب من متجر مسموحًا به ولكن لا يوجد نزهة في الحديقة، بينما كانت ولاية بادن-فورتمبيرغ ترى العكس، وكل ذلك ساهم في إظهار فجوة في ايجابيات الفيدرالية، لكن في الأسبوع الأخير بدأت ألمانيا في توحيد إجراءات العزل الشامل في كافة ولاياتها الـ16.

كذلك لم تتخل ألمانيا عن أهم مميزات النظام الفيدرالي واللامركزي، فالفيدرالية مفيدة لخلق بيئة عمل ديناميكية بين المناطق المختلفة، ولكن يمكن أن تجعل من الصعب على الدولة بأكملها أن تتحرك بالتزامن في اتجاه واحد؛ لذا نجد أن الاستثناء الوحيد كان بشأن المختبارات البحثية والتي تنتشر في الولايات كافة، يديره القطاع الخاص، والشركات متوسطة الحجم - والتي تعمل بشكل مستقل تماما.

والذي أكده ماتياس أورث، من معهد الطب المخبري في مستشفى مارين في شتوتجارت: "لا يتعين على الانتظار حتى أتلقى مكالمة من وزير الصحة قبل أن أتمكن من المضي قدمًا في الاختبار".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك