لماذا انعقد مجلس الأمة بحديقة منزل جمال عبد الناصر؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:27 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا انعقد مجلس الأمة بحديقة منزل جمال عبد الناصر؟

محمد حسين
نشر في: الجمعة 9 يونيو 2023 - 11:13 م | آخر تحديث: الجمعة 9 يونيو 2023 - 11:13 م
قبل 56 عاما من اليوم، وتحديدا بتاريخ 9 يونيو 1976، خرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بخطاب تاريخي في لحظة دقيقة في عمر الوطن، في ذروة جرح نكسة يونيو القاسية.

قرر عبد الناصر في خطابه أن يتخلى عن دوره بالقيادة، عائدا لصفوف الشعب، معتبرا ذلك نوعا من الحديث بقلوب مفتوحة، ومصارحة ضرورية بالحقائق، وأنها ساعة للعمل وليست ساعة للحزن، إنه موقف للمثل العليا وليس لأية أنانيات أو مشاعر فردية.

وترتب على تنحي عبد الناصر، مظاهرات حاشدة طالبته بأن يتراجع عن قراره، وتباينت الآراء حول تلك التظاهرات، فالبعض ذهب بأنها غير حقيقة وبتنسيق من السلطة، بينما رأى آخرون أنها كانت نموذجا حقيقا في تمسك الشعب واقتناعه بزعامة ناصر.

ويعتبر الحدث فريدا وغير متكرر بتاريخ مصر، وارتبطت به كذلك مواقف تثير الاستغراب والدهشة، روتها تحية عبد الناصر قرينة الرئيس الراحل، من خلال مذكراتها "ذكرياتي معه" الصادرة عن دار الشروق.

*نوم على ضجيج الهتاف

تقول تحية: "حتى الصباح وقمت كالعادة وأصوات الجماهير والهتافات لم تنقطع وتعلو وتعلو بشكل لا أقدر أن أصفه، وخرجت من الحجرة وظل هو راقد على السرير، وكنت عندما أخرج في الصباح أخرج بهدوء ولا أدخلها حتى أسمع الجرس ليدخل الخاص بخدمته».

وتتابع: "وبعد وقت أدخل له ونتبادل تحية الصباح ثم أتركه ويكون قد بدأ في القراءة والاتصالات.. حتى يطلب الإفطار ويطلبني لأجلس معه. لم أدخل الحجرة في هذا الصباح إذ كان يدخل له زوار فرادى يمكثون وقتا قصيرا ويخرجون. وهو في حجرته لم يغادرها.‏

*مجلس أمة في البيت!

وعن موقف أدهشها:"‫وقت الظهر وجدت الحديقة من الخلف يرص فيها كراسي صفوفا، ووجدت الإذاعة والتليفزيون تجهز في الحديقة، ورأيت مذيعًا من الإذاعة وفريقا من الأخبار في التلفزيون، ونظمت الكراسي ووضعت منضدة أمام الصفوف سألت: ما هذا؟! فقيل لي إن مجلس الأمة سيجتمع هنا. وكان ترتيب الكراسي والصفوف بشكل أدهشني وكأنها صالة مجلس الأمة في الهواء الطلق.. فقلت في نفسي: لقد رأيت كثيرًا من المواقف والمفاجآت الغريبة في حياتي، وها هي تختتم بمجلس أمة في البيت".

*منى: بابا رجع رئيسا للجمهورية

وتواصل تفاصيل ماجرى: "تركت الفراندة، وكنت أعد أكلا خاصا للرئيس فذهبت لإكماله. فدخلت ابنتي منى وقالت: يا ماما أنور السادات - وكان في منصب رئيس مجلس الأمة – يعلن في التليفزيون أن بابا رجع رئيسا للجمهورية وأنت يا ماما هنا؟ فذهبت للصالة ورأيت أنور السادات وقد قرب من الانتهاء من الحديث فسألت: وما هذا مجلس الأمة الذي أعد في البيت في الحديقة والإذاعة والتليفزيون؟ فقالوا لي: إن أعضاء مجلس الأمة لم يمكنهم الحضور لشدة ازدحام الشوارع بالجماهير، وهم مجتمعون الآن في مقر المجلس، بعد أن قبل الرئيس بالعدول عن التنحي. كل هذا والرئيس في حجرته لم يخرج منها.. دخلت له في الحجرة ووجدته راقدا على السرير.. ولم أقل شيئا".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك