شركات النقل ترفع أسعارها.. وتبيان آراء المواطنين حول زيادة الأسعار
اختفت تذاكر قطارات الصعيد من منافذ الحجز بمحطات السكة الحديد، قبل أيام من عيد الفطر، ما تسبب فى حالة من الغضب الشديد بين المواطنين، الذين أبدوا استياءهم، لنفاد تذاكر القطارات وتوافرها فى السوق السوداء، رغم رفع قيمة التذاكر بنسبة 20 % من قبل هيئة السكة الحديد دون تقديم أى خدمات جديدة للمواطنين.
«الشروق» رصدت معاناة المواطنين فى رحلة السفر من الصعيد إلى محافظات الوجه البحرى، بعد رفع قيمة التذاكر، فعلى بعد أمتار قليلة من شباك بيع تذاكر القطارات بمحطة سكة حديد قنا، وقف شاب فى العقد الثانى من عمره، وهو يهتف بصوت مرتفع «القاهرة صحراوى.. يلا يا باشا مفيش قطارات أركب أتوبيس سريع.. كل ساعة عندنا أتوبيس» لحظات قليلة وقف فيها عمران السيد، ذو الأربعين عاما،على شباك التذاكر أخبره خلالها الموظف بعدم وجود تذاكر حتى انتهاء إجازة العيد، ليعود سريعا للشاب الذى يهتف على أبواب المحطة ويطلب منه تذكرتين فى الأتوبيس المتجه للقاهرة بعد يومين.
يقول السيد: «أبناء الصعيد يعانون منذ زمن طويل من أزمة المواصلات خاصة القطارات التى دائما ما تنفد تذاكرها قبل أن يبدأ الحجز عليها، ثم نقوم بشرائها من السوق السوداء، وحتى بعد رفع قيمتها لا نجدها، ونضطر للسفر عن طريق أتوبيسات الشركات الخاصة، والتى ترفع السعر بحسب رغبتها».
منصور عبدالواحد، قال إنه رغم قيام هيئة السكة الحديد برفع قيمة أسعار تذاكر القطارات بنسبة 20%، فإننا لا نشعر بأى تحسن فى القطارات، كما أنه دائما لا توجد تذاكر فى منافذ المحطة، رغم أن سعر تذكرة القطار من محافظة قنا إلى القاهرة إرتفع إلى 103 جنيهات بدلاً من 83 جنيها للدرجة الأولى و53 جنيها للدرجة الثانية، رغم عدم حدوث أى تغيير فى مستوى القطارات أو الخدمات.
وأضاف إبراهيم محمود، مرشد سياحى، أنه يجب على الحكومة مراعاة ظروف الفقراء ومحدودى الدخل، فقرار زيادة أسعار تذاكر القطارات جاء فى توقيت غير مناسب، نظرا لحدوثه قبل مناسبة عامة تشهد إقبالاً كثيفاً على خدمة القطارات.
«أتوبيسات النقل الجماعى الخاصة تحقق مكاسب مرتفعة جدا، نتيجة لاختفاء التذاكر وارتفاع أسعارها»، هذا ما قاله هشام عبدالرحمن، أحد العاملين فى مجال البترول، والذى أكد أن حركة النقل الجماعى تشهد حاليا إقبالاً كثيفاً جداً، نتيجة ارتفاع أسعار التذاكر بنسبة 20% بالإضافة إلى عدم وجود تذاكر فى معظم الأوقات بالمحطات. مشيرا إلى أن تذكرة أتوبيس النقل الجماعى كانت تباع بنحو من 75 إلى 85 جنيها، وذلك قبل أن تقوم هيئة النقل برفع تذاكر القطارات.
وأوضح عبدالرحمن أن القائمين على الأتوبيسات الخاصة وسيارات الميكروباص يتجهون لرفع أسعار تذاكرهم خلال الأيام القلية المقبلة إلى 100 جنيه، ولن تشعر بهم الحكومة ولن تستطيع مراقبتهم واتخاذ قرارات ضدهم لكونهم مشغولين فى مراقبة الأسواق وغيرها من الإجراءات المتبعة فى مواسم الأعياد.
على الجانب الآخر أثنى عمرو عبدالوهاب، طالب، على قيام وزارة النقل برفع قيمة التذاكر، لافتا إلى أن هذا القرار لن يضر محدود الدخل فى شىء، وأن بهذة الزيادة يمكن تحسين الخدمة فى القطارات وعمل الصيانة اللازمة للعربات المتهالكة.
من جانبه، كشف مصدر بمحطة سكة حديد قنا لـ«الشروق»، أن اختفاء تذاكر القطارات سببه زيادة الإقبال هذه الأيام، مشيرا إلى أن ارتفاع قيمة التذاكر يستهدف زيادة قيمة الإيرادات بالهيئة لتقليل خسائرها.