ــ «رويترز»: لبنان يعتقد أن رئيس وزرائه المستقيل محتجز فى السعودية ويسعى لضغط عربى وأجنبى لعودته
استمرارا لحالة الغموض التى تحيط بملابسات استقالة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى التى أعلنها من الرياض وخطواته المقبلة، ذكرت تقارير صحفية لبنانية أمس، أن طائرة الحريرى الخاصة عادت إلى مطار بيروت الدولى بدونه، فيما أفادت وكالة رويترز نقلا عن مسئول لبنانى كبير بأن «لبنان يعتقد أن الحريرى محتجز فى السعودية».
وذكرت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية، أن رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل سعد الحريرى لم يكن على متن طائرته الخاصة التى حطت مساء أمس فى مطار بيروت الدولى.
وكانت تقارير ذكرت أن طائرة الحريرى غادرت الرياض إلى بيروت، وتوقعت بعض المصادر أن الحريرى متوجهًا إلى لبنان لتوضيح الملابسات التى دفعته إلى إعلان استقالته من الرياض.
إلا أن صحيفة الجمهورية نقلت عن مسئولين بحركة المطار أن الطائرة نقلت عددًا من معاونى الحريرى وأنه لم يكن من بين ركابها، لافتين إلى أن بيروت ستكون محطة قصيرة للطائرة قبل أن تغادرها.
فى غضون ذلك، قال مسئول كبير فى الحكومة اللبنانية فى تصريحات لوكالة «رويترز» للأنباء: إن لبنان يعتقد أن السعودية تحتجز رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، مضيفا أن «بلاده تتجه لدعوة دول عربية وأجنبية للضغط على الرياض لإعادته».
وأوضح المسئول اللبنانى الكبير، على حد وصف الوكالة، دون ذكر اسمه، «نحن نعتبر أننا لم نتسلم الاستقالة بعد وسعد الحريرى لا يزال رئيس حكومتنا».
إلى ذلك، ذكر تليفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله، أن الرئيس اللبنانى ميشال عون يسعى لمساعدة من دبلوماسيين لكشف الغموض المحيط باستقالة الحريرى.
كما صرح مصدر مسئول لوكالة «رويترز» بأن اجتماعات عقدها عون مع بعض السفراء تهدف لطلب المساعدة فى توضيح ملابسات استقالة الحريرى الذى لم يعد بعد إلى لبنان.
وأعلن الحريرى فجأة استقالته من منصبه يوم السبت من السعودية مما دفع لبنان إلى أزمة سياسية عميقة أعادته إلى صدارة الصراع الإقليمى بين السعودية وإيران.
من جانبه، أعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن اعتقاده أن الحريرى سيعدل عن استقالته، إذا تراجع «حزب الله» عن سلوكياته وانسحب من نزاعات المنطقة وأن يخضع لاتفاق الطائف.
وقال جعجع فى حواره على قناة «أو تى فى» اللبنانية، «إن الحريرى مستقيل فعليا والاستقالة كما حدثت علنية.. ولننظر إلى جوهر الأزمة لنجد لها الحلول بدلا من الاستمرار بالتركيز على الشكل».
وأضاف جعجع أنه «لا يمكن أن نقبل بأن يكون لبنان فى المحور الإيرانى ولا فى أى محور آخر، وتابع إن «التسوية الرئاسية لم تسقط وسنقوم بكل ما يمكننا كى لا تسقط إنما سقطت التسوية الحكومية».
وكانت بوابة «أمد نيوز» الإيرانية المعارضة قد كشفت أن مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على أكبر ولايتى، خير سعد الحريرى ــ خلال لقائهمها فى بيروت، قبل يوم من استقالته، إما أن يختار بين دعم استراتيجية أمريكا ضد حزب الله أو تغرق لبنان فى الفوضى ويواجه مصير والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى الذى اغتيل عام 2005.