لم تعد أزمة الكلاب الضالة في مصر مجرد مشاهد عابرة على أطراف الشوارع أو نقاشات موسمية تعود مع كل حادثة هجوم، فخلال السنوات الأخيرة تحولت الظاهرة إلى ملف عام ثقيل، تتقاطع فيه الصحة العامة مع الأمان المجتمعي، والجانب الشرعي مع حقوق الحيوان، والسياسات الحكومية مع واقع الناس اليومي.
وبين موجات الخوف التي تتصاعد على مواقع التواصل، وروايات المواطنين التي توثق إصابات وهجمات، ومطالبات أخرى بضرورة الرحمة والتعامل الإنساني، وجدت الدولة نفسها أمام معادلة صعبة تبحث عن حل متوازن.
في هذا الملف، تفتح "الشروق" جميع جوانب الأزمة، بدءا من أسباب تفاقمها وحجمها الحقيقي، وفاعلية الخطة التي أعلنتها الدولة لاحتوائها، مسلطين الضوء أيضا على الآثار النفسية من خلال عرض بعض الحالات المتضررة، لتوضيح طبيعة معاناتهم وخوف الشارع المصري.
بالإضافة إلى الرؤية الحقوقية لمناقشة مطالب المواطنين وطرق تعاملهم مع الأزمة، يليها رأي الدين لتناول المشكلة من منظور شرعي، ثم نناقش التوازن البيئي لتقييم مدى خطورة زيادة أو نقص أعداد الكلاب، مع تقديم حلول مقترحة ورؤى خبراء قد تكون فعالة في معالجة الأزمة، ونماذج لدول طبقت استراتيجيات فعّالة للسيطرة على المشكلة.
في محاولة منا لتقديم صورة كاملة، لا تضخم الخوف ولا تبرر الإهمال، وفي الوقت نفسه لا تغفل حق الإنسان والحيوان معا.