تبدو علاقة الكرة المصرية بالبطولات التي تستضيفها قطر محمّلة بسيناريوهات درامية تتكرر بصورة غريبة، حتى باتت تمثل ما يشبه “نقطة النحس” على المنتخبات المصرية، ومدربيها، خاصة حلمي طولان، الذي تلقّى ضربة جديدة في كأس العرب 2025 بعد خروجه المهين أمام الأردن بثلاثية نظيفة.
المفارقة أن هذه ليست المرة الأولى التي يخسر فيها طولان حلمًا كبيرًا على الأراضي القطرية، بل تكررت التجربة ذاتها قبل 27 عامًا، عندما كان مديرًا فنيًا لمنتخب مصر للشباب في كأس العرب عام 1998.
ذكريات 1998.. بداية اللغز
في نسخة 1998 من كأس العرب للمنتخبات، دخل حلمي طولان البطولة بطموحات كبيرة مع منتخب شاب واعد، لكن النهاية جاءت صادمة، بعدما ودّع المنافسات مبكرًا بطريقة أثارت حينها الكثير من الجدل والتحليلات حول سوء الحظ الذي رافق الفريق.
شكّلت هذه المشاركة أول مؤشر على أن البطولات التي تُقام في قطر لا تحمل الكثير من الود للكرة المصرية.
تراجع متكرر.. من الناشئين إلى المنتخب الأول
تجلّى هذا النمط مرة أخرى مع منتخب مصر تحت 17 عامًا بقيادة النجم التاريخي أحمد الكاس في كأس العالم للناشئين، حيث قُدمت مستويات جيدة، لكن النهاية جاءت محبطة، وسط آمال كانت أكبر من النتائج المتحققة على أرض الواقع.
ومنذ تلك النسخة، لم ترتبط المنتخبات المصرية بأي إنجاز بارز في البطولات القطرية، لتصبح الدوحة محطة شاقة على الفراعنة بمختلف فئاتهم.
كأس العرب 2021.. بداية النسخة الحديثة من الإخفاقات
في عام 2021، دخل منتخب مصر بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش كأس العرب بطموحات كبيرة، خاصة مع الأداء الجيد في تصفيات كأس العالم.
ومع ذلك، غابت الفاعلية وظهر التراجع الفني، ليكتفي الفريق بنصف النهائي قبل الخسارة أمام تونس بهدف قاتل في اللحظات الأخيرة، مرة أخرى، خرج المنتخب بشعور “كنا نستحق أفضل”.
2025.. حلمي طولان يعود إلى الدوحة.. ليعيش السقوط مجددًا
ثم جاءت نسخة 2025 لتعيد السيناريو نفسه، وربما بشكل أكثر قسوة. اختيارات فنية ضعيفة، خلافات داخل البعثة، غياب التنسيق مع المنتخب الأول، وأداء باهت أدى إلى الخروج من دور المجموعات دون تحقيق أي فوز، واستقبال أكبر هزيمة في تاريخ مصر بكأس العرب أمام الأردن بثلاثية.
المفارقة العجيبة أن حلمي طولان، الذي كان يأمل في رد الاعتبار بعد إخفاق 1998، وجد نفسه أمام نسخة أكثر قسوة في 2025، وكأن الأرض القطرية تعيد إليه الدرس ذاته، ولكن بطريقة أشد وقعًا.
قطر صدفة صعبة على الكرة المصرية
مع تكرار الإخفاقات عبر السنوات والفئات، بدأت الجماهير تتساءل: هل هي صدفة قدرية؟ سوء تخطيط؟ أم لعنة نفسية ترتبط بالضغط الجماهيري في البطولات العربية الكبرى؟.
ما هو ثابت أن قطر كانت — ولا تزال — محطة مؤلمة في ذاكرة الكرة المصرية ومدربيها، وبالأخص حلمي طولان الذي سجّل عليها إخفاقًا تاريخيًا مرتين بفارق 27 عامًا.