عبدالمجيد: الجائزة تشعرنى بأن جهودى لم تذهب هدرًا.. وأدين للقراء بالفضل دائما
«مسيرة ممتدة من العمل الإبداعى المتميز، ومجموعة من الجوائز والتكريمات المستحقة» التى تواصلت حتى الساعات الماضية، احتفاء بالغ عم الوسط الثقافى والأدبى إثر فوز الكاتب والروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد بجائزة النيل فى الآداب، والتى رأى فيها دافعا قويا لتقديم مزيد من الإبداعات.
بداية، قال الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد إنه استقبل خبر الفوز بجائزة النيل بسعادة كبيرة، كاشفا عن أن لديه اعتياد قديم منذ حصوله على جائزة الدولة التقديرية فى 2007، وقبلها جائزة التفوق فى العام 2004، موضحا: أترك المنزل بعدها وأتجه أنا وزوجتى للاحتفال بتناول الغذاء خارج المنزل، وهو ما فعلته الآن فى العام 2022، اتجهت إلى أحد المطاعم ثم تواصلت مع عدد كبير من الأصدقاء للقائهم، وهى الأجواء الاحتفالية التى تذكرنى على الدوام بالانتصارات والتكريمات والفوز بالجوائز.
الرصيد الحقيقى
«الفوز يمثل لى الكثير، أشعر معه أن مجهودى لم يذهب هدرا بأى شكل»، هكذا عبر عبدالمجيد فى تصريحاته الخاصة لـ«الشروق»، قائلا: إن القراء هم السبب فى هذا التكريم، هم من جعلونى أكتب وأواصل عملية الكتابة، لذا فإن القراء هم رصيدى الحقيقى وأنهم الدافع على الاستمرار فى العطاء، ومواصلة العطاء تصل بى دائما إلى منصات التتويج والفوز بالجوائز الأدبية، لذا فإن شعورى مع الفوز كان هو الامتنان للقراء.
وتابع: مسألة تكريم المبدعين والمثقفين من خلال الجوائز، هو مبدأ عالمى معمول به فى كافة الثقافات، الأمر ليس حديثا أو وليدا، وتكون أحد أنواع الدعم والمساندة الروحية، بأن جهود المبدع لا تنسى أو تتعرض للضياع وإنما هناك من يحتفى بها ويقدرها.
وواصل: حالة الحراك التى تثيرها الجوائز تلقى بالضوء على أحوال المشهد الثقافى والإبداعى حاليان وتعيد التذكير بأنه رغم وجود محاولات شعرية جيدة وبناءة، إلا أن الرواية ما زالت تتصدر المشهد بشكل كبير، سواء داخل أو خارج مصر، كما أن هناك حضورا ملحوظا لـ«النقد والنقاد» فى المشهد الإبداعى.
واستطرد: نتعرض أحيانا لنوع من التجارة بالإبداع، من خلال الإشادة الموجهة بأعمال قد لا تكون لها القدر الذى تستحقه من الجودة الأدبية، كما أن ظاهرة «شراء الإعجابات» أو تجسيلها بشكل مكثف ومزيف على منصات ومواقع التواصل انتصارا لعمل ما، تعد أحد أبرز سلبيات المشهد الإبداعى، ولكن بخلاف ذلك فإننا سنكون أمام قدرة للإبداع الجيد على الاستمرار والمواصلة والاحتفاء به.
مسيرة ممتدة
الكاتب إبراهيم عبدالمجيد روائى وقاص، ولد فى الإسكندرية 1946، وتخرج فى كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة الإسكندرية، وحصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1973م. فى نفس العام رحل إلى القاهرة ليعمل فى وزارة الثقافة.
تقلد عبدالمجيد العديد من المناصب الثقافية: اختصاصى ثقافى بالثقافة الجماهيرية فى الفترة من عام 1976 حتى عام 1980، مستشار بإدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية فى الفترة من عام 1980 حتى عام 1985، مستشار بهيئة الكتاب فى الفترة من عام 1989 حتى عام 1991، مدير عام إدارة الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية فى الفترة من عام 1989 حتى عام 1995، رئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب فى الفترة من عام 1995 حتى عام 2001، مدير عام مشروع أطلس الفولكلور بالثقافة الجماهيرية حاليًا.
وقد اعتاد عبدالمجيد على ترجمة روايته، ومنها: «البلدة الأخرى» إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما ترجمت روايته «لا أحد ينام فى الإسكندرية» إلى الإنجليزية والفرنسية، و«بيت الياسمين» إلى الفرنسية.
صعد إبراهيم عبدالمجيد إلى منصات التتويج عديد المرات، حيث حصل على عدد من الجوائز المهمة منها: جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن «البلدة الأخرى» عام 1996م، جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب لأحسن رواية عن «لا أحد ينام فى الإسكندرية» عام 1996م، جائزة الدولة للتفوق فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004م، جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007م.