نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي لـ الشروق: نقص التمويل يهدد بوقف مساعداتنا للاجئين في مصر - بوابة الشروق
الإثنين 11 أغسطس 2025 1:24 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي لـ الشروق: نقص التمويل يهدد بوقف مساعداتنا للاجئين في مصر

روسالا فانيللى نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي أثناء حوارها لـ"الشروق"
روسالا فانيللى نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي أثناء حوارها لـ"الشروق"
حوار: مروة محمد
نشر في: الأحد 10 أغسطس 2025 - 7:33 م | آخر تحديث: الأحد 10 أغسطس 2025 - 10:11 م

كنا نقدم مساعدات لـ 235 ألف لاجئ.. وقللنا العدد إلى 150 ألف خلال شهر يونيو الماضي

500 ألف شخص يواجهون ظروفا تشبه المجاعة في غزة.. و90 ألف سيدة وطفل بحاجة إلى علاج ينقذهم من سوء التغذية

نفذنا مشاريع بملايين الدولارات في مصر خلال آخر 5 أعوام ساهمت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

250 ألف مزارع من المقرر حصولهم على دعم عبر توفير ممارسات ذكية مناخياً

نقدم التدريب المهني لـ 10 آلاف شاب.. ونخطط لوجبات مدرسية وحوافز نقدية لـ 820 ألف طفل وأسرهم

حذرت روسالا فانيللي، نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر، من إمكانية وقف كامل للمساعدات التي يقدمها البرنامج للاجئين والأشخاص المتأثرين بالأزمات في مصر بسبب نقص حاد في التمويل لم يحدث من قبل على خلفية تزايد الاحتياجات الإنسانية على المستوى الدولي، مؤكدة أن البرنامج بحاجة لتمويل مباشر وإلا سيضطر لتقليل المساعدات التي قد تصل إلى حد الوقف الكامل.

وتحدثت فانيللي، في حوار مع "الشروق" قبل أيام، عن الجهود التي يقوم بها البرنامج الدولي في مصر بشأن دعم صغار المزارعين وتمكين الشباب والمرأة ودعم ملف التعليم، فضلاً عن الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، في ظل نقص المساعدات لأهالي القطاع.

وإلى نص الحوار:

ما طبيعة المساعدات التي يقدمها البرنامج للاجئين في مصر، وماذا عن أزمة نقص التمويل التي يواجهها، ما أسبابها وتداعياتها؟ وكيف يمكن مواجهة هذا التحدي؟

نواجه نقصاً في التمويل لم يحدث من قبل، وهناك عدة أسباب على المستوى الدولي لهذه الأزمة، فبسبب زيادة الاحتياجات الإنسانية والأزمات الدولية، تتقلص المساعدات ولا يتمكن التمويل الدولي من سد كل الاحتياجات الحالية. بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي في مصر، نعاني من نقص حاد في المساعدات للاجئين والأشخاص الذين يتعرضون للأزمات، حيث اضطررنا لتقليل عدد الأشخاص المستفيدين من المساعدات وقيمة المساعدات.

منذ يناير الماضي، كنا نقدم مساعدات لـ 235 ألف لاجئ وشخص، لكن منذ شهر أبريل قللنا عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدات الإنسانية والغذائية وقيمة المساعدات لـ 150 ألف في شهر يونيو الماضي. كنا نعطي مساعدات للأشخاص بقيمة 750 جنيهاً شهرياً واضطررنا لتقليلها لـ 500 جنيه.

ومع ذلك، نعمل ما في وسعنا لتقديم المساعدات ونشكر الحكومة المصرية لتأمين مكان للاجئين، كما نشكر الدول المانحة. ولمواجهة هذه الأزمة، بدأنا حملة "الآن وليس لاحقاً" للفت الانتباه للاحتياجات الإنسانية والغذائية والتأثير السلبي لنقص المساعدات وتأثير ذلك على تراجع الأمن الغذائي والهجرة غير الشرعية وتعرض النساء والأطفال لأخطار أكثر. نحن بحاجة لتمويل مباشر وإلا سنضطر لتقليل المساعدات وعدد الناس وممكن أن نصل لوقف كامل للمساعدات وهذا أصعب شيء.

نحن نقدم مساعدات غذائية شهرية بدون شروط للاجئين والمتضررين من الأزمات من 9 جنسيات، ونعطي أولوية للأكثر احتياجاً، مثل السيدات والأطفال تحت 18 سنة، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.

ومنذ بداية 2024، ساعد البرنامج حوالي 10 آلاف لاجئ وشخص متأثر بالأزمات، فضلاً عن مصريين من المجتمعات المضيفة من خلال تدريبات مهنية حتى يطوروا مهاراتهم ويبدأوا مشاريع تزيد من دخلهم مع وقاية أمنهم الغذائي.

ما استراتيجية عمل البرنامج في مصر؟ وما الهيئات التي يتعاون معها لتنفيذ مهامه؟

منذ عام 1968، يعمل البرنامج مع الحكومة المصرية، حيث يساعد في تحقيق أهداف التنمية عبر العمل مع وزارات عدة في أنشطة مختلفة ومنها وزارة الخارجية والزراعة والتضامن والتنمية المحلية ووزارات أخرى والقطاع الخاص ومنظمات غير حكومية.

لدينا خطة خمسية من 2023-2028، ونعمل من خلال مسارين هما المساعدات الإنسانية (مباشرة) والآخر تطوير المجتمعات المحلية لتصل للأمن الغذائي (على المدى الطويل). بالنسبة للاجئين أو الأشخاص المتأثرين بالأزمات نعطي مساعدات غذائية عامة بدون شروط عبر كارت فوري شهري ومساعدات غذائية للحوامل والمرضعات والأطفال الأقل من عامين.

نركز على التماسك الاجتماعي، حيث نقدم دورات تدريب مهني وإرشاد وقروض للاجئين والمجتمعات المصرية المستضيفة لمشاركة الثقافات، ولدينا 32 مجالاً للتدريب في التسويق الإلكتروني، التصميم، الكهرباء، صيانة الكمبيوتر، الحلويات، الكوافير وغيره.
وخلال آخر 5 أعوام، نفذ البرنامج مشاريع بملايين الدولارات ساهمت في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2 و17، من خلال تقوية النظم الغذائية، زيادة الإنتاج الزراعي، خلق فرص عمل، وتقوية المجتمعات الأكثر احتياجاً.

ما طبيعة شراكة البرنامج مع الحكومة المصرية في دعم صغار المزارعين؟

خلال الخطة الخمسية، دعم البرنامج 250 ألفاً من صغار المزارعين من خلال توفير ممارسات زراعية ذكية مناخياً، هدفها زيادة الإنتاج والدخل من خلال استخدام أفضل للأرض والمياه، هذا الدعم زاد الإنتاج حتى 40%، الأمر الذي يعد دعماً كبيراً للأمن الغذائي. كما نعمل مع الوحدات الزراعية المحلية لتأسيس وحدات طاقة شمسية وشركاء مصريين لإدخال إمكانيات ري حديث.

ما دور البرنامج في تمكين الشباب وتقليل نسب البطالة؟

نستهدف نحو 10 آلاف شاب، عبر تقديم التدريب المهني لهم ونعمل على ربطهم بفرص عمل أو نوفر لهم دعماً لبدء مشاريع خاصة. بالنسبة للشباب في عمر الـ 18 فما فوق نقدم لهم دورات تدريب مهني وإرشاد وقروض صغيرة من أجل تكوين المهارات وفرص للعمل، كما نعمل مع شباب من مجتمعات أكثر احتياجاً على مشروعات لزيادة الدخل والأمن الغذائي، أيضاً هناك فرص عمل في مجال الاقتصاد الأخضر.

ماذا عن دعم البرنامج لجهود الحكومة المصرية في تمكين المرأة وخاصة في المجتمعات الريفية؟

في المجتمعات الريفية، نقدم تدريباً مهنياً وإرشاداً وقروضاً صغيرة، هناك سيدات بدأن مشروعاً للبط وتصنيع الفطائر والحلويات ما يعطي فرصاً لزيادة الدخل والاهتمام بالأمن الغذائي. قدمنا برنامج "هي تستطيع" حيث ساهم في بناء قدرات آلاف السيدات في الريف والصعيد من خلال تدريبات على المهارات الشخصية والمهنية، وحصل الكثير منهن على قروض صغيرة ونفذن مشاريع ناجحة. وزود البرنامج دخلهن بنسبة من 30 لـ 50%.

وماذا عن دور البرنامج في دعم ملف التعليم؟

نعمل مع وزارة التربية والتعليم في مصر على تقديم مساعدات غذائية إلى المدارس المجتمعية، حيث نقدم بسكويت بالعجوة ومساعدات نقدية لأسر الأطفال، ونخطط لتوصيل وجبات مدرسية وحوافز نقدية لـ 820 ألف طفل وأسرهم، من أجل تشجيع الحضور وتقليل التسرب وزيادة تعليم البنات مع تحسين التغذية. كما عملنا على توفير أدوات تعليم رقمية مثل الشاشات الذكية والتابلت وربط المدارس بالإنترنت حتى يستطيع الأطفال الوصول لفرص دراسة أفضل في المدارس المجتمعية.

وما حجم مساهمة البرنامج في تعزيز جهود الدولة في مكافحة سوء التغذية والتقزم؟

نعمل عبر برنامج "الألف يوم" حيث نعطي مساعدات غذائية للحوامل والأطفال تحت سن عامين للتركيز على أول ألف يوم في حياة الإنسان، كما نوفر مساعدات غذائية ودورات توعية حتى يتعرف الناس على أهمية التغذية في حياة الإنسان.

نستهدف أكثر من 70 ألف أم حامل ومرضعة شهرياً بمساعدات نقدية، كما نعمل مع الحكومة المصرية على برنامج تعزيز رغيف الخبز البلدي المدعم، حيث نعطي فيتامينات للمطاحن من أجل إضافة الحديد وحمض الفوليك في الخبز، كما ندعم برامج وطنية مثل تكافل وكرامة و100 مليون صحة عن طريق الوصول لعشرات الآلاف من السيدات الحوامل والمرضعات، ونشارك في مبادرات وطنية مثل البرنامج القومي للوقاية من التقزم وسوء التغذية.

ما دور البرنامج في دعم الفلسطينيين في غزة لاسيما في الوقت الذي يتعرض له القطاع الفلسطيني للمجاعة؟

نشكر مصر لدورها الفعال، حيث استطعنا إرسال مساعدات لداخل غزة بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري عبر معبر كرم أبو سالم.. فغزة تواجه خطر المجاعة حيث وصلت مؤشرات استهلاك الغذاء وحالة التغذية إلى أسوأ مستوياتها منذ بدء الصراع.

وهناك أكثر من ثلث عدد السكان (39%) يظلون لأيام متتالية دون طعام. ويعاني أكثر من 500 ألف شخص، ما يقرب من ربع عدد سكان غزة، من ظروف شبيهة بالمجاعة، وتحتاج نحو 90 ألف امرأة وطفل بشكل عاجل إلى علاج منقذ للحياة من سوء التغذية.

أرسلنا أكثر من 1800 شاحنة لتوصيل الغذاء للمدنيين الجوعى داخل غزة منذ إعادة فتح المعابر في 21 مايو الماضي، ومع ذلك، فإن هذه الكمية لا تمثل سوى جزء ضئيل مما يحتاجه أكثر من مليوني شخص للبقاء على قيد الحياة.

والبرنامج لديه أكثر من 170 ألف طن متري من الغذاء في المنطقة أو في طريقه إليها، وهو ما يكفي لإطعام جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر تقريباً.

وسمح لنا وقف إطلاق النار سابقاً، بإيصال 8 آلاف شاحنة في 42 يوماً، ومستعدون لتوسيع نطاق العمليات وتقديم المساعدات المنقذة للحياة مباشرة إلى الأسر الأكثر ضعفاً والمحتاجة، وندعو لوقف فوري لإطلاق النار لأنه هو السبيل الوحيد لإيصال المساعدات.

وأخيراً.. هل لديك رسالة تودين مشاركتها معنا؟

نقص التمويل الحالي كبير، ونشكر الحكومة المصرية لدعمها لنا، كما نشكر الممولين المانحين والقطاع الخاص.. فنحن ننفذ في مصر برامج بملايين الدولارات، ونريد مواصلة جهودنا لخدمة المجتمع المصري والنساء والشباب والأطفال في المدارس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك