الاحتلال الصهيوني المستفيد الوحيد من إخراج الفيلم بهذة الطريقة
المخرج بحث عن جائزة مادية ولم يلتفت إلى معاناة الأسرى
كان يجب على المخرج التركيز على الأسباب التي تدفع الأسير للإنجاب بهذه الطريقة
101 طفل ولدوا بطريقة النطف المهربة ونسميهم سفراء الحرية
فكرة النطف المهربة إبداع من الأسرى وتمسك منهم بالحياة والحرية والأمل
طرق تهريب النطف كثيرة ومعقدة.. ويتم التأكد أنها تتبع الأسير بوسائل معينة
الإسرائيليون فشلوا تماما في إيقاف عمليات تهريب النطف
يجب تسليط الضوء على القضية الفلسطينية بشكل يخدمها ولا يخدم الاحتلال الصهيوني
إسرائيل تمارس سياسة التنكيل بحق الأسرى من خلال الإهمال الطبي أو الاعتداء والتعذيب أوالممارسات غير الإنسانية
جاء وقف عرض فيلم "أميرة" استجابة لحملة إلكترونية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما طالبت الأردن بمنع الفيلم وتداوله وسط تنديد فلسطيني.
وأكدت مؤسسات الأسرى الفلسطنين أن جهودا تبذل وما زالت مستمرة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومنظمة التحرير الفلسطينية وكذلك القوى الوطنية والإسلامية ؛ لمواجهة كل من ساهم في إنتاج الفيلم، ووضع حد لكل من تسول نفسه تشويه نضال الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم.
"الشروق" تواصلت مع منتصر الناعوق المتحدث باسم مؤسسة واعد للأسرى الفلسطنين، والذي قال إن فيلم أميرة أثار الضجة الكبيرة وردود فعل غاضبة من المجتمع الفلسطيني، ومن المصريين والشعوب العربية الحرة الكريمة.
ووصف الناعوق لجوء الأسرى الفلسطينيين لتنفيذ فكرة النطف المهربة بأنها "إبداع" منهم للتمسك بالحياة والحرية والأمل.
وأضاف أن الاحتلال يريد أن تنقطع جذور الأسرى تماما، وأن ينقطع نسلهم إلى الأبد، لكنهم أصروا على البقاء والاستمرار حتى ولو بطريقة غير مباشرة.
كيف يتم تهريب نطف الأسري؟
وعن طريقة خروج وتهريب نطف الأسرى من سجون الاحتلال، قال الناعوق إن الطريقة تكمن في أن النطف تخرج مع أسير يخرج من داخل سجون الاحتلال "أسير محرر"، ووضعها داخل أكياس الحلويات والمقرمشات وأيضا داخل الأقلام، مضيفا أن هناك طرق أخرى كثيرة ومعقدة يستخدمها الأسرى لإخفاء النطف عند تهريبها.
سبب ضجة فيلم "أميرة"
وحول السبب في إثارة الضجة على فيلم أميرة، قال إن الفيلم تناول مسألة مثيرة جدا للاستغراب والاستهجان، وهو أن النطفة قد تتبدل بنطفة جندي إسرائيلي آخر، مؤكدا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقع في أيدي عناصر المخابرات الإسرائيلية أو ضباط السجون؛ لأنه يتم إخفائها بطريقة معقدة يصعب العثور عليها.
وذكر الناعوق أنه في حالة استطاعت المخابرات الإسرائيلية أو إدارات السجون أو الحرس الحصول على هذه النطف، فإنه بالتأكيد سيتم معرفة ذلك، وأن يبقى الأمر سرا.
كيف يتم التأكد من نطفة الأسير؟
قال الناعوق إنه بعد خروج النطف تذهب إلى المستشفى للمعاينة، ويتم إجراء فحص DNA لهذه العينة من خلال سحب عينة من أقرباء الأسير من الدرجة الأولى، والتأكد من أن هذه النطفة هي فعلا للأسير ذاته، وفي حال مطابقة هذه الأمور للمواصفات والشروط والتأكد من أن هذه العينة هي فعلا للأسير الذي أرسلها والتأكد من سلامتها بشكل دقيق، يتم زراعتها مباشرة.
الفيلم تجاهل معاناة الأسرى
وعن مخرج الفيلم، قال إن مخرج فيلم أميرة كان يبحث عن مصالحة الشخصية والجوائزة المادية، ولم يلتفت إلى المعاناة الأنسانية للأسرى الفلسطينيين.
وأضاف: "كنت أتمنى أن يخرج الفيلم بطريقة مغايرة تظهر للناس ما الذي يدفع الأسير إلى اللجوء لهذه الطريقة، وما مدى الحرمان الذى يشعر به الأسير حتى يفكر بالإنجاب بتلك الطريقة، أمور كثيرة كان من المفترض أن يتناولها المخرج بجوانب إنسانية ستجلب له الشهرة بطابع المحتوى الإنساني لقضية الأسرى الفلسطينيين، وليس بالطابع الذي خرج به، والذي يخدم الاحتلال، فالمستفيد الوحيد من إخراج الفيلم بهذا الشكل هو الاحتلال الصهيوني الذي يرغب في وقف هذه العملية".
أول سفير للحرية
وعن أطفال النطف المهربة، قال الناعوق: "نحن نطلق على كل طفل يولد عن طريق النطف المهربة اسم (سفير الحرية)، وعددهم الآن حوالي 101 طفل".
وعن أول أسير أُنجب عن طريق النطف المهربة، أوضح أن صاحب فكرة النطف المهربة هو الأسير "عمار الزبن" الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 27 عاما مؤبدا.
وأضاف أن بعض النطف التي يجري زرعها لا تنجح، لافتا إلى نجاح زراعة 101 نطفة مقابل عشرات الزراعات الأخرى التي فشلت.
رأي الدين والشرع في تهريب النطف
وعن رأي الدين فى الإنجاب بالنطف المهربة، قال إنه لم يتم تطبيق هذه الفكرة إلا بعد الرجوع إلى الفتاوى الشرعية ودار الإفتاء الفلسطينية، والحصول على فتوى تجيز اللجوء إلى هذه الطريقة بحكم الأوضاع التي يعيشها الأسير الفلسطيني، والمشكلات التى يمكن أن تنتج داخل المجتمع الفلسطيني من السنوات الطويلة التي يقضيها الأسير داخل السجون الإسرائيلية.
فشل إسرائيلي
وعن موقف الإسرائيليين من هذه العملية، قال إن كل محاولات الاحتلال الكثيرة لوقف تهريب النطف باءت بالفشل، مضيفا أن هناك أسرى يفعلون هذا الأمر حتى الآن بشكل مستمر.
حشد الرأي العام
وعن مضمون الفيلم، أشار إلى أنه كان يجب استغلال قضية النطف المهربة في تسليط الضوء على معاناه الأسير الفلسطيني، وعلى قضاياهم الإنسانية الصعبة، وحرمانهم لسنوات طويلة داخل سجون الاحتلال من كل حقوقهم.
وعن رد فعل مؤسسة وعد لشئون الأسرى على الفيلم، قال: "منذ علمنا بمحتواه بدأنا في حشد الرأي العام والإعلامي لنفي ما ورد بمضمونه؛ لإظهار الحقيقة، ونجحنا في وقف عرض الفيلم واعتذار المخرج".
اعتذار المخرج لا يكفي
وعن اعتذار مخرج الفيلم، قال: "هذا الاعتذار لا يكفي، ويجب أن يعتذر مخرج الفيلم ومنتجوه للشعب الفلسطيني والأسرى الفلسطينيين وأسرهم عن الإساءة التي تضمنها الفيلم، وضرورة إظهار قضية الأسرى بطبعها الإنساني وهذا أقل شيء".
وعن ردود أفعال مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر و العالم العربي بانتقاد الفيلم، وجه ناعوق الشكر لمواقع التواصل والإعلام المصري والعربي الذي أثار هذه الضجة، والتي كان لها دورا رئيسيا في إظهار الحقيقة، وأن قضية الأسرى الفلسطينيين تستحق أن يسلط الضوء عليها بشكل يخدم القضية الفلسطينية، ولا يخدم الاحتلال الصهيوني.
معاناة الأسرى الفلسطينيين
وعن معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، قال الناعوق: "لدينا في سجون الاحتلال مايقرب من 500 ألف أسير يتعرضون لانتهاكات جسيمة؛ وذلك بفرض إجراءات غير إنسانية عليهم من حرمان من التواصل مع الأهل والزيارات، وإهمال طبي بحق الأسرى المرضى الذين تجاوز عددهم 700 أسير مريض، واعتقال النساء والأطفال الذين لم تبلغ أعمارهم 18 عاما تتراوح أعدادهم مابين 180-220 طفلا، وأيضا سياسة الاقتحامات المستمرة لغرف الأسرى، والتفتيش المذل والمهين والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل.
واضاف الناعوق أن الاعتداء لا يقتصر فقط على جانبه الجسدي فقط، بل هو اعتداء على كرامة الأسير وحقوقه، في تجاوز كبير للحقوق الإنسانية الأساسية للأسرى، والتي نصت عليها كل المواثيق والأعراف الدولية.
سياسة الاحتلال لتعذيب الأسرى
وتابع: "الاحتلال يمارس سياسة التنكيل والتعذيب حتى أثناء إجراء التحقيق، فبداية من مرحلة الاعتقال يتعرض الأسير لمرحلة تعذيب قاسية جدا، يمكث خلالها أشهر طويلة في زنزانة صغيرة لا تتجاوز مساحتها مترا واحدا أو مترين، ويتعرض لكل أشكال التعذيب النفسي والجسدي.
وطالب الناعوق بتسليط الضوء على هذه الانتهاكات من قبل الإعلام العربي والمحلى والدولي، مؤكدا أنها ترقى إلى مرتبة جرائم حرب تنتهك بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأضاف الناعوق أنه منذ عام 1967 أودع داخل السجون الإسرائيلية ما يقرب من 227 أسيرا أستشهدوا داخل سجون الاحتلال؛ إما بفعل الإهمال الطبي، أو بالاعتداء المباشر والتعذيب والممارسات غير الإنسانية التي تمارس بحق الأسرى.
وأضاف أن الاحتلال لازال يحتجز جثث 8 أسرى ويرفض تسليمهم لذويهم، كان أخرهم الأسير سامي العمور الذي استشهد قبل شهر.