فن وتراث صعيدي.. التحطيب لعبة الشهامة والنبل والاحترام - بوابة الشروق
الجمعة 2 مايو 2025 5:28 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فن وتراث صعيدي.. التحطيب لعبة الشهامة والنبل والاحترام

حمادة عاشور
نشر في: الأحد 11 فبراير 2024 - 3:16 م | آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024 - 3:17 م

التحطيب أو لعبة العصا.. فن صعيدي شعبي قديم وتقليد قروي يلقى رواجا كبيرا، انتشر في صعيد مصر، وتوارثه الأجيال جيلا بعد آخر، أصبح مظهرا من مظاهر الاحتفالات الدينية والموالد والأفراح، وطقس لافت وجاذب له من العشاق والمريدين الكثيرين، فهو عبارة عن مبارزة بين لاعبين يستخدما عصا خشبية أو الشومة أو العصا كما يطلق عليها أهالي قنا، للتبارز والاستعراض وذلك على أنغام المزمار البلدي، لتصبح هذه اللعبة حاضرة في كل المناسبات والاحتفالات في قرى الصعيد خاصة في موالد الأولياء.

ويعود فن لعبة التحطيب طبقا لكثير من الباحثين، إلى مصر القديمة، حيث وجدت مشاهدها على نقوش المعابد الفرعونية القديمة في معابد دندرة والأقصر، وتوارثتها الأجيال، وأصبحت فنا يعشقه أهالي الصعيد وتحديدا في محافظة قنا، التي تلقى فيها هذه اللعبة روجا وإقبالا كبيرا من قبل الأهالي، خاصة الشباب الذين يحرصون على ممارسة هذا الفن، خاصة في الموالد والأفراح.

ويعد فن التحطيب من أبرز مظاهر الاحتفال بمولد سيدي عبدالرحيم القناوي، الذي يحتفل به سنويا في الأول من شهر شعبان ولمدة 15 يوما، حيث يتجمع المئات من المواطنين في أرض فضاء مخصصة للنزال والتحطيب خلف ضريح القطب الصوفي، وعلى موسيقى المزمار البلدي، يتبادل النزال اللاعبين، وسط تصفيق الحاضرين الذين يأتون من كل مكان لمشاهدة هذه اللعبة.

ويقول محمد عبدالمؤمن، أحد لاعبي التحطيب، لـ"الشروق"، إن هذه اللعبة تحكمها الكثير من القواعد، والتي أهمها الاحترام المتبادل بين اللاعبين، مشيرا إلى قواعد اللعبة وهي أن يمسك كل منهما عصاه بيده اليمنى، ويبدأ برفعها الأكبر سنا، ثم يتبادل الطرفان تمرير العصا فوق رؤوس بعضهما كنوع من الاستعراض، يعقبها النزال، فهي فن قديم توارثناه من الأجداد، ويتمسكون به ويعد أبرز مظاهر الاحتفال في موالد الأولياء بمحافظات الصعيد.

وأكد الباحث بحبح الحباظي، ابن قرية دندرة بمحافظة قنا، وهو أول باحث على مستوى العالم العربي يتناول أعلام التحطيب وسيرتهم في محافظات الصعيد، بعدما زار عددا كبيرا من القرى والنجوع، والتقى شيوخ اللعبة، وألف عددا من الكتب الخاصة بفن التحطيب وأعلامها في كل محافظة.

وأوضح الحباظي لـ"الشروق"، أن متولي السمطي وأمين السمطي، هما من ساعدا قديما على انتشار هذه اللعبة في محافظة قنا، وهذا الفن الذي ينتظره العشاق في مناسبات الأولياء والأفراح، تبدأ مراسمه من بعد صلاة العصر وتنتهي مع آذان المغرب، وتلقى قبولا كبيرا في الأوساط الريفية وبين أبناء القرى.

وحول طقوس اللعبة، أكد الحباظي، أن من طقوسها قديما أن يكون اللاعبين على وضوء ولكن هذا الشرط في وقتنا الحالي أصبح لا يهتم به، ومن طقوسها أيضا قراءة الفاتحة وتبادل السلام على بعضهم في بدايتها، وأن يفتتحها الكبير أو الضيوف، وينهيها كذلك.

وألف الحباظي عددا من الكتب حول فن التحطيب وسيرة أعلامها، ومنها 101 من أعلام اللعبة في قنا، و56 في سوهاج و57 في الأقصر، و58 في أسوان، منهم الراحلين والمعاصرين والشباب وأيضا بعض الأطفال.

وتساءل لماذا لا تهتم وزارة الشباب والرياضة بإطلاق مسابقات لفن ولعبة التحطيب في صعيد مصر رغم أهميتها وانتشارها، كي تكون خط دفاع للشباب، فهي تعلم الشهامة والنبل والاحترام وكل الصفات الحميدة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك