جولة في «المراسلات السرية بين سعد زغلول وعبدالرحمن فهمي» (4): المصريون أظهروا للغرب أنهم جديرون بالحرية ولا يقبلون المساومة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جولة في «المراسلات السرية بين سعد زغلول وعبدالرحمن فهمي» (4): المصريون أظهروا للغرب أنهم جديرون بالحرية ولا يقبلون المساومة

دراسات في وثائق ثورة 1919.. المراسلات السرية بين سعد زغلول وعبد الرحمن فهمي
دراسات في وثائق ثورة 1919.. المراسلات السرية بين سعد زغلول وعبد الرحمن فهمي
حسام شورى:
نشر في: الإثنين 11 مارس 2019 - 12:09 م | آخر تحديث: الإثنين 11 مارس 2019 - 12:09 م

سعد زغلول: الاتفاق تام بين جميع أعضاء الوفد ولم يقع أي خلاف بينهم
الوفد غير راضٍ عن المنشورات التي تفيد اعتماد المصريين على الألمان.. ومنشغل بفكرة رفع صوت مصر في أمريكا


تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس عرض مجموعة من الكتب، الحديثة والقديمة، التي تروي جوانب مختلفة لتأريخ وتوثيق أحداث ثورة 1919 من الأسباب إلى المآلات.
وثاني كتاب نتجول بين صفحاته هو «دراسات في وثائق ثورة 1919»..«المراسلات السرية بين سعد زغلول وعبد الرحمن فهمي»، الذي يزيح الستار عن جانب خفي من نضال الوفد، ومن شخصية الزعيم سعد زغلول، وسكرتير اللجنة المركزية للوفد عبد الرحمن فهمي، وهو الجانب الذي لم يكن معروفًا حتى عثر الأستاذ الدكتور محمد أنيس على هذه المراسلات التي مكَن نشرها الباحثين من تركيب صورة تاريخية لثورة 1919 كان من المستحيل التوصل إليها من دون الاستعانة بهذه الوثائق.
بلغ عدد المراسلات السرية (مكتوبة بالحبر السري) المرسلة من سعد زغلول إلى عبد الرحمن فهمي 30 رسالة، من 23 يونيو 1919 إلى 28 أبريل 1920، كما بلغ عدد التي أرسلها فهمي لسعد 29 تقريرًا بدأت من 23 يوليو 1919 وحتى مايو 1920.
تناولت تلك المراسلات قضايا مهمة مثل (خروج إسماعيل صدقي ومحمود أبو النصر من الوفد، ومقاطعة لجنة ملنر، وحركة الأمراء، ووحدة عنصر الأمة والتكتل الأرستقراطي)؛ فكل تقرير كان يشمل مسائل متعددة.
وتقارير عبد الرحمن فهمي تشمل عرضا لأهم الأحداث العلنية والسرية التي كانت تدور في مصر؛ وكان يعطي من خلالها للوفد في باريس صورة عن الموقف في مصر، بينما كان سعد يعطي لعبد الرحمن فهمي رأي الوفد في كثير من المسائل التي تجري في مصر لتسير اللجنة المركزية للوفد على هديها.
الكتاب صدرت طبعته الأولى في عام 1963 للدكتور محمد أنيس (1921-1986) أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، ومؤسس مركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر (1967- 1975)، والرئيس الأول له، وهو المركز الذي قام تحت إشرافه بجمع شتات العديد من الوثائق المهمة، وأعادت دار الشروق نشر هذا الكتاب في 2019 ، ويقع في 242 صفحة، من القطع المتوسط.

•••••••


عرضت الحلقات السابقة نشأة وتكوين عبد الرحمن فهمي وأعماله قبل ثورة 1919، وكذلك علاقته بالوفد وسعد زغلول، وسبب الاعتماد على المراسلات السرية بينهما، وكيفية كتابة التلغرفات بهذه الطريقة.
ونبدأ مع هذه الحلقة عرض تفاصيل تلك المراسلات، وأهم القضايا التي تناولتها، إذ إن رسائل سعد زغلول إلى عبد الرحمن فهمي تعد توثيقا ليوميات الوفد في أوروبا ورصدا لجهوده بالتفصيل، وكذلك الرسائل من مصر إلى الوفد التي تعد توثيقا لمجريات ثورة 1919 في مصر.
أول هذه الرسائل وأقدم تاريخ استطاع الدكتور محمد أنيس الوصول له كانت من الزعيم سعد زغلول بتاريخ 23 يونيو 1919:
«لايزال الوفد مشتغلا بنشر ما يجرى في مصر من التصرفات لإفهام العالم حقيقة آلام المصريين وآمالهم، ولنا الثقة في أن إذاعة هذه الأمور في جميع أنحاء العالم ولاسيما أوروبا وأمريكا تعود بالثمرة المرجوة.
«إن الإشاعات السيئة التي أذاعها الأعداء بخصوص الوفد كلها كاذبة ومن مخترعات مروجيها، فالاتفاق تام بين جميع الأعضاء ولم يقع أي خلاف فيما بينهم والاتحاد متين بين الأقباط والمسلمين ويمكنكم أن تؤكدوا ذلك للأمة بأن هذا هو الحقيقة التي لا يشوبها أية شائبة.
«وأكذب الإشاعات عن الوفد ما نشرته جريدة التيمس (التايمز الأمريكية) في عددها الصادر يوم 17 الجاري، بخصوص الخلاف المزعوم وقوعه بين الرئيس وشعراوي باشا، فإنه لا يوجد بينهما إلا كل اتفاق ووئام والاشاعة محض إفتراء.
«والوفد دائب العمل بكل جهد في سبيل الغاية التي انتدبته الأمة لها وهو مملوء سروار لثقة الشعب فيه، ولاعتماد المصريين عليه في بسط آمالهم الوطنية لدى السلطات التي تريد الوقوف على حقيقة هذه الآمال والسلطات التي يجب أن تكون على علم بها.
«ومما شجع الوفد على أداء مهمته ما يراه من تشبث المصريين بالمطالبة باستقلالهم التام، فقد أظهروا بذلك للملأ الغربي أنهم جديرون بالحرية ولا يقبلون المساومة في حقوقهم المقدسة مهما كانت العقبات التي تصادفنا ولا ريب أن استمرار الأمة على هذه الخطة الحكيمة مما يرفع شأن مصر ويخطو بالقضية المصرية خطوات واسعات في سبيل نجاحها.
«الوفد مشتغل بفكرة رفع صوت مصر في أمريكا وقد قرر إرسال بعض أعضائه إليها ولكن يظهر أن الإنجليز هنا يضعون العراقيل في سبيل سفرهم وسيمنعونهم من ذلك.
«الوفد غير راض عن المنشورات التي تفيد اعتماد المصريين على الألمان وتتضمن الانتصار للبلشفيك فإن هذه المنشورات يستفيد منها أعداؤنا للقول بأن الحركة المصرية لها اتصال بالألمان والحركة البلشيفية وهذا يضر قضيتنا».

وغدا حلقة جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك