زكى نجيب محمود يسأل: هل تستقيم حياتنا المعاصرة بغير التخلى عن تراثنا؟ - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 3:17 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زكى نجيب محمود يسأل: هل تستقيم حياتنا المعاصرة بغير التخلى عن تراثنا؟

شيماء شناوى
نشر في: الجمعة 12 أبريل 2019 - 11:23 م | آخر تحديث: الجمعة 12 أبريل 2019 - 11:23 م

يطرح الدكتور زكى نجيب محمود، فى كتابه الأبرز «تجديد الفكر العربى»، الصادر فى طبعته الأولى عام 1971، عن «دار الشروق»، عدة أسئلة: هل تستقيم حياتنا المعاصرة وما نطمح فيه من نهضة تشبه الحضارة الغربية بغير التخلى عن تراثنا العربى الثقافى؟ وكیف السبیل إلى دمج هذا التراث العربى القدیم فى حیاتنا المعاصرة، لتكون لنا حیاة عربیة ومعاصرة فى آن؟
ويسرد المؤلف لقارئه كيف كان فيما مضى أحد الذين سارعوا بجواب شديد التعصب، مفاده أنه لا أمل فى حياة فكرية معاصرة إلا إذا بترنا التراث بترا، ظنًا منه آنئذ أن الحضارة وحدة لا تتجزأ، فإما أن نقبلها من أصحابها وإما أن نرفضها، مشيرا إلى أن ما دفعه إلى ذلك هو إلمامه بالثقافة الأوروبية، بقدر ما كان يجهل التراث العربى، وأن ذلك كان قبل أن تتغير نظرته للأمور وللثقافة الغربية، مع تطور الحركة القومية العربية، ليغرق بعدها فى التعرف على تراثنا العربى الثقافى، موضحا أن هذه القراءة المتأخرة للتراث العربى، مع الإلمام السابق بالحضارة والثقافة الغربية، هو ما جعل تلك الأسئلة التى يطرحها فى هذا الكتاب، تشتعل بذهنه، ليبدأ فى البحث عن أجوبة عنها.
وينطلق فيلسوف المنطقية، فى مشاركة قارئه لبعض هذه الأسئلة ومنها: «هل يمكن أن يمتزج تراثنا مع عناصر العصر الراهن؟ وهل يمكن أن نصبح عربا ومعاصرين؟ وكيف؟ وهل نستطيع أن ننتقى ونختار من الحضارة الغربية ما نشاء؟ ثم كيف ننسج الخيوط التى استللناها من قماشة التراث، مع الخيوط التى انتقيناها من قماشة الثفافة الأوروبية والأمريكية؟ وما السبيل إلى نسج هذه الخيوط مع تلك فى رقعة واحدة، ليخرج منها نسيج عربى ومعاصر؟
يبدأ كتابه الذى يضم 10 فصول مقسمة إلى جزأين، بفصل بعنوان «سؤال مطروح»، ويتعرض فيه إلى العلاقه بين التراث والتطور الحضارى، وكيفية إيجاد فكر متوازن دون إهمال طرف منهما، لافتا إلى أن ذلك يحتاج إلى تفتيت بعض العراقيل التى تحول دون تحقيق ذلك.
يتناول فى الفصل الثالث قضية «ثقافة فى تراثنا لا نعيشها» والتى يتساءل فيها «متى یعیش الإنسان ثقافته؟ ومتى یكون لهذه الثقافة كیان مستقل بذاته، بينما يطرح فى الفصل الرابع قضية «غربة الروح بين أهلها» وفيها يتعرض لصراع ومرارة الكاتب العربى المعاصر فلا هو بين أهله إذا شرب من ينابيع الثقافة الأوروبية، ولا هو غنى بنبض حياته إذا قفل راجعا إلى ثقافة آبائه، بينما يقف فى الفصل الخامس على الصراع بين أنصار القديم وأنصار الحديث، وبين الرجعية والتقدمية، والمحافظين والمجددين، ليصل إلى أن هذا الأمر فى حقيقته يعد تعارضا بين ثقافة الدراويش وعقلية العلماء، وأن صوفية الدرويش تلقى الرضا والقبول، بينما عقلية العلماء تقابل بالرفض لأنها وافدة دائما ولا تنبثق من أهل الأقليم، ليشير إلى أن تلك هى محنتنا الثقافية والفكرية.
ويطالب زكى نجيب محمود، فى الفصل السادس من كتابه بضرورة التحول من الفكر القديم إلى الفكر الجديد، وضرورة أن نعيش عصرنا بفكره ومشكلاته وإلا فعلينا أن نرفضه ونوصد دونه الأبواب لنعيش تراثنا، كما يطالب فى الفصل السابع بضرورة القيام بثورة تجديد فى اللغة، لافتا إلى أن اللغة هى الفكر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك