طفلة الركام.. قصة سيلين التي تجسد قوة الصمود في وجه الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 8:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طفلة الركام.. قصة سيلين التي تجسد قوة الصمود في وجه الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة

بسنت الشرقاوي
نشر في: الجمعة 12 أبريل 2024 - 12:12 م | آخر تحديث: الجمعة 12 أبريل 2024 - 12:12 م

أثبت أطفال فلسطين أنهم من طينة أخرى فلا يقوى شيء على كسرهم أو محو إرادتهم، هكذا أضحت سيلين أبو مرق الطفلة الفلسطينية التي ظهرت فوق الركام بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في مايو عام 2021، وعرفت إعلاميا بطفلة الركام.

مرت سنوات ولا يزال الوضع في غزة ثابتا على حاله، بل تغير للأسوأ فمع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في القطاع شهرها السابع، ظهرت الطفلة سيلين ذات الأربع سنوات، مجددا فوق الركام ولكن هذه المرة لم تتمكن من شراء ملابس العيد الجديدة، فأطلت على العالم بنفس الملابس القديمة التي ارتدتها قبل 3 سنوات في عيد الفطر أيضا فوق الركام!

* عيد يملؤه الخوف

حصلت "الشروق، على صور الطفلة سيلين، من والدها ياسر أبو مرق الذي قال إنها أرادت الخروج للاحتفال بعيد الفطر المبارك والتنزه معه ومشاركة الأطفال في المخيمات فرحتهم بشراء ألعاب صغيرة واللعب معهم وسط الحصار المطبق على المناطق المدمرة.

سارت سيلين بين خيام النازحين بمنطقة الوسطي بدير البلح، وقررت توزيع دمى صغيرة على أطفال الخيام من حساب والدها الخاص الذي أبى أن تقتصر فرحة العيد على ابنته وحدها في ظل أوضاع مأساوية أفقدت جميع أطفال القطاع الأمان والطمأنينة.

ورغم انعدام إنسانية الاحتلال بالقصف المتواصل على القطاع حتى في أيام العيد وترويع الأطفال بما عكر أجواء الاحتفال، إلا أن الصغيرة انسجمت مع صغار وطنها في اللعب والرقص ثم ذهبت لالتقاط صورة تذكارية مشابهة صورتها فوق الركام عام 2021، حيث ساعدها والدها على تسلق ركام منزل مهدم بمنطقة المصدر وسط القطاع للاحتفال بالعيد رغم كل شيء وتأكيدا على التمسك بحق عودة النازحين لمنازلهم.

* طفولة مهددة

كبرت سيلين وسط أوضاع حرب متقطعة في القطاع، رسخت داخلها مخاوف نفسية بالغة الفزع عن الصاروخ القادم من طائرات الاحتلال أين سيقع هذه المرة، هل فوق منزلها الذي يضم اخوتها الاثنين الصغار وأبيها وأمها؟ أم منازل من تحب من أصدقائها وأقاربها؟. تقول والدة سيلين لـ"الشروق" إن أطفالها يعانون القلق والرعب مثل بقية الأطفال في القطاع، فلا نوم آمن ولا طعام مضمون ولا بيت باق. وأضافت: "حاولنا النزوح إلى مصر لكن الأموال كانت كثيرة للغاية فلم يتمكن زوجي من جمع آلاف الدولارات للمغادرة".

الآن تعيش سيلين في المخيمات بعد أن كان لها بيت تحتمي بين جدرانه وسط مخاوف من أن تقضي آلة الاحتلال الغاشمة على أسرتها الصغيرة، وتذهب معه أيقونة الطفولة. ومع بداية حرب الإبادة الإسرائيلية وقبل أن تتحول مجازر بشعة في كل مكان ضد عشرات آلاف المدنيين، وصف والد سيلين الوضع بأنه يختلف عن الحروب السابقة، مؤكدا أن الحرب هذه المرة شرسة وتنال جميع مناحي القطاع: "الاحتلال يقصفنا بعشوائية وفي كل مكان في القطاع".

وقتها أشار أبو مرق، إلى أن السكان لا يجدون ملجأ إلى منازلهم وينتظرون الموت فيها؛ خشية الخروج منها والتعرض للقصف وبسبب اكتظاظ المدارس بالنازحين، وهو الوضع الذي لا يزال قائما مع الشهر السابع للحرب.

* زيارة خاطفة لمصر

انفردت "الشروق" بتصوير تفاصيل رحلة خاطفة لأسرة سيلين لمصر في أغسطس من نفس عام حرب 2021، حيث زارت لأول مرة منطقة وسط البلد وتناولت الكشري المصري والحلوى المصرية، وتنزهت على كوبرى قصر النيل وفي دار الأوبرا المصرية بالزمالك.

 

أضحت سيلين رمزا للطفولة الفلسطينية، بعدما شارك مشاهير العرب والعالم صورتها فوق الركام تعبيرا منهم عن التضامن مع أطفال ومدنيي القطاع ضد القصف الإسرائيلي الذي وقع في عيد الفطر عام 2021، مخلفا مئات الشهداء أغلبهم أطفال ونساء. 

اقرا أيضا.. أول حديث لوالد طفلة العيد بغزة: مصر اعتادت حمل همنا

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك