أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن قمة شرم الشيخ الدولية المرتقبة ستشهد مناقشة تفاصيل دقيقة تتعلق باتفاق غزة، مشيرًا إلى أن مشاركة عدد من قادة العالم في القمة تمثل ضغطًا سياسيًا مباشرًا على إسرائيل للالتزام ببنود الاتفاق المزمع توقيعه.
وقال العرابي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الساعة 6" المذاع عبر قناة الحياة، إن الدبلوماسية المصرية أدت دورًا بالغ الأهمية خلال الفترة الماضية لإنقاذ الشعب الفلسطيني، موضحًا أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وإلقاءه كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي قبل التوجه إلى القاهرة للتوقيع على الاتفاق، تأتي في إطار محاولاته لإرضاء حكومة نتنياهو.
وأضاف أن التحرك المصري المتوازن نجح في احتواء التصعيد، مشيدًا بقدرة القاهرة على تحويل بوصلة الجهود الدولية نحو إنهاء الحرب في غزة عبر اتفاق شامل يُوقع في شرم الشيخ.
وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ظل ثابتًا وواضحًا، رافضًا كل محاولات تصفية القضية أو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مستشهدًا بما جاء في البيان المصري الصادر عقب اجتماع مجلس الأمن في الثامن من أكتوبر، والذي أكد أن "مصر تقف بالمرصاد أمام أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
وأكد أن القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر هي قضية أرض وشعب وهوية، وأن التحرك المصري الحالي يهدف إلى تثبيت حق الفلسطينيين في أرضهم، وضمان تنفيذ اتفاق غزة بما يحفظ حقوقهم ويؤسس لسلام عادل ودائم.
تتجه أنظار العالم خلال الأيام القليلة المقبلة نحو مدينة شرم الشيخ المصرية، ترقبًا لإعلان اتفاق طال انتظاره لإنهاء الحرب في قطاع غزة، فيما بات يُعرف بـ"اتفاق شرم الشيخ". ويتضمن الاتفاق المرتقب وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، إلى جانب تبادل الأسرى بين الجانبين، في خطوة تأمل الأطراف أن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.
الحدث يشهد حضورًا رفيع المستوى من قادة وزعماء دوليين، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن نيته السفر إلى مصر لحضور مراسم التوقيع، مؤكدًا أهمية إنهاء المعاناة الإنسانية وفتح صفحة جديدة من السلام. كما يشارك عدد من رؤساء وملوك الدول العربية والأجنبية، في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء المؤتمرات الكبرى التي احتضنتها شرم الشيخ، وكان لها أثر بالغ في مسار السلام بالشرق الأوسط.