بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان.. لماذا تعد روسيا شريكا داعما لحلفائه؟ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان.. لماذا تعد روسيا شريكا داعما لحلفائه؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 13 سبتمبر 2021 - 11:09 ص | آخر تحديث: الإثنين 13 سبتمبر 2021 - 11:09 ص

قال العديد من المعلقين الدوليين، إن انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان، قد ألحق ضررًا بسمعة أمريكا وحلفائها، كشركاء موثوقين على المسرح الدولي.

"لم تنسحب الولايات المتحدة من أفغانستان فحسب، بل تحول الانسحاب السريع إلى كارثة إنسانية، ونتيجة لذلك، منح الأمريكيون، روسيا والصين، فرصة كبيرة للتدخل وتقديم أنفسهما كشركاء دوليين بديلين وقابلين للبقاء، أو حتى مرغوب فيهما"، هكذا قال ألكسندر هيل، أستاذ التاريخ العسكري بجامعة كالجاري في كندا.

وأضاف "هيل"، حسبما جاء في موقع "ذا كونفيرزيشن": "من المحتمل أن حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تختبر ببساطة الوضع مع النظام الجديد -مبادرات بوتين الأخيرة مع طالبان- وسواء أحببت روسيا ذلك أم لا، يجب أن تعمل مع طالبان، لأن للروس مصالح محلية أكثر أهمية من الولايات المتحدة، ويذكر أن روسيا غالبا ما تظهر كشريك موثوق به مع حلفاءها".

• الإخلاص لروسيا

أظهرت روسيا التزامًا مستمرًا لنظام بشار الأسد في سوريا، حيث تمكن الأسد من التمسك بالسلطة بمساعدة روسية، على الرغم من مجموعة المصالح التي كانت تواجه حكومته، وإن وقوف روسيا إلى جانب نظامه لا يمكن إلا أن يعزز أي مزاعم روسية بأن تكون شريكًا مرغوبًا فيه عندما تصبح الأمور معقدة في هذه الدولة.

وأوضح هيل أنه على الرغم من أن الصين قد تكون القوة الأكثر احتمالا للانتقال إلى أفغانستان بقيادة طالبان، إلا أن بوتين سيترقب مواضع أخرى لتحقيق مكاسب سياسية من تخلي الغرب عن حلفائه الأفغان، وحتى قبل أن تصل الكارثة الأفغانية إلى ذروتها الأخيرة، كانت روسيا بقيادة بوتين، تتطلع إلى توسيع انتشارها العالمي، من خلال محاكاة سلفها السوفيتي في إحياء العلاقات القديمة وإقامة شراكات جديدة في جميع أنحاء العالم.

• تقوية الروابط

وتابع هيل أن روسيا حافظت على علاقات ذات مغزى مع حلفاء الاتحاد السوفيتي السابقين في إفريقيا، مثل أنجولا، أو أعادت إحياءها أو عززتها من جديد، على سبيل المثال في السودان، سعت روسيا إلى زيادة نفوذها، ولا يوجد سبب لافتراض أن روسيا لن تستمر في الضغط لتعزيز موطئ قدمها على الساحل الشمالي الشرقي لإفريقيا، كان للاتحاد السوفيتي سابقًا اتفاقيات قواعد عسكرية مع الصومال وإثيوبيا، وسوف يخدم السودان بالتأكيد نفس الغرض.

وأكمل: بالنسبة للغرب، قد يكون هناك بصيص أمل لزيادة المشاركة الروسية في الشؤون الإفريقية، قد لا تكون روسيا في عهد بوتين داعية إلى حد كبير للديمقراطية الغربية، لكنها ليست لديها أي مصلحة في نشر الأصولية الإسلامية.

بغض النظر عن المكان الذي تبحث فيه حكومة بوتين عن النفوذ، فإنه يهدف إلى تسليط الضوء على روسيا كشريك من نوع مختلف تمامًا عن الغرب، كشريك لن يوجه الوعظ إلى زعماء الشرق الأوسط وإفريقيا حول أوجه القصور في أنظمتهم السياسية، ومن غير المرجح أن تتخلى عنهم عند أول بادرة على وجود مشكلة.

• الالتزام المستمر مع الحلفاء

أظهرت روسيا الالتزام للعديد من الحلفاء الذين ورثتهم عن الاتحاد السوفيتي، إن تخلي الاتحاد السوفيتي نفسه عن أفغانستان لا يضر بسمعة روسيا مثلما تضر الأحداث الأخيرة هناك بسمعة الأمريكيين، لأنها يمكن أن تدعي أنه كان نظامًا سوفيتيًا مختلفًا تمامًا عن الأمريكي، عندما تركت روسيا أفغانستان في الثمانينيات.

في أفغانستان، واجه الاتحاد السوفيتي عدوًا مدعومًا من الولايات المتحدة القوية، حاولت أمريكا لاحقًا ترويض الوحش الجهادي الذي سمحت، بل وشجعت على تطويره، لا يمكن للأمريكيين وحلفائهم الغربيين أن يلوموا نجاح طالبان على الجهود الداعمة لقوة عظمى معادية.

سوف تستغرق الولايات المتحدة بعض الوقت لاستعادة مصداقيتها كشريك دولي، وفي غضون ذلك، ستكون روسيا حاضرة لتلتقط التفاصيل، وعلى الرغم أنه من الناحية المالية، لا تستطيع روسيا حقًا تحمل تكاليف العديد من أصدقائها -حلفاءها- الجدد، لكن لا يبدو أن هذا يقف في طريقها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك