فتحت الأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة قنا، تحقيقات موسعة؛ للوقوف على أسباب انهيار سقف عقار بمنطقة الزبيدي بوسط المدينة، والذي أودى بحياة ربة منزل وأطفالها الأربعة أثناء نومهم؛ لتكون الواقعة الثانية بنفس المنطقة خلال أشهر قليلة بعد انهيار عقار ووفاة شقيقتين، وهو ما أثار حالة من الخوف لدى الكثير من سكان المنطقة والمناطق المجاورة من وقوع نفس المصير.
وقامت «الشروق» بجولة بداخل منطقة الزبيدي بوسط المدينة، حيث المباني المتهالكة المبنية بالطوب اللبن والمعروشة بجذوع النخيل، والتي تكشف عن حجم المعاناة والفقر التى يعيشها سكان هذه المنطقة، مثلهم مثل الكثيرون في مناطق أخرى بالمدينة مثل النحال والسوق الفوقاني، في انتظار المصير المجهول.
عبر ممدوح زكريا، أحد الأهالي، عن حالة الغضب الشديد التي تسود بين الأهالي، بعد وفاة سيدة وأطفالها الأربعة قائلا: «كلنا ننتظر هذا المصير»، فالحكومة تجاهلتنا ورفضت إدراجنا كمنطقة عشوائية، ومعظم سكان هذه المنطقة من محدودي الدخل وغير قادرين على ترك منازلهم لعدم وجود بديل لديهم.
وطبقا لأحد مسئولي مجلس مدينة قنا، رفض ذكر اسمه، فأن هناك عدد كبير من المنازل المتهالكة والآيلة للسقوط، بمنطقة الزبيدي والحصواية، وهناك عدد أخر بمنطقتي النحال والسوق الفوقاني، وهم من المناطق الشعبية، وبعضها صادر لها قرارات إزالة، بالإضافة إلى بعض المنازل الأخرى بوسط المدينة.
وناشد عبدالله حسين، أحد الأهالي بالمنطقة، الحكومة ومحافظ قنا، إنقاذهم من شبح الموت، الذي يسكن منازلهم القديمة، قائلا: «معظم الأسر من الفقراء ومتوسطي الحال، ومضطرين للسكن بمنازلهم غير المأهولة».
وأشار محمد حسن العجل، أمين شؤون المجالس المحلية بحزب مستقبل وطن ورئيس المجلس الشعبي السابق إلى، وجود عدد كبير من المنازل شرق مدينة قنا، منازلها قديمة ومتهالكة، وأنه يجب على الوحدة المحلية والمحافظة أن يكون لديها خرائط لحصر المنازل المعيبة والآيلة للسقوط، هذا بالإضافة للجان المتابعات، وإيجاد حلولا لها سواء بالترميم أو إعادة بناءها.
وأوضح «العجل»، أنه يجب على المحافظة أن تخصص بعض العمارات أو تستأجرها من هيئة المجتمعات العمرانية لحل هذه المشكلة، مشيرا إلى وجود عدد من المنازل القديمة والمهجورة من السكان، وهي التي تعتبر قنابل موقوتة للمنازل المجاورة لها والمارين فهي منازل قديمة هجرها سكانها من سنوات طويلة.
وأضاف «العجل»، أن حزب مستقبل وطن باعتباره أكبر الأحزاب السياسية وأكثرها تفاعلا مع القضايا الجماهيرية، سوف يتبنى مبادرة جديدة للمساعدة في حل هذه الأزمة سواء بالندوات التوعية من مخاطر البنايات القديمة المتهالكة أو توفير بدائل سكنية عن طريق القروض الميسرة بما لا يمثل عبء ثقيل على المواطنين.
وأكد اللواء أيمن السيسي، سكرتير عام محافظة قنا، أنه تم تشكيل لجنة من مجلس المدينة لحصر المباني الآيلة للسقوط، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، لافتا أن محافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان، فور إخطاره بالحادث الأخير، أمر باتخاذ كافة الإجراءات وفتح تحقيق في الواقعة مع سرعة صرف إعانة لأسرة المتوفين.
ولفت «السيسي» إلى، أن اللجنة المشكلة من الإدارة الهندسية، سوف تقوم بفحص جميع منازل منطقة الزبيدي الآيلة للسقوط، وإصدار قرار بإزالة المباني المتهالكة وهدمها حفاظا على أرواح المواطنين.