في مطلع سبتمبر الجاري، وظّفت لجنة المساعدة الانتخابية الأمريكية (EAC)، عمال استطلاعات؛ لتشجيع المزيد من الأشخاص على التسجيل والعمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة بشهر نوفمبر؛ بهدف زيادة الوعي حول فوائد وأهمية عمل الاستطلاع وحث المزيد من الأمريكيين على التطوع، وذلك بعد أن قام مسئولو الانتخابات في جميع أنحاء البلاد بالإبلاغ عن نقص حاد بالعاملين في الاقتراع وسط وباء فيروس كورونا.
قال بن هوفلاند، رئيس لجنة المساعدة الانتخابية الأمريكية: "العاملون في الاستطلاع هم الأبطال المجهولون للعملية الديمقراطية، والآن نواجه نقصًا حادًا في هؤلاء المتطوعين، حيث يمثل توظيف العاملين في الاقتراع تحديًا للعديد من مسئولي الانتخابات في جميع أنحاء البلاد، وقد جعل جائحة كورونا هذه الحاجة أكثر أهمية. نشجع الأمريكيين القادرين والراغبين في الخدمة، على التسجيل لمساعدة أمريكا على التصويت والعمل في صناديق الاقتراع يوم الانتخابات"، حسبما ذكر الموقع الرسمي للانتخابات الأمريكية.
تواجه الولايات المتحدة نقصًا حادًا في العاملين بمجال الانتخابات، حتى مع قيام العديد من الولايات بتوسيع الوصول إلى خيارات التصويت عن طريق البريد والتصويت الغيابي، فإن ملايين الأمريكيين -خاصة الناخبين ذوي الإعاقة وأولئك الذين يفتقرون إلى خدمة بريد موثوقة- سيستمرون في الاعتماد على خيارات التصويت الشخصي للإدلاء بأصواتهم.
كما يوجد مشكلة أخرى، وهي أن معظم العاملين في الاستطلاعات أكثر من 61 عامًا؛ ما يجعلهم عرضة بشكل قوي للمضاعفات إذا أصيبوا بكورونا، وقد نتج عن ذلك حاجة ماسة للعاملين في الاقتراع المستعدين والقادرين على المساعدة في إدارة التصويت خاصة من فئة الشباب.
وفي عام 2016، نشرت الولايات والأقاليم الأمريكية حوالي مليون موظف اقتراع في أكثر من 116 ألف مركز على مستوى البلاد، ومن المرجح أن يؤدي الوباء إلى تفاقم المشكلة؛ لأن 56% من هؤلاء العاملين تجاوزوا الستين، وهي فئة عمرية أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة بسبب فيروس كورونا، وفق ما ذكر في تقرير لموقع "آ بي سي نيوز" الأمريكي.
حذر مسئولون وخبراء من المشكلة التي قد تنشأ نتيجة لذلك، لأنه عندما لا يكون لدى مسئولي الانتخابات عدد كافٍ من المتطوعين، سوف تُغلق الكثير من مواقع الاقتراع وتصبح الطوابير أطول، ما يحرم الناخبين الذين لا يستطيعون السفر لمسافات أطول أو الانتظار لفترة أطول من التصويت.
• مساعي لحشد المتطوعين وإنقاذ الموقف
تحشد كثير من الشركات والمجموعات التجارية والمنظمات السياسية وحتى الطلاب -وأحيانًا يدفعون- الأمريكيين الأصغر سنًا للتقدم والتطوع للعمل في الاقتراع القادم.
وتعاونت مجموعة كبرى من الشركات الأمريكية لتشكيل مبادرة تحت عنوان "Power the Polls"، وهي مبادرة شرعت في تعيين 250 ألفا من العاملين في الاقتراع وتشجع أصحاب العمل على دفع رواتب الموظفين الذين يتطوعون، وتعمل الآن على تجنيد 100 ألف متطوع لانتخابات نوفمبر القادم.
وانضم للمبادرة بعض القوى السياسية والنجومية الكبيرة والتي دعمتها بشدة، مع انتشار التغريدات والدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينهم الرئيس السابق باراك أوباما، والموسيقي بيلي إيليش، والممثلون تشارليز ثيرون، وجوزيف جوردون ليفيت وكيري واشنطن.
يذكر أن موظفو الاستطلاعات يتقاضوا رواتبهم من مسئولي الانتخابات -لا تقل عن 100 دولار فما فوق ذلك- وهذا العام عرضت بعض الشركات زيادة المقابل المادي ودعم دفع رواتب العاملين في الانتخابات رغم عدم تواجهم في مقر شركاتهم لتشجيعهم على التطوع.
وأعلنت شركة "Old Navy" أنها ستدفع رواتب أي من موظفيها -البالغ عددهم 50 ألف عامل- كاملة؛ لحثهم على المشاركة في الاقتراع، حيث تقدم 8 ساعات من الأجر، بالإضافة إلى ما سيحصلون عليه من مشاركتهم، وعرضت بعض الشركات الأخرى إجازة مدفوعة الأجر لأي شخص يتطوع كعامل اقتراع.