لماذا أطلق اسم «حارس الازدهار» على الهجوم الأمريكي البريطاني ضد جماعة الحوثي؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 25 يونيو 2025 9:19 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

لماذا أطلق اسم «حارس الازدهار» على الهجوم الأمريكي البريطاني ضد جماعة الحوثي؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 15 يناير 2024 - 7:29 م | آخر تحديث: الإثنين 15 يناير 2024 - 7:32 م

تشغل التوترات التي تحدث في البحر الأحمر، أنظار العالم لتأثيرها الواسع على الاقتصاد، وخاصة في أوروبا وأمريكا، وهو ما يعتبره محللون أنه السبب الرئيس للتحالف البريطاني الأمريكي وهجماتهما على اليمن، في محاولة لردع جماعة الحوثي، التي تشن هجمات قوية على السفن العابرة ردا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي أحدث التقارير التي ترصد الوضع الراهن للاقتصاد المهدد في أوروبا وأمريكا، نشرت الجارديان تقريرا عن عملية "حارس الازدهار" معللة تسميتها "ليس من المستغرب أن تُمنح العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي عنوانا كهذا، حيث يعد الممر الملاحي بمثابة شريان حيوي لاقتصادات أوروبا وأمريكا الشمالية عبر قناة السويس، وهذا الممر الملاحي يمثل 12% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات، ومعظم الشحنات تأتي من آسيا إلى موانئ شمال أوروبا، حيث تعبر حوالي 50 سفينة يوميًا القناة التي يبلغ طولها 120 ميلًا، وتحمل بضائع بقيمة 5 مليارات دولار كل أسبوع".

وأشار ريتشارد بارتينجتون، المتخصص في الشأن الاقتصادي بالجارديان، إلى أنه مع تحويل خطوط الشحن الرئيسية وحركة المرور حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من أفريقيا لتجنب هجمات الحوثيين، تتم إضافة حوالي 3000 إلى 3500 ميل بحري (6000 كيلومتر) إلى الرحلات التي تربط أوروبا بآسيا، وإجبار السفن على السفر لمدة 10 أيام أطول، في المتوسط ينعكس ذلك بتكلفة عالية على الاقتصاد، لأن بعد تحويل 90% من الشحنات في الأسبوع الأول من يناير، قفزت أسعار الحاويات على طريق شنغهاي-روتردام الرئيسي من 1170 دولارًا (917 جنيهًا إسترلينيًا) في أوائل ديسمبر إلى 4400 دولار في 11 يناير، وفقًا للبنك الهولندي ING.

وأضاف أن هناك تحذيرات من الشركات الأوروبية بشأن احتمالية مواجهة رفوف فارغة وارتفاع في الأسعار، ومن بين تلك الشركات: إيكيا وتيسكو وألدي، لأن نصف جميع الألعاب المستوردة ونحو خمسي الأدوات المنزلية المستوردة إلى المملكة المتحدة تأتي من الصين، وفقا لشركة ريتيل إيكونوميكس الاستشارية.

وأوقفت شركتا تيسلا وفولفو الإنتاج مؤقتًا بسبب نقص المكونات في مصانعهما الأوروبية، ومما زاد من الانهيار اللوجستي أن الجفاف أدى إلى انخفاض عبور قناة بنما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.

وقد ارتفع التضخم في الولايات المتحدة إلى 3.4%، وانخفاض التجارة العالمية بنسبة 1.3%، بسبب هجمات البحر الأحمر التي عطلت حركة الشحن، بحسب رويترز.

لكن يوضح بارتينجتون أنه في حين تضاعف أسعار الحاويات ربما 3 مرات، إلا أنها لا تزال أقل بكثير مما كانت عليه قبل عامين بعد الجائحة، ولا يزال مؤشر شانجهاي للشحن بالحاويات، وهو المؤشر الأكثر استخداما على نطاق واسع لأسعار الشحن البحري للواردات من الصين في جميع أنحاء العالم، منخفضا بأكثر من النصف.

ولكن هذا لم يمنع ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد وسط مخاوف من تعطل التجارة العالمية عبر ممرات الشحن الرئيسية، لترتفع إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل، لكنها تظل أقل بكثير من الذروة التي بلغت حوالي 140 دولارًا في عام 2022 بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وإذا استمر التصاعد والتوترات الجيوسياسية يمكن أن ترتفع الأسعار أكثر.

ويحذر تقرير الجارديان من مردود الأحداث الحالية في البحر الأحمر على واردات بريطانيا من النفط، حيث أشار إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية مرة أخرى يجب أن يكون إنذاراً خاصاً لبريطانيا، لأنها بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أدت الجهود المبذولة لتنويع إمدادات الغاز إلى زيادة اعتماد المملكة على واردات الوقود الأحفوري من الشرق الأوسط، بما في ذلك قطر، أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال، وحاليا الشرق الأوسط في حالة اضطرابات قوية.

وارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية بنسبة 71% في عام 2022 في إطار الاندفاع لاستبدال الغاز الروسي، ومنها زيادة بنسبة 74% إلى المملكة المتحدة فقط، التي تستورد ما يقرب من ثلث إمداداتها المستوردة من الشرق الأوسط .

ويحاول كل من ريتشي سوناك وجو بايدن التعامل مع الأزمة الحالية، مع اقتراب مواعيد الانتخابات، أي ما يهدد بقاءهما في السلطة إذا زاد التدهور الاقتصادي، وفي بيان مشترك الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وبريطانيا، أن "هدفنا يبقى متمثلا في تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر"، و"لا يمكننا أن نسمح للحوثيين باستخدام التجارة العالمية كرهينة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك