دراسة أمريكية: تحالفات داعش مع منظمات الإرهاب في أفريقيا تشكل مزيجا متفجرا للقارة - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 4:11 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دراسة أمريكية: تحالفات داعش مع منظمات الإرهاب في أفريقيا تشكل مزيجا متفجرا للقارة

أ ش أ
نشر في: السبت 15 يونيو 2019 - 2:25 م | آخر تحديث: السبت 15 يونيو 2019 - 2:25 م

نبهت دراسة أمريكية إلى خطورة توطد العلاقة بين الجماعات المسلحة في أفريقيا وبين تنظيم داعش؛ لما تنطوي عليه تلك العلاقة من تهديدات مؤكدة لمناطق وسط وشرق أفريقيا..معتبرة أن الحراك المسلح المتأسلم الذي تمثله داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة في أفريقيا يشكل في تقاطعاته مع الجغرافيا السياسية لبعض المناطق غير المستقرة في القارة السمراء "مزيجا متفجرا".

فقد شهدت الأسابيع الماضية موجة مكثفة من التصريحات التي أطلقها تنظيم الدولة المتطرف "داعش"، الذي فقد بريقه في منطقة الشرق الأوسط، معلنا فيها مسئوليته عن عدة هجمات في أفريقيا الأمر الذي أثار تساؤلات حول مصداقية هذه التصريحات.

ونشرت مجموعة "سايت انتيليجانس" الأمريكية تقريرا تحليليا أوردت فيه ما أعلنه تنظيم داعش عن مسئوليته عن هجوم وقع نهاية شهر مايو الماضي في أقصى شمال موزمبيق، وهي المنطقة التي شهدت أسوأ عمليات عنف شنتها الجماعات المسلحة وأسفرت حتى الآن عن مقتل ما يزيد على 200 شخص، فيما يعد هذا التصريح هو الأول لتنظيم "داعش" بشأن هذه المستعمرة البرتغالية السابقة.

وأوضحت "سايت انتيليجانس" المتخصصة في تعقب أنشطة التنظيمات الجهادية ومراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت ومقرها في مدينة بيثيسدا الأمريكية، في تقريرها أن "جنود الخلافة " شنوا هجوما على الجيش الموزمبيقي في قرية ميتوبي (الواقعة شمال موزمبيق)، وكان الهجوم بأسلحة متنوعة مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم واستولى المجاهدون على أسلحة وذخيرة وصواريخ كغنيمة".

ولفتت المجموعة إلى أنه في هذا اليوم أيضا، وبعد مرور ساعات فقط على هذا الهجوم، زعم تنظيم داعش شنه هجوما آخر استهدف مدينة "بيني" بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي كانت مسرحا لمذبحة أكد التنظيم مسئوليته عنها في بيان جاء فيه: "استهدفنا قوات من الجيش الكونغولي في بيني حيث قتل وأصيب 25 فردا منهم"، ويعد هذا الهجوم هو الثالث من نوعه خلال مدة تقل عن الأسبوعين ويعلن التنظيم مسئوليته عنها في هذه المنطقة المتوترة بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويرى فريق من الخبراء الأمنيين الغربيين أن هذه الموجة من إعلانات المسئولية عن الهجمات التي تزعم أن القارة الأفريقية باتت من الآن فصاعدا محورا للعمليات الاستراتيجية لتنظيم الدولة قد تكون دليل ضعف وليست علامة قوة لداعش الذي يسعى إلى تعويض الاختفاء الفعلي لدولة خلافته المزعومة من العراق وسوريا.
واستند المحللون في تعزيز هذه الفرضية إلى ما جاء في تسجيل الفيديو الأخير لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي الذي دعا أنصاره صراحة لتكثيف هجماتهم ضد فرنسا وحلفائها في منطقة الساحل الأفريقي.

وخلال التسجيل ، سلط البغدادي الضوء على مبايعة الجماعات المتطرفة في مالي وبوركينا فاسو وتحدث للمرة الأولى عن "ولاية أفريقيا الوسطى".

وعلى الرغم من ذلك، قلل خبراء آخرون من شأن هذه التصريحات ..مشيرين إلى أن الإعلانات المنتظمة لتنظيم "داعش" بشأن استهداف أفريقيا ـ وأيضا أي دول أخرى كان آخرها سريلانكا ـ ليست سوى نوع من الحملات الدعائية للزعم بأن التنظيم يمتلك أذرعا في أنحاء العالم، لكن في حقيقة الأمر يتخذ التنظيم من النزاعات المحلية في بعض الدول هدفا للترويج لوجوده وانتشاره.

وأوضحت مجموعة "سايت انتليجانس" في تقريرها أنه "في الوقت الذي فقد فيه التنظيم دولته وجيشه وإدارته، يحاول تنظيم داعش الاستعراض بأن لديه علاقات وثيقة تربطه بجماعات مسلحة منتشرة في كل أنحاء العالم"..مشددة على أنه لايزال للتنظيم موقعا نشطا على شبكة الإنترنت يوجه من خلاله رسالة مفادها أن التنظيم لا يتخذ من ساحات الفضاء الإليكتروني مسرحا لعملياته فقط بل ينشط في مناطق عديدة حول العالم ومن بينها أفريقيا.

ففى موزمبيق، على سبيل المثال، أطلق التنظيم دعايته عبر الإنترنت عن وجوده في موزمبيق من خلال جماعة "الشباب" التى شن منتسبيها في نهاية عام 2017، ما سموه بـ"الانتفاضة" ضد النظام في موزمبيق.

أما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن إدعاءات تنظيم الدولة "داعش" تنطلق من أرضية نزاع قديم نشب قبل نحو عشرين عاما بين حكومة كينشاسا والمسحلين التابعين لقوات التحالف الديمقراطي الأوغندية، ولم تكن داعش قد خرجت إلى الوجود آنذاك، غير أنها الآن تحاول تصوير نفسها وكأنها المحرك لعمليات هؤلاء المسلحين.

وبحسب مجموعة "سايت انتليجانس" لا يوجد دليل دامغ، حتى الآن، يؤكد وجود علاقة وثيقة بين قوات التحالف الديمقراطي الأوغندية وتنظيم الدولة لاسيما وأن قدراتها مازالت على ما هي عليه ولم يطرأ عليها تغيير هذا بالإضافة إلى أن الإعلانات الأخيرة لتنظيم الدولة بمسئوليته عن الهجمات في بعض الأماكن بقارة أفريقيا تضمنت أخطاء فادحة.

فتحديدا، في هجوم موزمبيق الذي وقع في مايو الماضي؛ أكد التنظيم أن قرية "ميتوبي"، التي كانت مسرحا لهجماته، تقع في إقليم "موسيمبوا"، بينما تقع "ميتوبي" في مقاطعة "كويسانجا" التي تبعد مئات الكيلومترات عن "موسيمبوا ".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك