«السلطان والقديس».. دعاية جيدة للفن فى إبراز التسامح بين الأديان - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 1:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«السلطان والقديس».. دعاية جيدة للفن فى إبراز التسامح بين الأديان

خالد محمود 
نشر في: الأحد 15 أكتوبر 2017 - 8:12 م | آخر تحديث: الأحد 15 أكتوبر 2017 - 8:12 م
مثل كل الفن العظيم يأتى الفيلم الامريكى «السلطان والقديس» الذى عرض بقاعة نجيب محفوظ بمؤسسة الاهرام فى وقته تماما، فهو يوثق لمنهج حياة وروح فى خضم أزمة تتفاقم يوما بعد يوم وهى اتساع الفجوة البشرية المصطنعة بين الاديان وخاصة المسيحية والاسلام.
المخرج والكاتب اليكساندر كرونيمر يقتحم تلك المنطقة الشائكة بصورة وسرد رائع، وقد اختار واقعة حقيقية شهيرة إبان الحرب الصليبية وحصار مدينة دمياط عام ١٢١٩ ميلادية، وذلك عبر المحاورات بين الملك السلطان الكامل والقديس فرانسيس الأسيزى فى معسكر جيش السلطان.
نحن امام رجلين يملكان من الإيمان ما يفى للقدرة على نشر التسامح والتعايش ووقف نزيف الدم وقتال بشر لبشر واحدة واعظ مسيحى السفر، والثانى حاكم الامبراطورية الإسلامية، وقد مر قرن من الحرب، وعدم الثقة، والدعاية الماكرة فى البحث عن الاحترام المتبادل وأرضية مشتركة. إنها قصة فرانسيس الأسيزى وسلطان مصر الكامل واجتماعهما فى ساحة معركة دموية خلال فترة الصراع المسيحى الإسلامى المعروف بالحرب الصليبية.
الفيلم الذى ينتمى لمناقشة قضية الدين بدون شك ستكون له بصمته الكبرى فى التغيير حينما يعرض عالميا، حيث يمكنه ان يفتح صفحة جديدة فى قيمة التسامح والتعايش ووقف نزيف صراع يعبث به عابثون، فالصورة جاءت شديدة الواقعية والحوار كان معاصرا ذكيا وشديد الطزاجة والاداء كان مفعما بمشاعر صادقة فى رسالتها صاحبتها موسيقى مؤثرة لجون كولتونيك، حيث قدم نجوم الفيلم جيرمى ايرونز، «الراوى» اليكسندر ماكفرسون، «القس فرانسيس اسيسى» باتريك بوير «الجندى الالمانى، إريك كرامر» جنرال بلجيكى «على مدى ستين دقيقة، ادوارا ملهمة، وكأنهم يحاكون اليوم عبر سرد محكم العمل جاء فى توقيته المثالى كدعوة لنشر فكر ومشاعر ايجابية فى ديناميكية الحوار الانسانى بين المسلمين والمسيحيين. اختيار فترة من الحروب الصليبية، كان شيئا ملهما، حيث شاهدنا لقاء بين القديس فرنسيس الأسيزى والسلطان الكامل خلال واحدة من العديد من الحروب الصليبية العنيفة والمملة. قيمة هذا الإنتاج، ليس فقط فى الصورة السينمائية المدهشة ولكن فى العديد من الخبراء الذين تعاونوا على المشروع وتعاون المؤرخون ومؤرخو الفن والمفكرون الدينيون وعلماء الاجتماع، لتبادل مجالات خبرتهم لخروج هذه القصة عبر شهاداتهم، حيث وضعوا أيديهم على الاسباب التاريخية للاضطرابات التى كثيرا ما نفقدها عندما نتعرض لآثار تلك الاضطرابات اليوم فى الشرق الاوسط.
الفيلم الدرامى الوثائقى الذى قدمته الاهرام ويكلى بموجب اتفاق مع مؤسسة «التآخى بين مصر وبالتيمور». وهى عضو بمنظمة المدن الأخوات sister city international، حصد حتى الان ١٨ جائزة فى مهرجانات بالولايات المتحدة ودول أخرى خلال أقل من عام، ومن المنتظر أن يعرض الفيلم للمرة الأولى على شاشة قنوات شبكة التلفزيون الأمريكية العامة بى بى اس PBS يوم ٢٦ ديسمبر المقبل. وشهدت السفارة المصرية فى واشنطن عرضا للفيلم فى ١٤ سبتمبر الماضى فى ظل اقبال كبير على الحضور كونه يبرز التسامح بين الاديان وهو مثال على ما أود أن أسميه الدعاية «الجيدة» للفن فى الوضع الراهن بحمله رسالة سامية. 
وتأتى شهادة عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلى فى الندوة التى اقيمت عقب عرض الفيلم لتؤكد فكرة أن أهمية الفيلم فى أنه يتناول صفحة مهمة ومنسية من التاريخ ويشير بوضوح إلى صراعات اليوم حيث يعرض العمل الدرامى ــ الوثائقى للعديد من التقلبات والمنعطفات الرائعة فى تاريخ العلاقة بين الشرق والغرب.
وقال ثروت أبوريا رئيس لجنة التآخى بين بالتيمور ــ الأقصر ــ الإسكندرية وعضو لجنة المدن الأخوات الدولية فى بالتيمور أن الحدث والتعاون مع الأهرام ويكلى يمثل خطوة مهمة على مستوى المساهمة فى تثقيف الرأى العام وتوثيق الوحدة داخل المجتمع المصرى ودور اللجنة هو الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة ودعم الدبلوماسية الشعبية التى تتماشى مع روح القرن الواحد والعشرين للوصول إلى تفاهم أكبر بين المدن المتآخية.
وتقوم مؤسسة يونيتى برودكتيونس فاوينديشن، وهى مؤسسة غير ربحية فى ولاية كاليفورنيا مع مكتب تمثيل فى واشنطن العاصمة بإنتاج أعمال لمكافحة التعصب والترويج للسلام من خلال وسائل الإعلام، بينما يشكل انتاج الأفلام جزءا من حملة تثقيفية طويلة الأجل تهدف إلى زيادة التفاهم بين الناس من مختلف الأديان والثقافات، وخاصة بين المسلمين وغيرهم من الديانات.
وقد أجريت عروض فى الآلاف من الفصول الدراسية والمؤسسات المدنية. ويشير أكثر من 83٪ من المشاركين فى عروض الأفلام والحوارات السينمائية فى المنتدى إلى ردود فعل إيجابية بعد العرض.
وأخيرا، تعمل المؤسسة فى هوليوود من خلال معهد MOST (المسلمين على الشاشة والتلفزيون) بتوفير الحقائق والأبحاث لكتاب السيناريو والمنتجين للبرامج الشعبية فى جميع أنحاء العالم فى ظل قناعة بقوة الإعلام وتمكين المواطنين من فهم أكبر وتعزيز التعددية فى الولايات المتحدة وحول العالم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك