• مصر لديها أكبر مشروع علاج لفيروس سى فى العالم
• 500 ألف مريض سيتم علاجهم بالبروتوكول الجديد خلال 2016.. تكلفة علاج الواحد منهم نحو 3 آلاف جنيه
• ننفق سنويا نصف مليار جنيه لمكافحة فيروس «سى» والمبلغ سيتضاعف فى الموازنة الجديدة
• نواكب ثورة فى الأدوية الحديثة وأى عقار يسجل فى الخارج يوفر فى مصر
قال رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، د. وحيد دوس، إن مصر لديها أكبر مشروع علاجى لفيروس «سى» فى العالم كله، وأنه تم علاج 200 ألف مريض حتى الآن، وأن نسبة الانتكاسة بعد العلاج بعقار «سوفالدى» لم تتجاوز 30%.
وأكد د. دوس فى حواره لـ«الشروق»، أن «سوفالدى» هو حجر الأساس فى جميع البروتوكولات العلاجية للمرض على مستوى العالم، وأن اللجنة تعمل وفقا للتوصيات الطبية، قائلا: ارجعوا إلى المواقع الرسمى للجمعيات الطبية ومنظمة الصحة العالمية.
وأشار دوس، إلى أن الدولة تنفق نصف مليار جنيه سنويا لمكافحة هذا المرض، والمبلغ سيتضاعف فى الموازنة الجديدة ليصل إلى مليار جنيه، مشيرا إلى أن الاعتماد على الأدوية المصرية سيقلل تكلفة العلاج للمريض إلى ما لا يتجاوز الـ3 آلاف جنيه، وهو ما يتيح علاج عدد أكبر من المرضى. وأكد أن المسح الأخير حول نسبة انتشار الفيروسات الكبدية أظهر أن 800 ألف مصرى فى الفئة العمرية الأقل من 60 عاما مصابون بفيروسى بى، و3.5 مليون مصرى مصابون بسى، كما أظهرت النتائج أيضا أن معدلات الإصابة بالفيروسات الكبدية أعلى بين الرجال عن السيدات..
وإلى نص الحوار:
ــ بداية.. اللجنة القومية لمكافحة الفيرسات الكبدية بدأت العلاج بـ«سوفالدى» فى أكتوبر 2014.. كم عدد المرضى الذين تم علاجهم حتى الآن؟
عالجنا نحو 200 ألف مريض حتى الآن موزعين على مراكز الكبد والتأمين الصحى والمراكز الأخرى، ولدينا أكبر مشروع علاجى لفيروس سى فى العالم كله، أشادت به منظمة الصحة العالمية وطالبت باعتباره نموذجا يقتدى به، وعرض لى 3 أبحاث طبية فى أكبر مركز للمؤتمرات بمدينة سان فرانسيسكو منذ شهرين.
ــ كم نسبة الاستجابة للعلاج بسوفالدى؟ وهل تصل نسبة الانتكاسة إلى 50%؟
أولا الانتكاسة أو عدم الاستجابة أمر طبيعى ومعترف به عالميا، ونسبتها فى مصر من 15 إلى 50%، لكن العلاج الثلاثى (سوفالدى، ريبافيرين، انترفيرون) نتائجه أفضل، ومن يقول غير ذلك يقول لى من أين جاء بالنتائج، وتقييم الشفاء من فيروس «سى» يكون من خلال تحليل يتم إجراؤه بعد 3 أشهر من إيقاف العلاج.
ــ بعض الخبراء يرى أن اللجنة أخطأت حينما أدخلت سوفالدى.. ما رأيك؟
اللجنة وفرت أفضل علاج فى العالم لمرضى فيروس «سى»، لكن بعض المرضى كانت حالتهم متأخرة، و«سوفالدى» تم تجربته بشكل كاف، وارجعوا إلى موقع منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية للكبد التى وضعت «سوفالدى» على رأس العلاجات الحديثة واعتبرته حجر الأساس فى جميع البروتوكولات العلاجية، ولا ننسى أنه قبل وجود «سوفالدى» كان «الإنترفيرون» هو العلاج الوحيد للمرض، وكان المريض يحصل على جرعة أسبوعيا لمدة عام، والعلاج به مقصور على بعض المرضى، فيما كان يحرم منه مرضى التليف الكبدى، ناهيك عن الأعراض الجانبية الكثيرة التى كان أغلب المرضى لا يحتملونها، وبالرغم من كل ذلك كانت نسبة الاستجابة للشفاء بهذا العقار بلغت 40% من الحالات، مع الأخذ فى الاعتبار الأعراض الجانبية الرهيبة للإنترفيرون.
ــ هل اللجنة القومية للفيروسات الكبدية واثقة من فاعلية عقار سوفالدى المصرى؟
أؤكد أن العقار المصرى لا يقل كفاءة عن الأجنبى، وعلى فكرة الشركات المصرية سبق أن انتجت أدوية مثيلة لعلاج فيروس «بى» وأثبتت فاعليتها محليا بل ودوليا، والاعتماد على الدواء المصرى التى لا يقل أهمية عن الأجنبى، وسيقلل تكلفة علاج مرضى الكبد من 8 آلاف دولار إلى 3 آلاف دولار فقط، أى نحو ثلث تكلفته عالميا، مما يتيح علاج عدد أكبر من المرضى، وأنوه إلى أن إدارة الصيدلة هى الجهة المسئولة عن تسجيل الأدوية وليست اللجنة.
ــ كم عدد المرضى المستهدف علاجهم خلال العام الحالى؟
500 ألف مريض سيتم علاجهم بالبروتوكول الجديد، ونعمل فى الفترة المقبلة إلى الاستفادة من جميع الأدوية الحديثة وتوفيرها للمرضى ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعلاج مليون مريض بفيروس سى.
ــ لكن البروتوكول الجديد المعتمد على عقار «دكلاتوسفير» المعروف بـ«دكلانز» أيضا واجه الكثير من الاعتراضات من الأطباء والصيادلة؟
أكرر مرة أخرى ارجعوا إلى المواقع الرسمية لمنظمات الكبد على مستوى العالم، ستجدون اللجنة تعمل وفقا للبروتوكولات العلاجية المعترف بها، وعقار «دكلانزا» جميع الأبحاث أقرت قدرته مع «سوفالدى» على علاج الفيروس بنسبة 95%، وتعاقدنا على استيراده لحين انتاج المثيل المصرى منه بكميات كافية، وتم عمل مناقصة له وبدأ صرفه بالفعل فى بعض المراكز وسيقضى على الفيروس تماما فى الحالات التى حدثت لها انتكاسات من العلاجات السابقة.
لكن هل من الممكن أن أسأل أنا ما علاقة نقيب الصيادلة بأدوية الكبد.. وما هى خبرته فى علاجها.. وما هى مصادر تمويل مركز الحق فى الدواء؟.. كفانا سماعا لأصحاب المصالح والأجندات الخاصة، هدفنا الوحيد كلجنة هو علاج المريض.
ــ كم عدد مراكز الكبد؟ وهل سيتم التوسع فيها خلال 2016؟
حاليا لدينا 45 مركزا، وخطتنا تتضمن أن يصل عددها إلى 100 خلال العام الحالى.
ــ ما أبرز الأدوية التى سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة؟ ومدى فاعليتها؟
كما قلت «سوفالدى» حجر الأساس فى كل العلاجات، ويوجد بعض العقاقير المكملة له أو بديلة باستخدام نفس المادة الفعالة به، فمثلا عقار «هارفونى» وهو عبارة عن «سوفالدى» مع عقار آخر فى قرص واحد يؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يوميا، وسيتم بدء العلاج به فى النصف الأول من العام الحالى.
كما أن الوزارة خصصت 5 مراكز على مستوى الجمهورية لعلاج حالات ما بعد زراعة الكبد وحالات الفشل الكلوى بعقار «كيوريفو»، والبروتوكول يتضمن طرق علاج جميع حالات عدم الاستجابة للعلاج «الانتكاسات» على نفقة الحكومة، ونواكب ثورة فى الأدوية الحديثة وأى عقار يسجل فى الخارج يتم توفيره فى مصر، ولم يتم قصر العلاج على عقار واحد وسنقوم بإدخال أى دواء يصب فى مصلحة المريض.
ــ هناك تضارب عن عدد مرضى فيروس «سى» فى مصر.. وزارة الصحة أعلنت رقما أقل مما أعلنته الجمعيات الطبية.. فما هو مصدركم فى هذه البيانات؟
الوزارة أطلقت مسح الجوانب الصحية منذ شهر تقريبا، وجمعت بيانات أكثر من 27 ألف شخص أعمارهم من عام إلى 59 على مستوى الجمهورية، يوفر هذا المسح نتائج ممثلة على المستوى القومى لمصر، وتوافر بعض المؤشرات على مستوى 25 محافظة، وتم تنفيذ المسح بواسطة شركة الزناتى ومشاركوه تحت إشراف وزارة الصحة والسكان.
وقامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ــ القاهرة، بتمويل هذا المسح وتقديم الدعم الفنى عن طريق مؤسسة ICF الدولية من خلال برنامج المسوح السكانية والصحية، كما ساهم كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان بتقديم دعم مالى للمسح.
وأظهرت نتائج المسح أن نحو أربعة من بين كل 100 مصرى فى الفئة العمرية الأقل من 60 عاما مصابون حاليا بالالتهاب الكبدى الفيروسى «سى»، وأن نحو واحد فقط من 100 مصابون حاليا بالالتهاب الكبدى الفيروسى «بى»، أى ما يقدر بنحو 800 ألف مصرى فى هذه الفئة العمرية مصابون حاليا بالالتهاب الكبدى الفيروسى «بى»، و3.5 مليون مصرى مصابون حاليا بالالتهاب الكبدى الفيرسى «سى»، كما أظهرت النتائج أيضا أن معدلات الإصابة بالفيروسات الكبدية أعلى بين الرجال عن السيدات.
أقرأ أيضا
إبراهيم مصطفى: «القومية للفيروسات الكبدية» تعجلت فى إدخال «سوفالدى» مصر