خبراء بيئة: الصيد الجائر يقضي على 70 مليون سمكة قرش سنويا على مستوى العالم - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 يونيو 2025 10:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

خبراء بيئة: الصيد الجائر يقضي على 70 مليون سمكة قرش سنويا على مستوى العالم

دينا شعبان
نشر في: الخميس 16 فبراير 2023 - 7:37 م | آخر تحديث: الخميس 16 فبراير 2023 - 7:37 م
حمادة: القوانين المصرية تحظر صيد القروش والعديد من الكائنات المائية
العوضى: تغير المناخ يهدد أنواعا من الأسماك بالانقراض

يؤدى الصيد الجائر للأسماك إلى انخفاض أعدادها، الأمر الذى يؤثر على النظام الإيكولوجى، خاصة أسماك القرش، وبحسب مسئولين وخبراء فإن أعداد الصيادين الذين يعملون بالصيد الجائر دون تراخيص رسمية، تجاوز الـ3 آلاف صياد، وهو ما يؤدى إلى استنزاف المخزون السمكى الذى تعتمد عليه القروش للبقاء، فضلا عن شباك الصيادين والتغير المناخى.
وقال رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة، أيمن حمادة، إن الوزارة حظرت صيد وتداول الأسماك وخاصة «القرش»، وفقا للمادة 28 التى نصت على حظر صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية والكائنات الحية المائية أو حيازتها ونقلها وتصديرها أو الاتجار بها حية أو ميتة.
وأضاف حمادة لـ«الشروق»، أن كل من يخالف أحكام تلك المادة من القانون يعاقب بالحبس وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد عن 50 ألفا، مؤكدا أن وزارة البيئة اعتمدت حاليا برنامج رصد واستخدام أجهزة لمراقبة السلوك الحركى للقروش، لمعرفة سلوكها.
ومن جانبه، قال الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب مجدى علام، إنه بسبب الصيد الجائر يتم قتل نحو 70 مليون قرش سنويّا على مستوى العالم، فى حين أن ثلث أنواع القرش التى تعيش فى المحيطات المفتوحة معرضة للانقراض، مؤكدا أن إجمالى أنواع الأسماك بالسواحل المصرية المطلة على البحر الأحمر تبلغ أكثر من 370 نوعا، ولذلك أصبحت من أهم مواقع الغطس عالميا.
وأضاف علام لـ«الشروق»، أن الصيد الجائر أدى إلى ندرة الأسماك والتى تمثل المخزون الأساسى للقروش، بجانب الاستخدام المفرط للحيود المرجانية نتيجة ارتفاع معدلات الاستخدام للأنشطة البحرية، مؤكدا أن أسماك القرش التى تنشأ منذ الصغر من غير هجوم فلا تهاجم مع الوقت.
وفى سياق متصل، قال أستاذ الأحياء البحرية بمعهد علوم البحار بالغردقة الدكتور محمود معاطى، إن القروش تتغذى على أسماك الماكريل والتونة وبعض السلاحف والطيور البحرية وتحتاج إلى يومين لهضم وجبة واحدة، مؤكدا أن السواحل المصرية المطلة على البحر الأحمر بها أكثر من 8 أنواع من القروش منها قرش «الماكو» قصير الزعنفة.
وأضاف معاطى لـ«الشروق»، أن كل القروش لا تعتبر الإنسان وجبة مفضلة لها، فهى تميل إلى المناطق المعتدلة وأعماق تصل 150 مترا، ومن الممكن أن يسافر مسافات تصل إلى 2776 كم، وسجل 2128 كم خلال 37 يوما أى بمعدل 58 كم فى اليوم الواحد.
وعن تأثير تغير المناخ على انقراض أسماك القرش، قالت أخصائية علوم البيئة وتغير المناخ، الدكتورة سوسن العوضى، إن تغير المناخ يؤثر على مواقع وجود الأسماك النادرة وبالتالى تعرض هذه الكائنات للصيد والتهديد بالانقراض.
وأضافت العوضى لـ«الشروق»، أنه على سبيل المثال يؤدى تغير المناخ إلى هجرة سمك قرش «النمر» المشهورة بتواجدها فى المياه الاستوائية والدافئة، ويتقرب أكتر ناحية القطب الشمالى وناحية شمال شرق الولايات المتحدة كلما ارتفعت درجات حرارة المياه فى تلك المنطقة وهذا يؤدى إلى خلل بالنظام البيئى.
وأكدت أن توجد أسماك قرش مرجانية غير خطيرة وصديقة للإنسان، والتى نقابلها أثناء الغوص فى البحر الأحمر لمشاهدة الشعب المرجانية، لافتة إلى أنه منذ عام 2010، لم تتعد هجمات القرش على البشر فى مصر سوى 7 هجمات، ويوجد رصد مستمر لها سنويا وخاصة فى الجهة الشمالية فى الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وفى الجهة الجنوبية من مايو حتى يوليو.
وقال عضو اللجنة العلمية لاتفاقية سايتس، وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية ببرنامج الأمم المتحدة الدكتور عاطف محمد كامل، إن أعداد الصيادين غير التقليديين تخطت أعدادهم إلى 3 آلاف صياد، وأكثرهم قادمون من مناطق شرق شمال الدلتا نظرا لتدهور المصيد فى مناطقهم الأصلية.
وأضاف محمد لـ«الشروق»، أن مساحة الحيود المرجانية كنظم بيئية تعد المصدر الرئيسى لإنتاج الثروة السمكية بالرغم من قيمتها الاقتصادية ولكنها محدودة المساحة، فقد قدرت مساحتها بما لا يتعدى ال4٠٠ كيلو متر مربع.
وأشار إلى أن الصيد المستدام من الحيود المرجانية يجب ألا يزيد عن 3 إلى 5 أطنان سنويا للكيلومتر للمربع الواحد، أى إن أقصى معدلات صيد آمن دون إخلال بالمخزون الطبيعى يجب ألا يزيد عن ٢٠٠٠ طن سنويا فقط منها 60% من هذه الكمية مصدرها بيئة الحيود المرجانية، ويدل ذلك على أن المخزون الطبيعى للاسماك بالبحر الأحمر قد تدهور كثيرا.
وأضاف أن الإجراءات التى يجب استخدامها على المستوى المحلى تتمثل فى إنشاء مواقع غوص جديدة أى «حيود مرجانية صناعية» لتخفيف الضغوط والإفراط فى استخدام مواقع الغوص على الحدود المرجانية الطبيعية.
وتابع: «إضافة إلى أن مثل هذه الحيود «حيود مرجانية صناعية» سيكون لها تأثير إيجابى فى زيادة المخزون الطبيعى للأسماك لأنها ستمثل سكنا وبيئة حافظة لهذه الأسماك، فضلا عن عمل خطة تمنطق لكل الأنشطة القائمة على الموارد الطبيعية فى البحر الأحمر، وذلك لوقف التضارب القائم على هذه الموارد بين جميع الجهات ومستخدمى البيئة البحرية».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك