انتحاريو داعش يستهدفون الخارجين من جيبه المحاصر في شرق سوريا - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتحاريو داعش يستهدفون الخارجين من جيبه المحاصر في شرق سوريا

ا ف ب
نشر في: السبت 16 مارس 2019 - 2:33 ص | آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 2:33 ص

شنّ تنظيم الدولة الإسلامية الذي يوشك على خسارة آخر جيب له في شرق سوريا، الجمعة ثلاث هجمات انتحارية متزامنة استهدفت تجمعات للخارجين من الباغوز ما تسبب بمقتل ستة أشخاص منهم على الأقل وإصابة ثلاثة من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية.

وأفاد مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة "نفذ إرهابيو داعش ثلاث هجمات انتحارية متزامنة ضد العوائل والدواعش المستسلمين في ثلاث نقاط من المعبر الواصل إلى قواتنا".

وقال متحدث كردي جياكر أمد لوكالة فرانس برس إن "انتحارياً اختبأ بين الخارجين وفجّر نفسه ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص من عائلات تنظيم داعش"، أثناء تجمعهم قرب الممرّ الذي استحدثته قوات سوريا الديموقراطية لخروجهم من الجيب المحاصر.

وفي الوقت ذاته، أقدم انتحاريان آخران وفق أمد، "على تفجير نفسيهما في المعبر قرب نقاط تمركز قواتنا"، ما تسبب بإصابة ثلاثة من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية بجروح طفيفة.

وتُعدّ هذه أول مرة يستهدف فيها التنظيم، الذي يعتمد على الهجمات الانتحارية، تجمعات للخارجين من جيبه المحاصر بعدما كان شنّ الأربعاء هجومين مضادين تخللهما ثماني هجمات انتحارية ضد مواقع لقوات سوريا الديموقراطية.

وخرج الجمعة "المئات من مقاتلي داعش وعائلاتهم"، وفق أمد، من جيب التنظيم، وهو عبارة عن مخيم عشوائي محاط بأراض زراعية تمتدّ حتى الحدود العراقية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

ومنذ مطلع الأسبوع، أحصت قوات سوريا الديموقراطية خروج أكثر من أربعة آلاف شخص غالبيتهم من المقاتلين، بعدما استأنفت هجومها الهادف للقضاء على التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة "الخلافة الإسلامية" على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تعادل مساحة بريطانيا.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية أبطأت وتيرة عملياتها العسكرية منذ الخميس، إفساحاً في المجال أمام خروج المزيد من المحاصرين.

- إزالة راية التنظيم -

وأفادت صحافية في فرانس برس في الباغوز خلال ساعات النهار عن هدوء نسبي خرقته أصوات طلقات نارية وقذائف متقطعة بالإضافة إلى تحليق كثيف لطائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وشاهدت أثناء وجودها على بعد عشرات الأمتار من جيب التنظيم، خيماً وسيارات محترقة من دون رصد أي حركة للجهاديين والمدنيين بخلاف ما كان الحال عليه قبل نحو أسبوع. وليس واضحاً ما إذا كان ذلك يعود إلى تراجع عدد المحاصرين مع "استسلام" الآلاف خلال الأيام الماضية أو بسبب اختبائهم في خنادق حفروها.

كما أزيلت راية التنظيم السوداء عن مبنى كانت مرفوعة عليه قبل أيام.

وعملت قوات سوريا الديموقراطية منذ ليل الخميس على تعزيز مواقعها حول الجيب المحاصر في وقت لا تملك تصوراً واضحاً عن عدد مقاتلي التنظيم المتبقين.

وأوضح أمد "لا نستطيع أن نقول المئات أو الآلاف"، مضيفاً "من بقوا في الداخل لديهم عقيدة قوية، فداعش ليس منظمة عادية ويضم انتحاريين كثر سيقاومون حتى النهاية".

وفي الأسابيع الأخيرة، علّقت هذه القوات مراراً هجومها ضد جيب التنظيم، ما أتاح خروج عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم نساء وأطفال من أفراد عائلات المقاتلين، وبينهم عدد كبير من الأجانب.

وعلى وقع التقدم العسكري لقوات سوريا الديموقراطية التي بدأت عملياتها العسكرية في المنطقة ضد الجهاديين في أيلول/سبتمبر، خرج أكثر من 61 ألف شخص منذ كانون الأول/ديسمبر من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم في شرق سوريا، قبل أن يُطرد منها تباعاً.

وتمّ نقل الرجال المشتبه بأنهم جهاديون إلى مراكز اعتقال، فيما أرسل الأطفال والنساء إلى مخيمات في شمال شرق البلاد أبرزها مخيم الهول الذي بات يؤوي أكثر من 66 ألفاً.

وأعلنت باريس الجمعة إعادة خمسة أطفال من "اليتامى أو المفصولين عن أسرهم وتبلغ أعمارهم خمس سنوات أو أقل"، كانوا في مخيمات للنازحين تديرها قوات سوريا الديموقراطية.

وكانت فرنسا أعلنت في وقت سابق أنها تدرس احتمال إعادة عشرات الأطفال المتحدرين من عائلات فرنسية وكانوا في مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.

- 370 ألف قتيل -

وتوشك "خلافة" التنظيم على الانهيار في سوريا، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقوانينه المتشددة واعتداءاته الوحشية.

وأقرّ التنظيم بمقتل الجهاديين الفرنسيين الشقيقين فابيان وجان ميشال كلان جراء ضربات للتحالف، وفق ما أوردت مجلة النبأ الدعائية التابعة للتنظيم في عدد صدر الخميس ونقلته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام.

ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.

وتشكل جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري الذي بدأ الجمعة عامه التاسع، مخلفاً أكثر من 370 ألف قتيل، بينهم ما يزيد على 112 ألف مدني في 2018، وفق حصيلة نقلها المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس الجمعة. ومن بين القتلى المدنيين أكثر من 21 ألف طفل و13 ألف امرأة.

وتعد هذه الحصيلة السنوية الأدنى منذ اندلاع النزاع بعد تراجع المعارك على جبهات عدة. وباتت القوات الحكومية السورية تسيطر راهناً على نحو ثلثي مساحة البلاد بعدما تمكنت من حسم جبهات عدة على حساب فصائل معارضة وجهادية، بفضل دعم حلفائها لا سيما روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في أيلول/سبتمبر 2015.

وألحقت الحرب السورية منذ اندلاعها دماراً هائلاً في البلاد تقدر كلفته بـ400 مليار دولار ودفعت ملايين السكان إلى النزوح أو التهجير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك