مصور «الشروق» يروى حكايات النار والرماد فى ليلة بكت فيها العتبة - بوابة الشروق
الأحد 9 نوفمبر 2025 11:56 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

مصور «الشروق» يروى حكايات النار والرماد فى ليلة بكت فيها العتبة

حريق العتبة - تصوير احمد عبد الجواد
حريق العتبة - تصوير احمد عبد الجواد
كتبت ــ داليا العقاد:
نشر في: الإثنين 16 مايو 2016 - 7:39 م | آخر تحديث: الإثنين 16 مايو 2016 - 7:39 م
- عبدالجواد: الحريق كاد يذيب حذائى والبراميل المشتعلة تساقطت علينا.. وعربات الإطفاء وصلت بعد ساعة

لحظات هى التى تفصل بين الشجاعة والجبن، حينما قرر مصور «الشروق» أحمد عبدالجواد 22 سنة الدخول إلى قلب النيران، فى وسط القاهرة بمنطقة الرويعى بالقرب من ميدان العتبة بحى الموسكى بالقاهرة، ليستجيب لدعوات الأهالى والتجار البسطاء الذين هتفوا له لتصوير ما حدث «لكى يعرف بقية الناس ماذا حدث لنا من خسائر».
«أكبر حريقة رأيتها فى حياتى» يصف عبدالجواد المشهد كأنه جزء من «فيلم سينمائى» بسبب كثرة الحرائق التى طالت خمسة عقارات ومحلات تجارية بالرويعى، ومن ضمنها فندق الأندلس الذى يقال إن ماسا كهربائيا كان سبب اشتعال باقى العقارات بالمنطقة، مضيفا: « لا يمكننى أن أصدق ذلك لأن الفندق كان بعيدا عن باقى العقارات والمحلات التجارية المحترقة».
نجح مصور «الشروق» فى الالتفاف حول الكردون الأمنى ليصل إلى مكان الحادث نحو الساعة الثانية بعد منتصف ليل الإثنين الماضى، ليمارس عمله جنبا بجنب مع رجال الدفاع المدنى والأهالى الذين نجحوا بواسطة طفايات الحريق فى وقف امتداد النيران لبعض البيوت، يقول: «شمرت البنطلون حتى الركبة ومشيت فى مياه ساخنة كانت تغطى ساقى، متجاوزا بعض الأشياء المحترقة على الأرض، وشعرت أن شدة السخونة ستذيب الحذاء الرياضى الذى ارتديه».
وتابع: «وصلت لأجد النيران ممتدة فى كل مكان، وأحد شهود العيان قال أن عربات المطافئ لم تصل إلا بعد ساعة من اندلاع الحريق رغم شدة قرب المركز الرئيسى للمطافئ من المكان»، موضحا أنه كان فى منتصف أربعة عقارات ومحال محترقة، ومشى فى شوارع ضيقة أشبه بالحوارى، وكان يضع من وقت لآخر كاميرته داخل ملابسه ليحميها من رذاذ المياه المستخدم فى اطفاء الحرائق، قائلا: «أكثر ما كنت أخشاه أن تسقط الكاميرا غالية الثمن فى المياه فأفقدها».
كان عبدالجواد خائفا على حياته أيضا، فالدخان والحرارة كانا خانقين، فحوله كان يتساقط البعض مختنقين، ليدخلوا فى قائمة نحو 90 مصابا اصيبوا يوم الحادث، فضلا عن وفاة ثلاث أشخاص آخرين، لكنه ظل يسجل بكاميرته حتى الساعة السادسة والنصف محاولات السيطرة على النيران، مضيفا: «انحنيت أكثر من مرة إثر وقوع براميل مشتعلة من أعلى بعد سماع أصوات انفجارات، وكانت تلك البراميل غالبا تندفع من مخازن للتنر والألعاب النارية والبويات فى اتجاه بعض البيوت السكنية».
كان عبدالجواد شاهدا على دموع بعض التجار بسبب احتراق محلاتهم وما فيها من بضائع، حيث قدرت الخسائر بملايين الجنيهات، لافتا إلى أصحاب المحلات البعيد نسبيا عن امتداد النيران خسروا أيضا بضائعهم بسبب ارتفاع منسوب المياه، التى استخدمها رجال الإطفاء المدنى بمساعدة القوات المسلحة فى إخماد الحرائق.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك