أحيا الإعلامي أسامة كمال، الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، التي وافقت يوم الخميس الخامس عشر من مايو، مشيرا إلى أن العالم وكأنه ينسى أو يتناسى هذه الذكرى الأليمة؛ «إلا من القلة القليلة منا».
ووجه خلال برنامجه «مساء DMC » المذاع عبر شاشة «DMC» مساء الخميس، رسالة إلى المصريين قائلا: «عرّفوا أولادكم يعني إيه نكبة، وربوهم أن هذه الأرض هي أرض عربية، قصة النكبة يجب أن تُحكى وتُورّث، ونحفظها ونتوارثها كما نحفظ أسماءنا، هي وجع مزمن في صدر الأمة».
ووصف الخامس عشر من مايو بأنه «ليس مجرد ورقة في نتيجة»؛ لكنه «اليوم الذي كُسرت فيه القلوب، وهُدمت فيه البيوت، وطمست فيه الهوية»، مضيفا أن الخامس عشر من مايو هو «اليوم الذي تحولت فيه الأرض إلى ساحة للتهجير وكُتب فيه فصل من أتعس فصول التاريخ العربي، لا يزال مفتوحا كجرح غائر لم يندمل حتى الآن».
وأشار إلى امتداد جذور النكبة قبل 1948عندما واجه الشعب الفلسطيني مخططات ثيودور هرتزل - مؤسس الحركة الصهيونية- لإنشاء وطن لليهود، موضحا أن الأفكار أخذت بالانتشار وتوالت المؤتمرات الداعمة لها، وصولًا إلى صدور «وعد بلفور المشئوم وعطاء من لا يملك لمن لا يستحق ليقرروا بمنتهى العنصرية أن يكون المشهد: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».
ونوه أن وعد بلفور 1917 «لم يكن مجرد تصريح سياسي؛ بل كان بوابة الجحيم»، لافتا إلى انخداع الفلسطينيين بالاعتقاد بأن الانتداب البريطاني سينصفهم؛ لكن الحقيقة كانت أن «الاستيطان كان يتزايد، والأسلحة تتجهز، والجيوش تتشكل، والمذابح يُحضر لها».
وأشار إلى استعداد وتدرب العصابات الصهيونية الإرهابية على ارتكاب المذابح وكيفية طرد شعب بأكمله، وذلك في مواجهة مقاومة الفلسطينيين بكل ما أوتوا من قوة، عبر المظاهرات والاحتجاجات والعمليات الفدائية.
وأردف أن «الفلسطينيين كانوا مجرد أرقام أمام الآلة المدعومة من الغرب، حتى جاء قرار الأمم المتحدة بتقسيم الأرض وكأنها تملكها؛ فكان نصفها لأناس قادمين من الخارج، والنصف الآخر مجرد أمل كاذب لأصحاب الأرض».
واختتم: «في 1948حدث ما كان مُخططا له منذ سنوات؛ إعلان قيام دولة إسرائيل فوق أشلاء الفلسطينيين وأنقاض منازلهم، ووقعت المذبحة الكبرى في دير ياسين فجر التاسع من أبريل عام 1948، وقُتل الأطفال والشيوخ والنساء بأبشع الطرق ليكونوا عبرة لغيرهم لتبدأ موجة التهجير التي لم يكتفوا منها حتى يومنا هذا».