أعاد حادث قطار قرية العروبة بمركز قفط بمحافظة قنا، والذى وقع منذ فترة نتيجة عدم إغلاق مزلقان السكة الحديد أثناء عبور القطار، وأودى بحياة 3 أشخاص، ــ الحديث عن تطوير المزلقانات، خاصة أن الاعتماد على الطرق التقليدية فى إغلاقها بالصعيد، يهدد حياة المواطنين، فى ظل وجود عدد كبير من المزلقانات العشوائية وأخرى ليس لها حواجز، ما يجعل ملف قطارات الصعيد حافلا بالآلام.

«الشروق» تفتح ملف مزلقانات السكة الحديد والمزلقانات العشوائية التى لم تدرج فى خطة التطوير، رغم تصريحات المسئولين بمرفق السكة الحديد عن خطة تطوير المزلقانات وتزويدها بالإشارات الإلكترونية والسلاسل الحديدية لتجنب حوادث العبور، حيث توجد عشرات المزلقانات العشوائية التى ليس بها سلاسل حديدية، ولا يتم إغلاقها أثناء مرور القطارات.

فى محافظة قنا يوجد نحو 53 مزلقانا، بداية من قرية أبوشوشة بمركز أبوتشت شمالا، وصولا لمركز قوص جنوبا، وتعمل معظم هذه المزلقانات، وفقا لأحد مسئولى السكة الحديد، على أنظمة الإشارات الإلكترونية والإغلاق الإلكترونى والسلاسل الحديدية، بعد تلقى خفراء البلوكات إشارة تليفونية بوصول القطار، إلا أن هناك عددا من المزلقانات العشوائية فى القرى والنجوع ليس لها حواجز، وهى تعد صداعا فى رأس الأهالى لكثرة الحوادث عليها أثناء العبور، ومن هذه المزلقانات «مزلقان قرية السواحلية بقفط، والشيخ يونس بمدينة قنا»، ورغم إنشاء كوبرى يمر فوق السكة الحديد بتكلفة 12 مليون جنيه وتم افتتاحه منذ أيام، إلا أن الأهالى مازالوا يستخدمون المزلقان العشوائى فى المرور، إضافة إلى وجود عدد آخر من المزلقانات العشوائية بقرى مركزى فرشوط وأبوتشت.

كانت قرية العروبة بمركز قفط شهدت قبل فترة حادثا مأساويا، حيث اصطدم القطار رقم 1925 بضائع، المقبل من أسوان إلى القاهرة، بالسيارة رقم 2013 ملاكى أثناء عبورها للمزلقان، وكشفت التحقيقات عن عدم إخطار عامل المزلقان بمرور قطار فى ذلك الوقت، فتركه مفتوحا، ليودى الحادث بحياة 3 أشخاص من أسرة واحدة، وسط حالة استياء وغضب من أهالى القرية احتجاجا على حالة الإهمال والتردى التى وصل إليها مرفق السكة الحديد.

وقال جمال حسن محمود، خفير مزلقان العروبة بمركز قفط، إن طبيعة عمله تبدأ حينما يتصل به الخفير الموجود فى البلوك الذى يسبقه بوصول القطار، ليقوم بإغلاق المزلقان عن طريق السلسلة الحديدية فى الاتجاهين، لافتا إلى أن طبيعة عمل الخفير تتطلب الاستيقاظ الدائم فى العمل وإغلاق المزلقان قبل وصول القطار بوقت كاف.

وأشار إلى أنه لم يكن موجودا بالمزلقان يوم الحادث، إلا أن زميله لم يتلق أى إشارة تليفونية أو حتى إلكترونية تفيد بمرور القطار، ما جعله يتركه مفتوحا، ليفاجأ قائد السيارة الملاكى بالقطار أثناء عبور المزلقان.

وكان المئات من أهالى قرية السواحلية بمركز فقط نظموا عدة وقفات احتجاجية بقريتهم وأمام ديوان عام المحافظة اعتراضا على عدم وجود مزلقان بالقرية، ما يعرضهم وأولادهم للخطر اليومى أثناء رحلة العبور والعودة إلى القرية التى يقسمها شريط السكة الحديد، وطالبوا بإنشاء مزلقان دون جدوى.

من جانبه، أكد محمود أبوالوفا، من أهالى قرية السواحلية بمركز قفط، أنه وأهالى القرية طالبوا كثيرا بإنشاء مزلقان حفاظا على أبنائهم الذين يعبرون شريط السكة الحديد يوميا أثناء ذهابهم للمدارس والعودة منها، مؤكدا وقوع حادث أو اثنين سنويا أثناء عبور السيارات والجرارات أو الأطفال.

بينما يقول حسن محمود حسن، من القرية ذاتها، إن القرية تضررت كثيرا من المزلقان العشوائى، ورغم مرور سنوات طويلة على مطالبتهم إنشاء مزلقان متكامل بالقرية، إلا أن أحدا لم يستجب لشكواهم، ولم يتدخل أى مسئول لحل مشكلتهم، مشيرا إلى أن هناك حالة من الخوف تنتاب أهالى القرية خشية على أبنائهم أثناء ذهابهم للمدارس والعودة منها.

وشهدت المحافظة الكثير من حوادث القطارات الأشهر القليلة الماضية، منها واقعة مقتل ربة منزل على قضبان السكة الحديد بمركز فرشوط الشهر الماضى، أثناء عبورها لمزلقان، وهى الحادثة الأكثر تأثيرا فى المواطنين، حيث أن السيدة رحمة رشيدى، 22 عاما من قرية القبيبة بفرشوط، ألقت طفلتها الرضيعة بعيدا أثناء دهس القطار لها، لتلقى حتفها وتنقذ رضيعتها من الموت المحقق، وأيضا فى ذات اليوم لقى أب ونجله وعامل مصرعهم أثناء استقلالهم دراجة نارية، حيث دهسهم القطار رقم 163 بمزلقان الجزيرية التابعة لمركز قنا، وأيضا مقتل سائق سيارة نقل أثناء عبور مزلقان قرية الحامدية بمدينة نجع حمادى، وغيرها من حالات دهس القطارات لمواطنين أثناء عبورهم لمزلقانات السكة الحديد.

ولعل الواقعة الأشهر فى حوادث قطارات الصعيد هى واقعة اصطدام قطار بأتوبيس مدارس فى عام 2012 بمزلقان قرية المندرة بمحافظة أسيوط والذى أودى بحياة 50 طفلا من طلاب المدارس، وكان تقرير صادر عن هيئة السكة الحديد كشف عن إجمالى حوادث القطارات خلال السنوات الخمس الماضية، وبلغ الإجمالى نحو 4777 حادثا.

من جانبه، أوضح سيد سويدان، أحد المشرفين بهيئة سكة حديد قنا، أن منظومة السكة الحديد بالمحافظة فاشلة، ودائما ما تستبعد الكفاءات، لافتا إلى أنه كان من كفاءات الهيئة فى مجال لحام القضبان، وحينما تكلم عن منظومة السكة الحديد والفساد المنتشر بها، تم استبعاده بتاريخ 27 أبريل الماضى.

وتابع سويدان: «تطوير مزلقانات السكة الحديد يجب أن يكون ضمن أولويات الحكومة، ويجب عدم الاكتفاء بالإشارة التليفونية أو السلاسل الحديدية التى أصبحت غير كافية فى وقتنا الحالى».