سرطانات البحر في «جزيرة كريسماس» بالمحيط الهندي تبدأ مسيرتها السنوية للتزاوج - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سرطانات البحر في «جزيرة كريسماس» بالمحيط الهندي تبدأ مسيرتها السنوية للتزاوج

(د ب أ)
نشر في: الإثنين 16 ديسمبر 2019 - 3:32 م | آخر تحديث: الإثنين 16 ديسمبر 2019 - 3:32 م

بدأت سرطانات البحر الحمراء الرائعة والفريدة في "جزيرة كريسماس" النائية الصخرية التي تقع في قلب المحيط الهندي، مسيرتها السنوية الطويلة للتزاوج من جديد، حيث تسير من الغابة إلى الساحل للعثور على أقران للتزاوج ولكي تضع بيضها.

ويتم ذلك الحدث في كل موسم أمطار، خلال الفترة بين نوفمبر إبريل، وهي الفترة التي تتميز بالطقس الحار الرطب، وبالأمطار والعواصف.

ولكن نظرا لعدم سقوط أمطار على الجزيرة الواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوب جزيرة جاوه في إندونيسيا، لم تحدث هجرة تزاوج سرطان البحر (السلطعون) في شهر نوفمبر هذا العام.

وقالت جانا لوك، وهي مسؤولة في شركة "كريسماس آيلاند للسياحة" في حديث لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): "لم تبدأ هجرة سرطانات البحر الحمراء إلا هذا الاسبوع فقط. لقد كانت بداية متأخرة هذا العام بسبب عدم هطول الامطار المطلوبة لسرطانات البحر من أجل بدء رحلتهم."

وكان سقوط الأمطار بمنسوب يبلغ بضعة مليمترات في وقت سابق من الأسبوع الجاري، يعني أنه من الممكن أن تترك سرطانات البحر الراحة في منازلها في الأدغال وأن تبدأ السير إلى الساحل من أجل التزاوج ووضع البيض.

ولا توجد تلك السرطانات النادرة - التي يبلغ عرضها 116 ملليمترا – إلا في جزيرة كريسماس وجزيرة كوكوس القريبة. وهي تعيش في جحور وشقوق صخرية في الغابات المطيرة الكثيفة في الأراضي الخارجية الأسترالية، على بعد 1500 كيلومتر من البر الرئيسي.

ويقول العلماء إن الغابة والنظام البيئي للجزيرة هما "نتاج لما قامت به سرطانات البحر لملايين السنين."

وقال بيتر جرين، رئيس إدارة البيئة في "جامعة لا تروب" الأسترالية، الذي يجري دراسات على المخلوق ذو العشرة أرجل منذ أكثر من 30 عاما: "لا يوجد الكثير من الحيوانات التي أثرت بشكل كبير على النظام البيئي بمفردها".

وتقدر أعداد سرطانات البحر الحمراء بين 60 مليون و80 مليون، بحسب العلماء وحراس المحميات، في الجزيرة التي تبلغ مساحتها 135 كيلومترا مربعا، والتي يبلغ عدد سكانها 1300 نسمة فقط.

ولم يكتشف العلماء بالضبط كيف تتعرف السرطانات الحمراء على موعد بدء مسيرتها من أجل التزاوج، باستثناء أنه يجب أن يبدأ المطر في الهطول، ويجب أن تكون التربة رطبة بشكل كاف.

وأوضح جرين أن الهجرة المتزامنة ذات الغرض المشترك، تعتمد فقط على غريزة سرطانات البحر الحمراء.

وعادة ما يقودها ذكر أكبر سنا وبالغا، على الرغم من أنها تعيش بمفردها، إلا أنها تسير معا في هذه الرحلة.

وبعد التزاوج، تعود الذكور إلى الغابة، بينما تبقى الإناث في الجحور لمدة أسبوعين. وعند شروق الشمس في أحد أيام المد المرتفع - وهو ما يحدث على الأرجح في 23 أو 24 من ديسمبر هذا العام - تقوم الاناث بإسقاط البويضات في البحر.

وتضع كل أنثى عشرات الآلاف من البويضات، وتختار فترات المد الأعلى لضمان بقاء البويضات. ثم تعود الإناث إلى الغابة.

وتفقس البويضات بمجرد أن تنزل في الماء المالح، وتقضي ما يصل إلى أربعة أسابيع في البحر، وتمر بمراحل مختلفة. ويبدو أن أسماك القرش والحيتان تتغذى عليها بانتظام.

وتعود صغار سرطانات البحر بعد ثلاثة أسابيع من وضع البيض، من المحيط إلى جزيرة كريسماس، ثم تعود إلى الغابة. ومن المتوقع أن تعود هذا العام في منتصف يناير.

وقالت لوك: "تعرف بطريقة ما كيف تعود إلى الغابة من الساحل. ثم تدفن نفسها في التراب لبضع سنوات في الغابة حتى تصبح سرطانات كاملة النمو".

وأوضحت أن سرطانات البحر المولودة في عام 2014 - الذي كان "عاما ضخم الاعداد"، أصبحت الان في سن ناضج يسمح لها بالهجرة لأول مرة هذا العام.

وأضافت: "لذلك نأمل أن نرى أعدادا كبيرة من سرطانات البحر الحمراء".

وتفيد مقولة محلية: "عندما تصل السرطانات البلدة، تبطئ البلدة من سرعتها". وقد قام حراس المحميات ببناء سياج بطول خمسة كيلومترات على طول الطريق، بالاضافة إلى عمل أرصفة خاصة وأنفاق سفلية وحتى جسر علوي، لجعل هجرة تلك القشريات أكثر سلاسة.

ولا تواجه السرطانات الحمراء حيوانات مفترسة خطيرة في جزيرة كريسماس. كما لا يأكلها الناس لأن طعمها غير جيد.

ومع ذلك، فقد أصبح النمل الأصفر الذي يقوم بعمل مستعمرات كبرى، والذي وصل إلى الجزيرة قبل نحو ثلاثة عقود فقط عبر السفن، يمثل تهديدا كبيرا بالنسبة لتلك السرطانات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك