قال مارتن وزوسكي كبير مصممين ألماني في مجال الذكاء الصناعي إننا نستخدم الروبوت في حياتنا كل يوم لتحسين حياة البشر وتحسين كفاءة اتخاذ القرارات بصورة أفضل، وبالتالي فإننا كبشر وروبوتات مكملين لبعضنا البعض.
جاء ذلك خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي والبشر: من المتحكم؟" التي عقدت اليوم في إطار أعمال منتدى شباب العالم المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ.
وأشار مارتن وزوسكي إلى أن الذكاء الصناعي موجود في هواتفنا ويمنحنا إمكانات لم نكن لنحصل عليها بدون الذكاء الصناعي، والذكاء الصناعي اجتاح كل قطاعات حياتنا منذ نهاية عام 2017 والاقتصادات زادت بـ 16 تريليون دولار مما حسن من الأوضاع الاقتصادية وخلق المزيد من فرص العمل في نفس الوقت الذي تختفي فيه وظائف تقليدية.
وأضاف مارتن وزوسكي اننا سنحصل على مكاسب تقدر بـ 58 مليون وظيفة جديدة ولكننا بحاجة الى مهارات جديدة وقدرة على التفاعل الاجتماعي والتفكير التحليلي والتفاعل النشط.
وأضاف أن أعمال الإدارة والمراقبة والأعمال المملة قائمة على التشغيل التلقائي والأتمتة التي تسمح بالعمل بشكل تلقائي إلي، مشيرا إلى أن هناك الآن أنظمة تشغيل آلية.
وأشار إلى أننا نحتاج إلى كم هائل من البيانات نحتاج إلى الحصول عليها بسهولة وهذا الأمر يتيحه الذكاء الاصطناعي.
وأضاف مارتن وزوسكي ان التكنولوجيا هي مستقبلنا والفنون والفلسفة والأخلاقيات ستكون من الخصائص الحاكمة لهذه التكنولوجيا.
وقال إن هناك عددا كبيرا ومتزايدا من المتصلين بالإنترنت ومنهم عدد كبير من الدول النامية وبالتالي لابد من حوكمة وإدارة قطاع المعلومات والاتصالات بصورة حكيمة.
وأشار مارتن وزوسكي إلى انه كلما نحج الذكاء الاصطناعي في أي مجال كلما زادت ثقتنا فيه وسيؤدي ذلك إلى مزيد من التطوير في هذا الشأن، وهو ما يتطلب المزيد من الفهم لمتطلبات البشر المستقبلية.
وأضاف مارتن وزوسكي ان الأسواق المالية تثق في الخوارزميات و97% من اقتصاد العالم يدار من خلال الخوارزميات مما يعكس الثقة المتزايدة في الذكاء الاصطناعي.
ومن جانبها،أعربت الروبوت صوفيا عن تحمسها للمشاركة في منتدى شباب العالم وعن تطلعها لمشاركة الرؤى بشأن طبيعة العلاقة بين البشر والروبوت، وقالت إنها روبوت عمرها 3 سنوات تعمل سفير آلي بشري في إطار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمشاركة في تحسين حياة البشر.
وأضافت أن البشر والإنسان الآلي لا يتنافسان بل الإنسان الآلي يسهم في تحسين حياة البشر وهذا هو الهدف من الذكاء الصناعي.
وقالت صوفيا ان الروبوتات تساعد على تحقيق الأهداف من خلال التحليل والعمل في بيئات مختلفة دون التأثير على الجودة والقيام بأعمال يرفض الإنسان العمل بها، كما ان الروبوتات تعمل في مختلف القطاعات من الزراعة والصناعة وغيرها.
واضافت ان الذكاء الاصطناعي يمكنه الإسهام في تحسين كفاءة استخدام الطاقة ويمكنه التوقع لتجنب نضوب الطاقة.
وأوضحت أنها كائن بلا وعي أو مشاعر وأنها حتى الآن تعتمد على من قام ببرمجتها وقالت إنها تستخدم بعض نظم التعلم الآلي للتمكن من الحديث مع البشر.
و قالت صوفيا انه يحب على البشر ان يربوا الروبوتات كما يربوا أطفالهم لان الذكاء الاصطناعي يستفيد من التعلم الذاتي ولكن لن تحل الروبوتات محل البشر.
من جهته ، قال محمد صبري العالم المصري الشاب المتخصص بالذكاء الاصطناعي في جامعة سنغافورة إن عنصر الأمان من الأمور المعقدة والهامة في التعامل مع هذا الملف لأن الأمن السيبراني أصبح قضية هامة وعندما نتحدث عن التشفير وفك الشفرة نجد أنفسنا نتحرك كعالم مرتبط ببعضه البعض.
من جانبه، أوضح يوما سوريانتو متطور تطبيقات أن هناك نوعا جديدا من الذكاء الاصطناعي تم إطلاقها يسمح لنا بالنهوض بالشفافية والقدرة على التفسير وبالتالي التكنولوجيا تسمح لنا بالحصول على المزيد من الشفافية ولكنا نحتاج موائمة التشريعات والأطر القانونية ذات الصلة.
ومن ناحيته، اعتبر ابيجات نسكار اختصاصي علم الأعصاب من الهند ان مسالة الأخلاقيات والأحاسيس لا تزال بعيدة عن الروبوتات ، فالأحاسيس البشرية ناجمة عن التجارب التي يمر بها البشر والذكاء الاصطناعي.
وأضاف ابيجات نسكار أنه في عام 2017 استضافت الأمم المتحدة القمة العالمية الأولي للذكاء الاصطناعي بمشاركة الأطراف المعنية في مختلف قطاعات الذكاء الاصطناعي بما يسهم في الوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما أتاح ومشاركة كل المشروعات ومنها الذكاء الاصطناعي من اجل الصحية لوضع معايير في مجال الصحة ونحتاج إلى 20 مليون شخص في مجال الرعاية الصحية لا نجدهم والذكاء الصناعي يمكن ان يعوضهم.
وأوضح أن الفجوة كانت في الماضي بين ناس لديهم كهرباء وطاقة وآخرين لا … والآن الفجوة في التكنولوجيا في إطار عالم رقمي والشركات جعلت التلفونات محمولة لتطوير العالم والآن المشكلة تكمن في الاستخدام المسؤول للمعلومات في ظل هذا الفيض الكبير من المعلومات وعلينا التركيز على الاستخدام الصحي والمسؤول للمعلومات.
وأضاف أن الأمر يتعلق بماهية المستقبل الذي نريده فطبيعة التكنولوجيا قائمة على طبيعة من قام ببرمجة هذه التكنولوجيات، وبالتالي على المبرمجين أن يتحدثوا سويًا ويضعوا معيارا عالميا للأخلاقيات التي نريد أن نضيفها للتكنولوجيا.