معا للقضاء على الثأر.. مبادرة أزهرية لوقف نزيف الدم بالصعيد - بوابة الشروق
الإثنين 3 يونيو 2024 4:04 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معا للقضاء على الثأر.. مبادرة أزهرية لوقف نزيف الدم بالصعيد

إنهاء خصومة ثأرية بالفيوم
إنهاء خصومة ثأرية بالفيوم
ماهر عبدالصبور وحمادة عاشور ويونس درويش
نشر في: الخميس 17 فبراير 2022 - 8:42 م | آخر تحديث: الخميس 17 فبراير 2022 - 8:42 م

الأزهر يقود مبادرة «معا للقضاء على الثأر» بمشاركة أجهزة الدولة ومثقفين وسياسيين ووجهاء 

جهود المشيخة أنهت خصومة ثأرية بين عائلتين مسيحيتين فى المنيا تسببت فى مقتل 9 أشخاص 

محافظ أسيوط: هدفنا نبذ العنف وإعطاء الفرصة للقانون أن يأخذ مجراه 

لجنة فض المنازعات تنجح فى عقد 134 مصالحة فى قنا

محافظ المنيا: ملف إنهاء الخصومات الثأرية من أهم ملفاتنا

جهود كبيرة يبذلها الأزهر الشريف فى الوقت الراهن لإنهاء الموروثات الشعبية المتعلقة بالثأر فى الصعيد وحلحلة النزاعات القبلية التى راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء الوجه القبلى، حملت عنوان «معا للقضاء على الثأر»، انطلقت من محافظة أسيوط، واستعانت فيها المشيخة بمثقفين وسياسيين ووجهاء أهالى القرى والمراكز محل النزاعات ممن يتمتعون بالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة، وكبار عائلات أطراف النـزاع.

ويتم توثيق أعمال المبادرة بمحاضر معتمدة من الجهات التنفيذية بالمحافظات، وتكون قراراتها نافذة وملزمة للجميع بما لا يتعارض مع القانون، فكيف نشأت الفكرة؟ ومن يقف وراءها؟ والثمار الذى جنتها؟

الدكتور على عبدالحافظ، رئيس المنطقة الأزهرية بأسيوط ورئيس مبادرة القضاء على الثأر، قال إن مبادرة «معا للقضاء على الثأر» انطلقت من محافظة أسيوط برئاسة الدكتور عباش شومان وكيل الأزهر السابق وبرعاية الأمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر واللواء عصام سعد محافظ أسيوط واللواء عمر السويفى مدير أمن أسيوط والدكتور محمد عبدالمالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلى، وذلك فى إطار القضاء على الخصومات الثأرية وإنهاء الخلافات والنزاعات.

من جهته، قال اللواء عصام سعد محافظ أسيوط: إن إنهاء الثأر يحتاج إلى تضافر الجهود من الأجهزة التنفيذية والشعبية الحكومية والمجتمع المدنى والأزهر الشريف ورجال الدين الإسلامى والمسيحى لوأد الفتنة لنبذ العنف وإعطاء الفرصة للقانون لمعاقبة المخطئين والبعد عن العادات السيئة كعادة الثأر بيننا، مشيدا بالجهود المبذولة من قبل لجان المصالحات بالمراكز فى هذا الشأن.

وناشد المحافظ أطراف النزاع بالتسامح والعفو وترك العنف والنزاعات وتحكيم العقل صونا للأرواح.

وفى السياق ذاته، أكد الدكتور محمد عبدالمالك، رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلى، ضرورة الاصطفاف مع كل الجهات المعنية بالدولة لإنهاء الخصومات وعقد جلسات للتصالح ونبذ العنف والسعى نحو إنجاز تلك المصالحات، لافتا إلى احتياجنا لمجتمع آمن ومستقر بعيد عن الانشقاق.

وأشار الدكتور عاصم قبيصى وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط إلى أنه تم تشكيل لجان من مفتشى وأئمة الأوقاف وبالتنسيق مع ضباط ومأمورى المباحث والأقسام تضمنت إنهاء الخصومات الثأرية إضافة إلى دورهم فى إلقاء الدروس بالمساجد أسبوعيا عن نبذ الخصومات القارية والتخلى عن الخلافات.

فى مقابل ذلك يقسم مصدر أمنى رفيع الخصومات الثأرية إلى نوعين الأول ينتشر فى قرى أبنوب والبدارى والقوصية وديروط ومركز أسيوط ويبلغ عدده نحو ٣٠ خصومة ملتهبة، ونوع آخر هادئ طبيعى ويشمل باقى مراكز المحافظة، موضحا أن إجمالى الخصومات تصل لـ ٢٥٠٠ خصومة.

ويعد ملف إنهاء الخصومات الثأرية والمصالحات من أهم الملفات التى تركز عليها الأجهزة التنفيذية والأمنية بمحافظة قنا أيضا، وذلك لتأثيرها المباشر على أعمال التنمية بالمحافظة، لذا يؤكد المحافظ اللواء أشرف الداودى أنها تسعى جاهدة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ولجنة المصالحات فى إنهاء كل الخصومات الثأرية، وشهدت محافظة قنا فى يونيو الماضى إطلاق مبادرة «قنا بلا خصومات ثأرية» اتفق خلالها ممثلو الجهات المشاركة على ترسيخ مبدأ الأمن والسلام الاجتماعى، ووضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى للقضاء على ظاهرة الثأر ووضع حل جذرى لها.

 وأشار محافظ قنا إلى أنه تم عقد اجتماعات دورية للأطراف المشاركة وهم من الأزهر والكنيسة والأوقاف والجامعة، بالإضافة إلى كبار العائلات من العمد والمشايخ بالقرى، بالتنسيق مع مديرية الأمن وذلك لمتابعة ما تم إنجازه على مستوى التوعية وتخفيف حدة النزاعات وإنهاء الخصومات القائمة، لافتا إلى أنه تم عقد 134 مصالحة خلال الفترة الماضية وهذا ما يؤكد أن ثقافة الشعب القنائى تغيرت.

وأضاف محافظ قنا أن المحافظة اتخذت من قريتى حمردوم وأبو حزام بمركز نجع حمادى نموذجا لبدء عمليات التنمية بهما باعتبارهما من أكثر المناطق التى ينتشر بها خصومات ثأرية، ولذلك تم تدشين مبادرة تنموية فى شهر سبتمبر الماضى بهدف تحقيق التنمية المستدامة بالقريتين والحد من الخصومات الثأرية ونبذ العنف والتعصب القبلى.

يشير الشيخ ماهر جبر، وكيل مديرية أوقاف قنا، فى هذا الصدد إلى تشكيل لجنة فض المنازعات والخصومات الثأرية منذ 3 سنوات توقفت أعمالها فى فترة كورونا الأولى، ثم استأنفت أعمالها مرة أخرى، وكان لها دور فاعل فى حادث حمردوم وأبوحزام حيث تم التدخل ووضع عدة إجراءات مؤسسية ومجتمعية لتذليل كل العقبات وتوفير عدة خدمات بالقريتين وذلك للعمل على التقريب بين المتخاصمين للقضاء على الشعور بالإقصاء.

«بيت العائلة»

وضع المنيا يبدو أكثر تعقيدا؛ حيث يقول الشيخ جمال عبدالحميد، أحد قيادات الأزهر الشريف بمحافظة المنيا، وعضو مؤسس بيت العائلة المنياوى: إن قضية الثأر من أشد القضايا المنتشرة والتى تؤرق الأجهزة الأمنية والتنفيذية، حتى وصل الأمر إلى الثأر من السيدات على أبواب المحاكم.

وأضاف عبدالحميد، أن بيت العائلة المنياوى، الذى يستمد وجوده من مشيخة الأزهر نجح كثيرا فى وأد الكثير من الفتن، والنزاعات الثأرية الطائفية، ولعل أشهر تدخلات الصلح التى نجح الأزهر فى حلها فى محافظة المنيا، كانت بين طرفين من الأقباط «شركاء الوطن»، بين عائلتى النوحة والغطاطسة، وهما عائلتان مسيحيتان من دير أبى حنس بملوى.

مهّد الأزهر لإنهاء هذه الخصومة بإرسال قافلة من علماء الأزهر ورجاله إلى قلب كنيسة دير أبى حنس ما كان له الأثر الأكبر فى نفوس المتخاصمين، وكانت المشاجرة بعد الخلاف على تقسيم الأراضى الزراعية، وانتهت بمذبحة كبرى، راح ضحيتها 9 أفراد من كلا العائلتين.

فى السياق نفسه، كشف الدكتور أحمد طلب، مدير منطقة المنيا الأزهرية، أن أعمال اللجنة توثق بموجب محاضر معتمدة من الجهات التنفيذية بالمحافظة، كما ينص القرار على أن تتبع اللجنة الفرعية بالمنيا لجنة عليا لمشرحة الأزهر، تقوم بالتمهيد وإجراء الخطوات الأولى للمصالحة والتدخل السريع بين أطراف النزاع وحثهم على حفظ الأنفس والأرواح والممتلكات وترك العادات السيئة والعصبية القبلية فى التعامل فيما بينهم والتحلى بأخلاق الإسلام السمحة تمهيدًا لتدخل اللجنة العليا للمصالحات، وعرض تقرير مفصل بالواقعة على اللجنة العليا تمهيدًا لاستكمال باقى الإجراءات.

وأشرف الأزهر الشريف وبيت العائلة المنياوى على جلسات الصلح التى عقدت بمحافظة المنيا فى شأن الفتنة الطائفية التى جرت بقرية بنى أحمد الشرقية والقرى المجاورة، والتى أسفرت عن إصابة 17 شخصا وحرق 9 منازل و7 سيارات ومحلات تجارية، ولكن بعد عدد من الجلسات العرفية فى حضور ممثلى الأزهر والكنيسة، اتفق الطرفان فى حضور جميع الجهات الأمنية والأطياف السياسية بالمحافظة على وقف نزيف الدم، بشرط جزائى 2 مليون جنيه على من يكسر الصلح، وطرده من المحافظة أيا كان وضعه المادى أو الاجتماعى أو منصبه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك