ــ انطلاق الانتخابات المبكرة فى سفارات روسية بالخارج.. واستطلاع رأى: الرئيس الحالى سيحصل على 69%
يتوجه، غدا الأحد، نحو 107 ملايين روسى لاختيار رئيس للبلاد من بين ثمانية مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالى فلاديمير بوتين، الذى من المرجح أن يبقى فى الكرملين لولاية رابعة.

وسيبدأ التصويت فى الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلى لموسكو، بعد أن انطلق بالفعل، أمس الأول، فى عدة سفارات روسية فى الخارج بينها مصر، حيث توجه فيها المواطنون الروس للتصويت فى السفارة الروسية بالقاهرة والقنصليتين بالإسكندرية والغردقة. وأظهر استطلاع للرأى أجراه معهد «فيتسيوم» لدراسات الرأى العام أن الرئيس بوتين سيحصل على 69% من نوايا التصويت، يليه مرشح الحزب الشيوعى بافيل جرودينين بنسبة تتراوح ما بين 7ــ8%، ويأتى فى المركز الثالث المرشح القومى المتطرف فلاديمير جيرينوفسكى، بنسبة تتراوح ما بين 5ــ6%، فيما يتقاسم المرشحون الخمسة الآخرون باقى الأصوات بنسب متفاوتة.

وأشارت صحيفة «لادييش» الفرنسية إلى أن بوتين (65 عاما) قضى 18 عاما على رأس السلطة فى روسيا، وهى الفترة الأطول منذ الرئيس السوفييتى جوزيف ستالين.

ولفتت الصحيفة إلى أن هدف الكرملين أن تصل نسبة المشاركة إلى 70% وأن يحصل بوتين على 70% من تلك الأصوات، إلا أنه وفقا لتقديرات الخبراء فإن نسبة المشاركة ستتراوح بين 57ــ67% من الأصوات.

وكانت نسبة الاقبال بلغت 62% فى الانتخابات السابقة عام 2012، بينما شهدت انتخابات 2008 اقبالا بنسبة 70%.

من جانبها، ذكرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن المؤسسات الروسية أعربت عن قلقها بشأن الاقبال الانتخابى، مشيرة إلى أن حملة بوتين الانتخابية جاءت باهتة ولم يبذل فيها أى مجهود، حيث لم يشارك الرئيس فى المناقشات قبيل الانتخابات، ولم ينشر برنامج انتخابى يوضح أولويات السياسة التى ينتوى اتباعها.

وأشارت المجلة إلى أن الإقبال الضعيف سيشكل صفعة للكرملين الذى يرغب فى إقبال كبير لتدعيم صورة بوتين كـ«زعيم أمة».

ونقلت المجلة عن تقرير مسرب للكرملين أوردته مجموعة «آر بى سى» الإعلامية الروسية أن الإدارة الرئاسية تعتزم منح هواتف «آى فون» و«آى باد» لأفضل صور «سيلفى» أمام صندوق الاقتراع، وأن نجوم الرياضة والفن والكوميديا سيساهمون فى الترويج لتلك الصور، وأن اليوم الانتخابى سيتضمن أحداثا رياضية واستفتاءات غير ملزمة فى مراكز الاقتراع حول القضايا المحلية.

ونوهت المجلة إلى أن السلطات الروسية ستستخدم تكتيكات أكثر صرامة لإجبار الناخبين على التصويت، ومنها تهديد مسئولى التعليم لطلبة الجامعات بطردهم من مساكنهم الجامعية إذا لم يسجلوا للانتخاب.

فيما نقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن الباحث المتخصص فى روسيا وبلاد القوقاز، جان رادفانى، قوله «على الرغم من ان تلك الانتخابات تبدو محسومة ونتائجها متوقعة، فإن السياسة الخارجية لروسيا تشهد أجواء متوترة»، مضيفا «هذه الولاية للرئيس بوتين ستكون صعبة ومختلفة عن سابقاتها، إذ تتسم بتصاعد التهديدات التى تم إحياؤها بين موسكو والغرب»، مشيرا إلى تفاقم الأزمة السورية، واتهام لندن لموسكو باغتيال العميل المزدوج سيرجى سكريبال، بالإضافة إلى إنهاء بوتين ولايته الحالية بالاحتفال بضم جزيرة القرم إلى روسيا، الأمر الذى اعتبره الغرب «استفزازيا».

فى المقابل، اعتبرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن ملايين الروس سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع لـ«تتويج القيصر»، دون وجود اختيارات حقيقة، حيث إن الانتخابات محسومة لصالح بوتين.

وذكرت المجلة أن الرئيس الروسى تمكن من التخلص من أى منافسة حقيقة بعد حملة تعقب المعارضين، فمنهم من مُنع من الترشح مثل أليكسى نافالنى، ومنهم من أُغتيل مثل نائب رئيس الوزراء الأسبق بوريس نيمتسوف الذى قُتل منذ ثلاثة أعوام، فى حين سمح الكرملين لعدد من المرشحين الذين ليس لديهم أى فرصة للفوز بخوض الانتخابات، وذلك لاستعادة مناخ الشرعية.