قصص من التراث (7).. الملك والساقي والوزير - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 11:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصص من التراث (7).. الملك والساقي والوزير

منال الوراقي
نشر في: الأحد 17 مارس 2024 - 9:12 ص | آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2024 - 9:12 ص
يزخر التراث العربي بالكثير من القصص والحكايات المليئة بالحكمة والعبرة وأحيانا الفكاهة، والتي أصبحت موروثا ثقافيا في بعض بلداننا رغم اختلاف الزمن وتطور الحياة.

في سلسلة "قصص من التراث" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات تحمل الموروثات الثقافية للدول العربية، تتنوع بين الحكمة والعبرة والقصص الفكاهية، استنادا لكتاب الجزء الأول من «قصص وعبر»، للكاتب والداعية الإسلامي أحمد الويسي.

الملك والساقي والوزير

كان يا ما كان، في قديم الزمان، كان هناك ساق يدعى أبا محمد، يبيع الماء للناس، وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق، وقد أحبه كل الناس لحسن خلقه ونظافته.

ذات يوم سمع الملك بهذا الساقي، فقال لوزيره، إذهب و أحضر لي الساقي، ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده، وأتى به الملك.

فقال الملك للساقي: من اليوم فصاعدا، لا عمل لك خارج هذا القصر، ستعمل هنا في قصري، تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي تحكي لي طرائفك التي اشتهرت بها، قال الساقي: السمع والطاعة يا مولاي.

عاد الساقي إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد وبالغني القادم، وفي الغد لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك، دخل الديوان الذي كان مليئا بالضيوف، وبدأ بتوزيع الماء عليهم، وكان حين ينتهي يجلس بجانب الملك ليحكي له الحكايات والطرائف المضحكة، وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته.

بقي الحال على ما هو عليه مدة من الزمن، إلى أن جاء يوم شعر فيه الوزير بالغيرة من محمد بسبب المكانة التي احتلها بقلب الملك، وفي الغد حين كان الساقي عائدا إلى بيته تبعه الوزير، وقال له: إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة، تفاجأ الساقي وسأله: وماذا أفعل حتى لا أؤذيه برائحة فمي؟ فقال الوزير : عليك أن تضع لثاما حول فمك عندما تأتي إلى القصر، فقال الساقي: حسنا سأفعل.

عندما أشرق الصباح وضع الساقي لثاما حول فمه وحمل جرته، واتجه إلى القصر كعادته، فاستغرب الملك منه ذلك، لكنه لم يعلق عليه، واستمر الساقي يرتدي اللثام يوما عن يوم، إلى أن جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع الساقي للثام.

قال الوزير: أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي، فقال الملك: لك مني الأمان فقل ما عندك، قال الوزير: لقد اشتكى الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي، أرعد الملك وأزبد وذهب عند زوجته فأخبرها بالخبر، قالت: من سولت له نفسه قول هذا غدا يقطع رأسه ويكون عبرة لكل من سولت له نفسه الانتقاص منك، قال لها: ونعم الرأي.

وفي الغد استدعى الملك الجلاد وقال له: من رأيته خرج من باب قصري حاملا باقة من الورد فاقطع رأسه، وحضر الساقي كعادته في الصباح، وقام بتوزيع الماء، وحين حانت لحظة ذهابه أعطاه الملك باقة من الورد هدية له.

وعندما هم بالخروج التقى الساقي بالوزير، فقال له الوزير: من أعطاك هذه الورود؟ قال الساقي: الملك، فقال له: أعطني إياه أنا أحق به منك، فأعطاه الساقي الباقة وانصرف، وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملا لباقة الورد فقطع رأسه.

وفي الغد حضر الساقي كعادته دائما ملثما حاملا جرته وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين، استغرب الملك رؤيته لظنه أنه ميت، فنادى عليه وسأله: ما حكايتك مع هذا اللثام؟ قال الساقي: لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة وأمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأذى.

سأله مرة أخرى : وباقة الورد التي أعطيتك؟ قال الساقي: أخذها الوزير، فقد قال أنه هو أحق بها مني. فابتسم الملك وقال حقا هو أحق بها منك، وحسن النية مع الضغينة لا تلتقيان.

اقرأ أيضا
قصص من التراث (6).. الملك والشاب والأب العجوز


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك