بالفيديو والصور...رحلة الحصري من شبرا النملة إلى الكونجرس الأمريكي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو والصور...رحلة الحصري من شبرا النملة إلى الكونجرس الأمريكي

حسام شورى
نشر في: الإثنين 17 سبتمبر 2018 - 2:40 م | آخر تحديث: الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 - 11:29 ص

مدرسة التلاوة المصرية ذاخرة برموزها وشيوخها ممن رتلوا القرآن الكريم وجابت أصواتهم كل بقاع الأرض، وليبقى صدى صوتهم فيها إلى الآن رغم وفاتهم، أحد أعمدة تلك المدرسة ورائدها الشيخ محمود خليل الحصري، الذي تحل اليوم الذكرى الـ101 لميلاده.

ولد الشيخ الحصري في 17 سبتمبر عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ويعتبر كثيرون أن القارئ الراحل أكثر قرَّاء القرآن الكريم علمًا، وخبرة، ووعيًا بفنون القراءة، حيث كان مستفيضًا بعلوم التفسير والحديث، كما كان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ونال شهادة علمية فيها من الأزهر الشريف، وترك رصيدًا كبيرًا في مدرسته الخاصة، وبصماته في ترتيل القرآن الكريم، وتسجيله لأول مرة، وتعليم الصغار من خلال المصحف المرتل.
وتلقي «الشروق» في هذا التقرير الضوء على رحلة الشيخ الحصري، "سفير مصر للقرآن الكريم"...

-بدايته
التحق الحصري فى سن الرابعة من عمره، بأحد كتاتيب قرية شبرا النملة التي انتقل إليها قادمًا من الفيوم، مع والده، ليتم حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، حيث كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدي بطنطا يوميا ليحفظ القرآن.
وفى سن الـ12 انضم إلى المعهد الدينى فى طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك فى رحاب الأزهر الشريف، ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن.

الحصري في الاذاعة

وفى الـ27 من عمره، وتحديدا في عام 1944 تقدم لاختبارت الإذاعة المصرية لينجح فيها ويكون ترتيبه الأول في نتائج الاختبارات كقارئ للقرآن الكريم، لتكون تلك هي بوابته الأولى لتلاوة آيات الذكر الحكيم على مسامع المئات بالمسجد الأحمدي بـ"طنطا"، وهو نفس المسجد الذي حفظ فيه القرآن وعيّن مقرئا له في عام 1950، قبل أن يعين مقرئا لمسجد الحسين عام 1955 بعد انطلاقه للقاهرة، وتقلد الشيخ الحصرى، العديد من المناصب في تلك الفترة، ثم عين عام 1957م مفتشًا للمقارئ المصرية.


-جولاته الخارجية
وفى 1958م عُيِّن وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية، وفى نفس العام تخصص فى علوم القراءات العشر، وعُين مراجعًا ومصححًا للمصاحف بمشيخة الأزهر الشريف، وهو أول من ابتُعث لزيارة المسلمين فى الهند، وباكستان، وقراءة القرآن الكريم فى المؤتمر الإسلامى الأول بالهند فى حضور الرئيس الأول بالهند فى حضور الرئيس جمال عبدالناصر، قبل أن يصدر قرار جمهورى فى عام1960 بتعيينه شيخًا للمقارئ المصرية.



سافر القارئ الراحل إلى معظم الدول العربية والإسلامية، وكذلك إلى روسيا، والصين، وسويسرا، وكندا، واندونيسيا، والفلبين، والهند، وسنغافورة وأغلب عواصم العالم، حيث استقبله عدد كبير من الملوك والرؤساء والأمراء فى معظم دول العالم.
كما رافق الشيخ محمود خليل الحصرى الرئيس أنور السادات في زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى ديسمبر عام 1977م والتقى بالرئيس الأسبق جيمى كارتر ويعتبر أول وآخر قارئ رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي.
وفى ماليزيا حاصرته السيول والأمطار فأرسل له رئيس الوزراء طائرة هليكوبتر أقلته إلى الألوف الذين كانوا ينتظرونه، وكان الشيخ الجليل أول من رتل القرآن الكريم فى القاعة الملكية وقاعة هايوارت فى لندن وكان ذلك فى عام 1978.

 

-سفير القرآن
كما أنه يعد سفير القرآن الأول بلا منازع حيث كان في طليعة من سافروا للقراءة خارج مصر؛ ففى عام 1965م زار فرنسا، وتسببت قراءاته للقرآن في المحافل الدولية، في إسلام العديد ممن استمعوا ليه، حيث تذكر المراجع التي تناولت حياته أنه لقن كلمات الشهادة لـ18 شخصًا من الرجال والنساء ليعلنوا إسلامهم على يديه، وفى عام 1967م اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسًا لقرَّاء العالم الإسلامى فى مؤتمر "اقرأ" بكراتشى فى باكستان.

 

للشيخ مؤلفات عده أبرزها،"أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، الفتح الكبير في الاستعاذه والتكبير، أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر، مع القرآن الكريم، قراءة ورش عن نافع المدني، قراءة الدوري عن أبى عمرو البصري، النهج الجديد في علم التجويد، ورحلاتي في الإسلام".

وذاع صيته بشكل واسع، وسافر في رحلات إلى جميع البلدان الإسلامية، لدرجة أن الجماهير الماليزية حملت سيارته وهو بداخلها، كما أرسلت له المملكة العربية السعودية طائرة خاصة لأخذه من أجل ضبط الأجهزة الصوتية في الحرم المكي على طبقة صوته، حسب رواية أحد ابناءه.

المصحف المرتل
ظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصرعلى إذاعة صوت الحصري منفردًا حوالى 10 سنوات، وكان الشيخ الحصرى أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم عام 1961، فكان الشيخ مدركا أهمية تجويد القرآن وتوصيل رسالته، باعتبار أن ترتيل القرآن يضع القارئ في مواجهة عقلانية مع النص القرآني، تُشعر القارئ له بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.

 

-إفريقيا
كان الكثير من رحلات الحصري في شهر رمضان الكريم يوجهها للدول الإفريقية والعربية والأسيوية لقراءة القرآن، وعندما شعر أن بعض الجهات بدأت عمدا في تحريف في القرآن، فأراد أن يكون القرآن مسجلاً على شرائط كاسيت أو أسطوانات فتم تسجيل المصحف المرتل بصوت الشيخ الحصري بعد أن رفض العديد من المشايخ والقراء الفكرة.
وإلى الآن لازالت مدارس القرآن الإفريقية تعتمد على المصحف المعلم للشيخ الحصري.

المصحف المعلم
سجل الحصري القرآن بروايات عدة كان أبرزها "رواية حفص عن عاصم، ورش عن نافع، قالون الدوري عن أبي عمرو البصري، ويعد تسجيله للقرآن المعلم كأحد المدارس في طريقة تعليم الأطفال والكبار طريقة التلاوة علامة مضيئة ومحفورة في الذاكرة.

كما أنه من أوائل من نادوا بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، كما نادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.

وصيته ووفاته
نال الشيخ الحصرى العديد من الأوسمة تقديرا لمكانته، أبرزها جائزة الدولة التقديرية من الطبقة الأولى عام 1967م.

أوصى الشيخ الحصرى بثلث تركته للإنفاق منها على مشروعات البر والخير وخدمة المسجدين اللذين شيدهما فى القاهرة، وطنطا، إضافة إلى المعاهد الدينية الثلاثة "الابتدائى والإعدادى، والثانوى الأزهرى" ومكتبين لحفظ القرآن الكريم فى المسجدين بالقاهرة وطنطا، وحفَّاظ القرآن الكريم ومعلميه.


اشتد عليه مرض القلب الذي كان يعاني منه بعد عودته من رحلة من السعودية عام 1980، ونقل إلى معهد القلب، إلا أن حالته تحسنت وعاد إلى البيت، لكن بعد أدائه صلاة العشاء يوم 24 نوفمبر من العام ذاته، أصيب بنوبة قلبية توفى على أثرها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك