سيطرت حالة من المشاعر والتأثر على مسرح دار الأوبرا المصرية أثناء العرض العالمي الأول لفيلم "ثريا حبي" للمخرج نيكولا خوري، ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وعند نهاية الفيلم، صفق الجمهور بحرارة للفنانة اللبنانية ثريا بغدادي بطلة الفيلم ولتجربتها الإنسانية، وفوجئ الحضور بأحدهم يصيح بصوت مرتفع: "تتجوزيني"، ما أضاف لمسة من الضحك والتفاعل والصفير داخل القاعة.
حضر العرض الأول الفنانة ليلى علوي، التي حرصت على توجيه التحية لثريا بغدادي، معبرة عن تأثرها بالقصة الإنسانية التي يقدمها الفيلم.
ينتمي الفيلم إلى فئة الأفلام التسجيلية الطويلة، ويتناول علاقة ثريا بزوجها المخرج الراحل مارون بغدادي، الذي توفي عام 1993 عن عمر يناهز 43 عامًا، بعد مسيرة فنية قصيرة ولكن ناجحة.
وقالت ثريا خلال نقاش مع الجمهور عقب العرض إنها تحب الحكي عن هذا النوع من الحياة، وعن كيفية التأقلم مع الفقد، بالإضافة إلى جدلية الرحيل والبقاء، والظل والنور، مثمنة جهود المخرج الذي تحمل العمل معها لمدة أربع سنوات لإخراج المشروع بهذا الشكل.
يغوص الفيلم في حياة الفنانة ثريا بغدادي، كاشفًا جوانب جديدة من علاقتها بمارون بعد مرور ثلاثين عامًا على رحيله. ويعتمد العمل على لقطات من فيلم "حروب صغيرة" (1982) الذي وثّق لقائهما الأول، إضافة إلى أرشيفات شخصية ومقابلات تكشف مسارات حياتها الذاتية وقراءة رسائل أرشيفية تركها مارون لها قبل رحيله.
كما يستكشف الفيلم علاقة ثريا بجسدها بعد سنوات طويلة من الرقص والتأمل، وفهمها لمفهوم الحداد، واستعادتها لحواراتها المتقطعة مع مارون، مقدمًا تجربة سينمائية حميمة تعتمد على لقطات خاصة تصور جسدها في الحاضر ورقصاتها في الماضي، مع لغة بصرية وجدانية تتأمل الذاكرة والفقد والهوية.
المخرج نيكولا خوري، صانع أفلام مستقل وحائز على جوائز، يقيم في بيروت، وخبرته تمتد بين الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة، معتمدًا على السرديات الشخصية وأشكال الحكي غير التقليدية. وقد فاز فيلمه القصير Resonances بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية عام 2018.