أعلنت القوات الأوكرانية سحب قواتها من أفدييفكا ، وهي مدينة رئيسية أصبحت في الأشهر الأخيرة واحدة من أكثر المعارك ضراوة على الجبهة الشرقية.
وجاءت هذه الخطوة في أعقاب تكثيف هجمات موسكو على المنطقة، حيث قصفتها روسيا بالغارات الجوية والمدفعية، وأرسلت موجة بعد موجة من الهجمات البرية بواسطة المركبات المدرعة والجنود.
ورغم أن الأهمية الاستراتيجية للبلدة محدودة، إلا أن أفديفكا تمثل أكبر مكسب لموسكو منذ استيلائها على مدينة باخموت العام الماضي، كما أنها مؤشر على الكيفية التي يبدو أن الحرب قد تحولت بها لصالح بوتين، بحسب سي إن إن.
وتواجه أوكرانيا ضغوطاً متجددة عبر الجبهة الشرقية، تتفاقم بسبب نقص الذخيرة والقوى العاملة، وفي حديثه في مؤتمر ميونيخ الأمني يوم السبت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قرار الانسحاب من أفدييفكا اتخذ "لإنقاذ حياة جنودنا".
كانت أفديفكا على الخطوط الأمامية منذ أن استولى المقاتلون المدعومين من روسيا على أجزاء كبيرة من منطقة دونباس، بما في ذلك مدينة دونيتسك القريبة، في عام 2014. وقد تعرضت لإطلاق النار منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية في فبراير 2022.
وقال قائد القوات الجنوبية الأوكرانية أولكسندر تارنافسكي، إن الانسحاب من البلدة الواقعة شمال غرب مدينة دونيتسك، كان "الحل الصحيح الوحيد"، مضيفًا أن روسيا استولت على بعض القوات الأوكرانية خلال العملية.
• رمزا لنضالات أوكرانيا
تعتبر خسارة أفدييفكا بمثابة ضربة لا شك فيها لأوكرانيا، وفقًا لسي إن إن.
فقد تعثر الهجوم المضاد الذي بدأ قبل أشهر بهدف استعادة أراضٍ كبيرة، وتشهد البلاد دلائل على أن الدعم القوي من الغرب يتراجع، وخاصة من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة.
ومع تراجع أوكرانيا في أجزاء أخرى من الجبهة، يواجه قائد الجيش الأوكراني الجديد سيرسكي تحدياً هائلاً لإعادة القتال إلى روسيا.
وكانت قوات موسكو، شنت هجومًا حول أفدييفكا في أكتوبر. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المنطقة نقطة قتال عنيف مع قصف روسي على مدار الساعة وموجات من الجنود والعربات المدرعة تتقدم.
وصرح الضابط الأوكراني سيرهي تسخوتسكي مؤخرًا للتلفزيون الأوكراني أن روسيا تنشر أعدادًا كبيرة من القوات في معركة أفدييفكا. وأصر على أن الكثيرين قتلوا.
كان الهجوم الروسي مشابهاً لتكتيكات "مفرمة اللحم" التي استخدمت للاستيلاء على بخموت العام الماضي، حيث قدر مصدر في الناتو أنه مقابل كل جندي أوكراني يقتل دفاعاً عن بخموت، خسرت روسيا خمسة.
ومع ذلك، فقد تباطأ تقدم موسكو في أفدييفكا بسبب القوات الأوكرانية التي كانت متمركزة بشكل كبير في المنطقة.