اِنطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري بصفاقس عاصمة الثقافة العربية، مساء أمس، ولمدة سبعة أيام، وسط أجواء اِحتفالية بحضور جمع كبير من أهل الثقافة والفنّ والإبداع من البلدين، وبإشراف محمد زين العابدين، وزير الشؤون الثقافية التونسي، وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري.
وألقى الشاعر الوزير الجزائري، قصيدته التي كان أهداها للطفلة سارة، الموفّق شهيدة أحداث بنقردان في الجنوب التونسي، وعزف الموسيقيّ التونسي على العود، وتعالى التصفيق وصيحات الإعجاب نظرا لجمال الفقرة وتلقائيتها وعفويّتها.
وأكد وزير الشؤون الثقافية، في تصريح إعلامي، دعمه لإحداث مركز ثقافي جزائري في صفاقس ومركز ثقافي تونسي في الجزائر، مشيرًا إلى أنّ «الوزارة بصدد التفكير في بعث تمثيليات ثقافية لتونس في الخارج، وستكون الجزائر أول بلد يحتضن مثل هذه التمثيليات الثقافية».
من جهته، اِعتبر وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، أن «الثقافة لم تكن في يوم من الأيام إلا دليل الشعوب والأفراد والمجتمعات للوصول إلى الإنسان داخلها، وكان المثقف في كل حالاته راسم هذا الدليل ومحددَ معالمه».
وأشار «ميهوبي»، «حيث وُجدت الحرية وُجدت الثقافة»، مضيفا أنّه على يقين بأنّ هامش الحرية الكبير الذي تتمتع به تونس إنّما يكشف عن مدى تمسّك هذا الشعب بخيار الثقافة الذي شكّل سورا منيعا ضد التطرف والعنف في المدة الأخيرة.
وقال إنّ «المشاركة الجزائرية تحمل إشارة واضحة وتأكيدا صادقا بوضع كل الخبرات والتجارب الثقافية في خدمة المثقف والمبدع في البلدين، في هذا الوضع الصعب الذي تمرّ به الشعوب والمجتمعات العربية».
وألمح الوزير الجزائري -في كلمته- إلى أنّ تأخّر وتراجع دور المثقف العربي أدّى إلى تقدم مجموعات متطرفة ساهمت في تلويث الجوّ العام في المجتمعات العربية بأوبئة أيديولوجية في غاية الخطورة لينتشر التعصب والتكفير وإلغاء الآخر.
ونبّه «ميهوبي»، إلى أنّه «كلّما تأخّر النقاش والحوار الحضاري في المسارح والمكتبات والمقاهي والمنتديات تقدّم الدمار والموت والعنف، وتقدمت سحب الموت الأسود وغابت قيم الوسطية والإعتدال»، مؤكدا أنه «لا خلاص للفرد والمجتمع العربي إلاّ باِستعادة صوت العقل ولغة الفن والإبداع الفكري».
من ناحيتها، أكدت المنسقة العامة للجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية، هدى الكشو، أن الأسبوع الثقافي الجزائري يجسد عمق الأخوة التونسية الجزائرية، والوشائج الفكرية والثقافية العميقة التي تربط بين البلدين.
وكان الوزيران افتتحا ببهو المركب الثقافي محمد الجموسي معرضا تشكيليا جزائريا، بحضور والي صفاقس، وعدد من المثقفين التونسيين والجزائريين.
وتتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري في صفاقس إلى يوم 21 الشهر الجاري، ويتضمّن البرنامج عروضا موسيقية وسينمائية ومسرحية ومعارض تشكيلية وأمسيات شعرية.